حذر خبراء في (تل ابيب) من سياسة واشنطن الاخيرة، مشيرين الى ان تعيين وزير الدفاع الاميركي الجديد تشاك هيغال، ومطالبة السيناتور الجمهوري راند بول بتقليص مساعدات بلاده (لاسرائيل)، تجعل الولايات المتحدة اخطر على (اسرائيل) من ايران وحماس، وكذلك من هيمنة الاخوان على الحكم في مصر.
رأت دوائر سياسية في تل ابيب ان الولايات المتحدة اضحت أخطر على (اسرائيل) من التهديد الايراني او التيارات الاسلامية، التي افرزتها رياح الربيع العربي في منطقة الشرق الاوسط، وعزت الدوائر الاسرائيلية هذا الانطباع الى قرار الرئيس الأميركي الاخير، الرامي الى تعيين تشاك هيغال وزيراً للدفاع، خلفاً للوزير السابق ليون بانيتا، فضلاً عن الدعوات التي انطلقت مؤخراً من واشنطن، لتطالب بتقليص مساعدات الولايات المتحدة للحكومة الاسرائيلية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة هاآرتس العبرية، تعيش اسرائيل حالة من التردي غير المسبوق، وبدت ظروفها الاقتصادية والأمنية اسوأ من اي وقت مضى، فلا تمتلك اسرائيل بحسب الصحيفة العبرية جيشاً يناظر جيوش المنطقة، وإنما قوة شرطية محدودة ربما هى الاصغر في العالم، تتمكن بالكاد من الحفاظ على الأمن أو حتى الهدوء.
كافة احتياجات (تل ابيب)
أمام تلك المعطيات يقف اللوبي اليهودي في نيويورك حائط صد امام الادارات الاميركية المتعاقبة بداع الدفاع عن (اسرائيل) ، كما يقدم هذا اللوبي كافة احتياجات تل ابيب، خاصة في حالات الطوارئ والأزمات، ويضاف الى هذا اللوبي ما يُعرف بـ "لجنة الطوارئ من اجل (اسرائيل) "، إذ تعي هذه اللجنة ان (اسرائيل) بحاجة دائمة للمساعدات في وقت الطوارئ.
بالاضافة الى ذلك تدعم طائفة كبيرة من الانجيليين في الولايات المتحدة بنفس طريقة اللوبي اليهودي والتنظيمات الاخرى، الموالية للدولة العبرية في واشنطن، ويبدي الكتاب والصحافيون المحسوبون على تلك الجماعات قلقاً بالغاً من قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما، تعيين السيناتور الجمهوري السابق تشاك هيغال وزيراً للدفاع خلفاً للوزير السابق ليون بانيتا.
الرئيس الاميركي لم يكترث بقلق (اسرائيل) والتنظيمات التابعة لها من تعيين هيغال وزيراً للدفاع، خاصة انه يعلم مسبقاً مواقف وزيره الجديد من قضايا ذات صلة (باسرائيل) ، يأتي في طليعتها اعتراضه على تفعيل الخيار العسكري الاميركي ضد ايران، ودعوته الرئيس الاسبق جورج بوش الى الوقف الفوري لإطلاق النار بين لبنان و(اسرائيل) عام 2006، معتبراً ان هجوم اسرائيل على اللبنانيين يعد عنفاً ممنهجاً.
وترى (اسرائيل) بحسب عدد ليس بالقليل من دوائرها السياسية والأمنية، ان البرنامج النووي الايراني، حماس، وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على اكبر دولة في المنطقة، ستكون اقل خطراً على (اسرائيل) من تعيين هيغال وزيراً للدفاع الاميركي، فبعد ان كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن تحييد الانظمة والتنظيمات المعادية للدولة العبرية، اضحت تعتمد في مؤسستها العسكري على جنرال معادي (لاسرائيل) ، وحليف ضمني لعدد ليس بالقليل من الجبهات المناوئة لتل ابيب في منطقة الشرق الاوسط.
تحول سياسي من (اسرائيل)
اذا كان ذلك هو الحال بالنسبة لباراك اوباما وحزبه الديمقراطي، فالحزب الجمهوري لا يختلف كثيراً في تحوله السياسي من (اسرائيل) ، ولعل ذلك كان واضحاً بحسب موقع "نعناع" العبري، حينما طالب السيناتور الجمهوري الاميركي "راند بول" خلال زيارته الاخيرة (لاسرائيل) بتقليص مساعدات بلاده لتل ابيب.
وكان بول قال في سياق مؤتمر صحافي عقده في القدس: "ينبغي تقليص المساعدات الاميركية (لاسرائيل) ، فلم يعد باستطاعة الولايات المتحدة تحمل اعباء مساعداتها الخارجية بما في ذلك اسرائيل، خاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي تعانيها مرافقها، كما ان بلادنا لم تعد تمتلك اموالاً لدعم علاقتها (باسرائيل) ".
ورغم تأكيد بول انه لا يمثل بتصريحاته سوى دائرة ضيقة للغاية في مجلس النواب، وان الكونغرس لن يسمح بتمرير قرار كالذي يدعو اليه، خاصة حيال (اسرائيل) ، إلا ان المحلل السياسي "تسيبي بارئيل" اكد ان التحول السياسي الاميركي حيال تل ابيب غير مسبوق، فلم يتمكن اي سياسي اميركي من اعلان مجرد تحفظه على دعم (اسرائيل) باستثناء شخصيات قليلة.
وعلى اية حال اوضح بارئيل في مقال بصحيفة هاآرتس، انه حتى اذا كان هيغال معادياً (لاسرائيل)، رغم انه نفى ذلك في اول مؤتمر صحافي بعد توليه حقيبة الدفاع، إلا ان استراتيجية الولايات المتحدة ستظل موالية (لاسرائيل)، ولن تتردد في الحفاظ على امنها، او الدفاع عن نفسها.
وكالة الأناضول