"المواصلات": قدراتنا محدودة ويجب على "المرور" مساندتنا
"البلدية": هذه مسئولية "المرور" ولم تصلنا شكاوى من السائقين
غزة _ رائد أبو جراد
أبدى سائقو "سيارات نقل الجنوب العمومي" تذمرهم من مزاحمة سائقي سيارات الملاكي الخصوصية لهم في رزقتهم، موضحين أن هذه السيارات تسرق الركاب منهم بسبب عدم التزامها بموقف خاص لنقل الركاب.
للتنقل بحرية
السائق الأربعيني مصطفي صافي قال في هذا الإطار : نعاني من مشكلة تتمثل في مزاحمة مركبات الملاكي في رزقتنا "، مؤكداً على أن شرطة المرور تسمح لتلك السيارات "الخصوصي" للتنقل بحرية في الشوارع الداخلية أكثر من سياراتهم.
وأضاف السائق صافي لـ"الرسالة" :"هناك عدة شوارع رئيسية هامة يسمح لسيارات الملاكي بدخولها فيما ترفض الشرطة المرور عبرها"، موضحاً انه يضطر لانتظار دوره في طابور السيارات لأكثر من ثلاث ساعات دون فائدة.
وأشار إلى أن الموقف الخاص بسيارات العمومي مناسب في مكانه الحالي بسبب وقوعه بجانب محور الجامعات، مستنكراً سماح الشرطة للسيارات الملاكي بتحميل الركاب دون الالتزام في موقف خاص بهم.
أما السائق عبد الكريم فسفيس-50عاماً- من خان يونس فأشار إلى أن شرطة مرور غزة عملت بعكس المرور العالمي كله، مضيفاً:" أغلقت الشرطة للأسف الشوارع الداخلية في المحافظات أمام سياراتنا، مع أنهم سمحوا لسيارات الملاكي بالتنقل عبر تلك الشوارع بكل حرية".
وبين أن الناس أصبحوا لا يصلون لموقف السيارات الخاص بنقلهم بسبب سرقة سيارات الملاكي لهم من كل الاتجاهات.
وتابع القول وعلامات الغضب بدت على وجهه: تواصلنا مع وزارة المواصلات وذهب وفد يمثل سائقي سيارات العمومي لمقابلة الوزير ونفذنا احتجاجات وإضرابات لكن دون جدوي(..) لم يسألوا علينا وقالوا لنا "إلي عاجبوا الوضع يشتغل والى مش عاجبوا بلاش".
من جانبه أكد السائق محمود الكحلوت أن نقلهم لركاب الجنوب في السابق كان يتم بكل سهولة ويسر من خلال موقف "الساحة" وأن عملهم الحالي في الموقف الجديد الذي خصص لهم ضعيف.
أظل أنتظر
وأضاف الكحلوت الذي يعمل ضمن كراج الزهراء الذي خصصته بلدية غزة لسيارات الجنوب :" الآن عندما أتوقف لتوصيل سكان النصيرات أظل أنتظر لأكثر من ثلاث ساعات ولا أحصل على حمولة سيارة كاملة، أما سابقاً في موقف الساحة فكنت لا أنتظر هذا الوقت كله".
ويوافقه الرأي السائق أبو محمد الذي أكد على أن وضع الموقف الحالي غير مناسب لان سيارات الملاكي هي التي تسيطر على الموقف، مضيفاً:" الوضع في الساحة كان أفضل من الوضع الحالي
وأكد السائق فسيفيس على أن سائق "العمومي" الذي يضطر لدخول أي شارع تم إغلاقه تقوم شرطة المرور بمخالفته مباشرةً، مستطرداً:" ثمن المخالفة الواحدة يصل في بعض الأحيان إلى 100 شيكل لا يستطيع السائق تحصيلها في آخر يومه".
بدوره، أكد مدير دائرة الهندسة والسلامة المرورية بوزارة النقل والمواصلات م. سعيد عمار على وجود سائقين يطلق عليهم مصطلح"القشاشين" يخربون خلال العمل على السائقين الملتزمين والمخلصين في مهنتهم، داعياً لضرورة مقاومة هؤلاء المخالفين للقانون.
نحتاج لمساندة "المرور"
وقال عمار في تصريح لـ"الرسالة" :" قمنا بحملة ضد سيارات الملاكي المخالفة لكن قدراتنا محدودة ونحتاج لمساندة شرطة المرور بذلك ونحن مستعدون للتعاون معهم ومساعدتهم"، مبيناً أن وزارته لا تمتلك سوى 12 عنصر و3 سيارات للقيام بملاحقة المخالفين وتوقيفهم.
وفي سياق متصل، قال مدير عام ديوان وزير النقل والمواصلات م. عدنان عودة:"نسعى إلى تذليل الصعاب أمام أصحاب المركبات التي تعمل بصفة رسمية ونساعدهم في حل مشكلة المركبات الملاكي التي تعمل على نقل المواطنين بشكل مخالف للقانون".
وأضاف عودة في تصريح لـ"الرسالة":" لكي يتم السماح لسيارات الملاكي "الخصوصي" بنقل الركاب للمناطق الجنوبية عليهم توثيق وضعهم لدى الجهات المختصة في الوزارة حسب القانون".
وبين وجود مبالغة في حديث سائق العمومي، نافياً تخصيص وزارة المواصلات لشارع معين لمركبات العمومي أو الملاكي، وتحديد مواقف خاصة لتنزيل الركاب تم لضبط الأمور وضبط عملية تنقل السيارات .
ودعا عودة سائقي السيارات العمومي المشتكين على الوضع الحالي لتقديم شكاويهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم لوزارة النقل والمواصلات عبر زيارة مكاتبها لنقوم بالاطلاع على هذه الملاحظات وحلها عبر المناقشة.
لا تقع عليهم
من جانبه، أكد م. رفيق مكي رئيس بلدية غزة على أن المسئولية لا تقع عليهم بخصوص هذا الملف،بل تقع على شرطة المرور.
وقال مكي لـ"الرسالة نت" :" شرطة المرور لا تأخذ دورها المطلوب في تنظيم عملية السير ومخالفة السائقين غير الملتزمين بالأنظمة، وعلى الشرطة القيام بحملة للحد من هذه الظاهرة، وهناك مواقف مخصصة للسيارات ليتم نقل الركاب عبرها".
وفي معرض حديثه عن المعلومات التي تتحدث عن وجود نوايا لدى البلدية لإرجاع كراج سيارات الجنوب إلى سالف عهده في ميدان فلسطين قال مكي:" لا يوجد أية خطة للبلدية من هذا القبيل، كراج الزهراء مستمر في مكانه والناس تعودوا عليه ولم تصلنا أية شكاوى من قبل سائقي العمومي تطالب بعودة الكراج لميدان فلسطين من جديد".