تتعرض وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى انتقادات حادة في أجهزة الإعلام في الولايات المتحدة مما حدا بإحدى الصحفيات إلى وصف تلك الحملة بأنها هجمة تستهدف اغتيال شخصيتها.
وعلى الرغم من أن كلينتون ترقد طريحة بأحد مستشفيات نيويورك عقب إصابتها بجلطة دموية بين المخ والجمجمة، فإن أقاويل راجت في وسائل الإعلام تتهمها بالتظاهر بالإصابة بارتجاج في المخ لكي تتفادى المثول أمام لجان الكونغرس المنوط بها التحقيق في الهجوم الذي تعرض له مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي شرقي ليبيا وأسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أميركيين آخرين.
وألقى تقرير مستقل صدر الشهر الماضي مسؤولية ما حدث على وزارة الخارجية الأميركية، ليس بسبب أن الحراسة الأمنية حول مبنى القنصلية كانت ضعيفة فحسب، بل لأن النداءات بتكثيف الإجراءات الأمنية لم تجد آذانا صاغية.
وكتبت الصحفية كاثلين باركر في مقال بصحيفة واشنطن بوست اليوم الأربعاء أن الشعور السائد لدى البعض بأن الوزيرة ربما لم تكن راغبة في الإدلاء بشهادتها حول الحادث لم يأت من فراغ، ذلك أنه من العسير تقبل حقيقة أن الغفلة وحدها كانت وراء مصرع الدبلوماسيين الأربعة.
غير أن الانتقادات التي وُجهت إلى هيلاري كلينتون أثناء مرضها، وبخاصة الهجوم على شخصيتها، كان قاسيا وظالما، وفق وصف كاتبة المقال.
وكان الهجوم على شخص هيلاري من الحدة بحيث طالب أحد الكُتَّاب بالسماح له بالاطلاع على كشوفاتها الطبية.
بل إن مندوب أميركا السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون وصف المحنة التي تمر بها الوزيرة كلينتون بأنها "مرض دبلوماسي" للتملص من الإدلاء بشهادتها في حادثة بنغازي.
ثم اتبع ذلك لاحقا بالإيحاء بأن التفاصيل المتعلقة بمرضها شحيحة بغرض الحفاظ على فرص ترشحها لخوض انتخابات الرئاسة عام 2016.
وبدت الكاتبة باركر متعاطفة مع كلينتون حين ذكرت أنه رغم أن الأخيرة أقرت بمسؤوليتها الكاملة عما جرى في بنغازي فإن من وصفتهم بطبقة النقاد ظلوا يرددون أنها تراوغ بتحاشيها تحمل المسؤولية الشخصية.
وتصف الكاتبة "خبث" النقاد هذا بأنه "مثبط للهمم ومثير للاشمئزاز". وخلصت إلى أن الهجمة لاغتيال شخصية هيلاري كلينتون تبدو ضرورة حزبية وانحطاطا في النظام السياسي الأميركي.
وختمت بالقول إن الأمة الأميركية بحاجة إلى إجابات عن ما حدث في بنغازي، وهو ما ستقدمه هيلاري كلينتون من دون أدنى شك.
الجزيرة نت