بمجرد أن يطرق فصل الشتاء أبواب قطاع غزة، تبدأ معاناة الأهالي المتجذرة منذ أعوام، حيث تنقطع الكهرباء لساعات طويلة، جراء زيادة الأحمال على المحولات الكهربائية التابعة لشركة الكهرباء الوحيدة في غزة.
وبحسب المسئولين فإن انقطاع الكهرباء مؤخرا يعود إلى سوء الأحوال الجوية الحالية، الامر الذي أدى إلى انقطاع عدد من خطوط الكهرباء الرئيسية التي تنقل التيار من طرف الاحتلال "الاسرائيلي".
ويعمد الاحتلال على زيادة معاناة أهالي قطاع غزة من خلال تأخير إصلاح أي خطوط كهربائية تنقطع من داخل فلسطين المحتلة.
اعتدنا الانقطاع
ويرى المواطنون أن انقطاع الكهرباء في فصل الشتاء بات أمرا طبيعيا، بعدما اعتادوا على انقطاعها في مثل هذه الأوقات.
ويقول الشاب الجامعي علاء حمدي أن انقطاع الكهرباء في الشتاء أمر لا بد منه، بعدما أصبحت كل ذكرياته في الشتاء مقرونة بالعتمة، داعيا شركة الكهرباء إلى صيانة خطوط الكهرباء.
وأضاف الشاب العشريني لـ"الرسالة نت" :" للأسف فإن أعذار شركة الكهرباء متكررة في فصل الصيف وفي الشتاء وهو زيادة الأحمال على المحولات الكهربائية"، معربا عن أمله في انتهاء مشكلة الكهرباء بشكل جذري في غزة.
ويسعى أهالي غزة إلى تعويض نقص الكهرباء باستحداث بدائل أخرى، مثل الشموع والمولدات الكهربائية بأحجامها المختلفة في مختلف مناطق غزة، وهو ما يراه الحاج الخمسيني أبو هاني بأنه حل مؤقت " إلى أن يفرجها الله".
ويضيف أبو هاني لـ"الرسالة نت" :" المشكلة في المولدات الكهربائية أنها لا تستطيع أن تشغل مدفأة في البيت، وهو ما نحتاجه في فصل الشتاء، ناهيك عن الأصوات العالية التي تنطلق منها أثناء التشغيل، وروائح العوادم التي تنبعث منها".
ويشير إلى أنه يضطر في كثير من الأحيان إلى اشعال النيران لتدفئة بيته، متمنيا أن تتحسن الكهرباء في المستقبل القريب.
استقرار البرنامج
ويؤكد مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة بغزة المهندس أحمد أبو العمرين أن شركة الكهرباء حافظت خلال الأيام الماضية على استقرار برنامج الكهرباء بغزة.
وقال أبو العمرين لـ"الرسالة نت" :" ما حدث من انقطاع مستمر للكهرباء يوم امس الثلاثاء يعود إلى انقطاع ثلاثة خطوط رئيسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأخر الاحتلال في السماح بإصلاحها".
وأشار إلى أن زيادة الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء يؤدي لزيادة العجز في توزيعها.
وتنتج محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عندما تعمل بكامل طاقتها نحو 120 ميجاوات.
ويعتمد القطاع على ثلاثة مصادر للكهرباء، هي الشركة "الإسرائيلية" والشركة المصرية، إضافة إلى محطة كهرباء غزة.
ويجدر الإشارة إلى أن اتفاقاً جرى توقيعه بين الحكومة بغزة والقيادة المصرية قبل أشهر حسّن من وضع التيار الكهربائي بغزة.
وينص الاتفاق على توريد السولار الصناعي عبر معبر كرم أبو سالم على أن تحول شركة الكهرباء بشكل يومي ثمن الوقود والذي يقدر بـ2 مليون شيكل إلى حكومة رام الله التي بدورها ستدفع للشركة "الإسرائيلية".