قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل التصعيد الحاصل

علاقة مصر وحماس..هل تتجاوز الجدار الفولاذي؟

علاقة مصر وحماس
علاقة مصر وحماس

غزة /لميس الهمص

دخلت العلاقة بين حركة حماس ومصر منعطفا خطيرا بعد الأحداث الأخيرة على الحدود التي أدت لمقتل جندي مصري وإصابة العشرات من الفلسطينيين عقب تظاهرة خرجت احتجاجا على استمرار الحصار وإعاقة قوافل المتضامنين، بالإضافة لما تبعها من تصريحات كان آخرها خطاب الرئيس حسني مبارك والذي شن من خلاله هجوما لاذعا على حماس.

هدفها الإخضاع

مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية تحدث عن خطة مصرية لإخضاع حركة حماس بعد فشل سياسة احتوائها، في حين شنَّ الرئيس المصري هجوماً حاداً على حركة ’حماس’ واتهمها بأنها تنظم حملات للهجوم على مصر لحساب ’قُوى عربية وإقليمية تُزايد على القضية الفلسطينية’، في تلميح واضح إلى سورية وإيران، مؤكداً أن ذلك لن يعوق بلاده عن مواصلة بناء الجدار الحدودي.

النائب في المجلس التشريعي صلاح البردويل أكد أن بناء الجدار الفولاذي بين غزة ومصر يشير إلى أن مرحلة الضغط على حماس انتقلت من الاحتواء إلى التركيع .

ووصف البردويل الجدار المصري بأنه جدار سياسي يبنى بذريعة حماية الأمن المصري .

وأضاف:"انقضت مرحلة الاحتواء وآن أوان مرحلة تركيع حماس بالقوة فلا أحد يريد الاعتراف بحقيقية حصار غزة" .

ونوه أن ما ينغص الجهود العربية هو الحملة الإعلامية المصرية ضد حماس التي طالب هنية بوقفها عبر رسالة خطية أرسلها للرئيس المصري.

في ظل التصعيد الإعلامي رأى المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن الأزمة بين مصر وحماس تصاعدت خلال الفترة الأخيرة وخصوصا بعد الإشكالات على الحدود رغم تأكيدات حماس أن ما حدث كان بالخطأ ، منوها إلى أن تلك الحادثة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير .

وبين أن ملف الأزمة له جذور ورواسب ، ترجع لاختلاف المنهج السياسي ، بالإضافة لتعثر ملف المصالحة وإصرار حماس على فتح الورقة المصرية ، علاوة على الخلفية الإسلامية وحساسية مصر من ذلك.

ورجح بسيسو تفاقم الأمور في المرحلة القريبة إلا أنها لن تصل لحد القطيعة الكاملة، منوها إلى أن تفكك الأزمة سيحدث عند دخول العامل "الإسرائيلي" من خلال عدوان أو ضربه لحماس, الأمر الذي سيؤدي لحالة جديدة من إعادة النظر والتقييم كون الدماء عندما تسيل تشكل سببا للتجميع.

من جهته ذكر المحلل السياسي د. ناجي شراب في حديث صحفي أن استمرار العلاقة السلبية بين مصر وحماس، يعني أن الأخيرة لن تقبل بدور مصر بشكل مباشر في ملف المصالحة مستقبلاً.

وقال شراب: ’عدم انجاز المصالحة، واستمرار تأزيم العلاقات لا شك أنه يؤثر سلبًا بعلاقة مصر بحركة حماس المسئولة عن قطاع غزة’.

 ويعتقد أن محددات العلاقات المصرية الفلسطينية وفي محوريتها غزة، تحكمها عوامل كبيرة جدًا، وإنجاز المصالحة من شأنه أن يحسن هذه العلاقات في غزة.

 وأكد أنه لا يمكن لأي حكومة في غزة أن تتجاهل الدور المصري المحوري، ’وعلينا - ضمن أدبيات العلاقات الدولية-  البحث عن كيفية الخروج من المآزق وتحسين العلاقات واحتواء الأزمات والمشاكل’.

تستهدف قوى أخرى

وحول إذا كانت تصريحات المسئولين المصريين تستهدف قوى إقليمية من خلال الهجوم على حركة حماس حين قال مبارك :’نتعرض لحملات مكشوفة من قُوى عربية وإقليمية لم تقدم يوماً ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها، وتكتفي بالمُزايدة على القضية الفلسطينية.

وشدد بسيسو على أن مصر تواجه من خلال حماس محورا كاملا متمثلا بسوريا وإيران وذلك بتجديد الاتهام لحماس بين فترة وأخرى بأنها تخضع لأجندات خارجية وإقليمية، مبينا أن كثرة الحديث المصري عن عوائق مزروعة في طريق حماس كل ذلك يثبت أن مصر تهدف التطاول على دول أخرى.

وأكد أن ما يحدث يأتي للضغط على حماس في موضوع المصالحة وصفقة التبدل بالإضافة للجدار الفولاذي.

وطالب بسيسو بتوقيع سريع من قبل حماس على الورقة المصرية لأن التأخر في التوقيع سوف يلقي بظلاله على قطاع غزة ، موضحا أن كل التوقعات لا تشير لتطبيق كامل وحرفي للورقة لوجود معوقات كثيرة أمامها.

وشاركه الرأي شراب حيث رأى أن على حماس أن تسعى لاحتواء الأزمة بينها مع مصر، من خلال قيام حكومة غزة بتحقيقات جادة حول قتل الجندي المصري، والمضي قدما في طريق المصالحة’.

 

البث المباشر