قائمة الموقع

نقابة الصحفيين ... صراع بين المجلس القديم والإعلاميين

2010-01-30T09:29:00+02:00
انتخابات نقابة الصحفيين

جبر : مجلس النقابة لم يستجب لمطالبنا والأمور تبدو صعبة

المصري : نتجه لمقاطعة الانتخابات في حال بقي الوضع على حاله

غزة- محمد أبو قمر

تمر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مخاض عسير في انتظار أن يفضى لولادة ناجحة في حال استجاب المتمسكون بمجلسها القديم لمطالب الصحفيين الجدد المحرومين من العضوية بفتح الباب أمامهم لممارسة حقهم الانتخابي، أو الإجهاض في حال أصروا على إغلاقهم باب التنسيب العلني في غزة ، والعمل من تحت الطاولة لحشد الطاقات بمقاييسهم الخاصة.

وستحدد التحركات في حلبة النقابة خلال الأيام القليلة المقبلة اتجاه البوصلة إما لولادة جديدة أو تكرار الإجهاض.

إصرار وتحد

منذ عشر سنوات والصحفيون الفلسطينيون يطالبون بإصلاح أوضاع نقابة الصحفيين وخروجها من حالة الشلل والفئوية والتكلس الى مجال الفعل والمهنية والتأثير .

وتصاعدت الأصوات الفلسطينية في العام الماضي متوافقة مع ضغوط وتهديدات حقيقية مارسها الاتحاد الدولي للصحفيين بشطب عضوية فلسطين إذا لم تجر انتخابات بنقابة الصحفيين ، فاستجمع مجلس النقابة المستقيل غالبية أعضائه قواه ونفخ الروح فيهم ، وقرروا عقد انتخابات في الخامس من فبراير 2010 بدون أية إجراءات قانونية وإدارية ونقابية سليمة في محاولة بائسة لتكريس الحالة المزرية القائمة وتزوير إرادة الصحفيين .

الصحفيون المحرومون من عضوية النقابة كانوا المتصدين الأبرز لما وصفوه التفافا على إرادة الصحفيين ، وحرمانهم من حقهم بالانتخاب .

وأكد الصحفيون الذين بدؤوا خطواتهم الاحتجاجية باعتصام أمام نقابة الصحفيين بداية الأسبوع الحالي ، أنهم سيقومون بكل الخطوات اللازمة لضمان حقهم الانتخابي مهما بلغت التضحيات.

وطالب الصحفيون القائمين على نقابة الصحفيين بضرورة إصدار تعليمات واضحة بالتعامل بكل احترام مع الصحافيين الذين يتوجهون لمقر النقابة في غزة للحصول على حقهم في العضوية، وعدم اختلاق الذرائع والحجج لحرمانهم من العضوية.

وأعلن الصحفيون المحرمون من عضوية النقابة أنهم لن يفرطوا بأي شكل من الأشكال بحقهم في العضوية، وقالوا: "لن نسمح لكائن من كان أن يحرمنا من حقنا في المساهمة في ترتيب البيت الداخلي للصحافيين، ونحن جزء منه، ولا يملك أي شخص أن يستثنينا، أو أن يتجاوزنا بحجج وذرائع واهية".

وشدد الصحفيون على أن أية خطوات لإصلاح نقابة الصحفيين تتجاوز شريحة واسعة من الصحافيين الشباب، تعني أن تلك الخطوات تفقد صدقيتها ونجاعتها في تحقيق المراد منها، وتشكل تعميقاً لأزمة النقابة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام خطوات مضادة تفضي في نهاية المطاف إلى تكريس حالة التشرذم في الوسط الصحفي".

وناشدوا كافة الأجسام الصحافية إلى متابعة هذا الأمر بكل جدية، وعدم السماح لجهة بعينها أن تقرر مصير النقابة بعيداً عن المجموع الصحفي، لاسيما أن الجهة المسيطرة على النقابة تمثل أبرز عوامل تفريق الصحافيين وتمزيق صفهم.

تحرك على الأرض

وتخوض الكتل والتجمعات الصحفية حراكا نشطا لتعديل مسار النقابة بالطرق القانونية بعيدا عما يحاول مجلس النقابة فرضه ، حيث أكد الصحفي حسن جبر أن هناك تشاورات بين غالبية الكتل الصحفية للمطالبة بانتخابات نزيهة وشفافة بناء على معايير واضحة للجميع وذلك بضم كل من يستحق العضوية للنقابة ، وشطب كل من يمتلك العضوية وهو لا يستحقها.

وشدد في حديث "للرسالة "على أنهم مع إجراء الانتخابات بطرق قانونية ، وقال " هذا توجهنا ولا زلنا نجري اتصالات على أمل الوصول لحل ".

لكن جبر اعترف بأن الأمور تبدو صعبة حتى الآن في ظل عدم استجابة مجلس النقابة لمطالبهم ، وأضاف " في حال أصر المجلس على موقفه فسنعلن عن إجراءات نواجه بها ذلك الإصرار " .

وفي هذا السياق طالب صحفيون مستقلون في بيان لهم "جميع الصحفيين برفع الصوت عاليا لرفض ما يجري من " مؤامرات ربما تصبح الفصائل السياسية جزءا منها لتمرير الانتخابات"، والتأكيد على مطالب المجموع الصحفي من أجل انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية تبدأ بتعريف من هو الصحفي.

وكانت النقابة قررت عقد الانتخابات دون غزة في 26/12/2009، ما أثار ردود فعل رافضة ومنددة، فضلاً عن خلافات داخلية في المجلس كان من بينها رفع دعاوى للنائب العام من صحافيين ضد النقيب نعيم الطوباسي.

ومع بداية العام الحالي قرر مجلس النقابة عقد الانتخابات في 5/2/2010 وألقى بالكرة في ملعب صحافيي غزة للتوافق حول هذا الأمر، في اتجاه مختلف عن المرة السابقة، ما أدى إلى ردود فعل أشد من قبل صحافيي القطاع الذين شككوا في مغزى هذا الإعلان.

الاتجاه للمقاطعة

وفي ظل إصرار النقابة على إغلاق باب الانتساب أمام الصحفيين الجدد ورفضها غربلة العضويات القديمة ، علمت "الرسالة" أن مجلس النقابة يمنح عضويات سرا لصحفيين جدا مقربين منهم وذلك لحشد الطاقات على أمل فوزهم في الانتخابات التي ينوون إجرائها.

ويجري أعضاء المجلس اتصالات مكثفة مع أوساط الصحفيين الذين يعتقدون أنهم مناصرون لهم في محاولة لضمهم الى صفوفهم .

ويقول الصحفي صالح المصري رئيس التجمع الإعلامي أن النقاشات مع مجلس النقابة وصلت لطريق مسدود لعدم تجاوبه مع المذكرة التي سوقتها الكتل والمؤسسات الصحفية والداعية لتنظيم انتخابات نزيهة وقانونية بناء على معايير صحيحة .

ويرى المراقب للأوضاع أن الأمور لا تتجه لتنظيم انتخابات موحدة بغزة والضفة ، وإنما بالضفة لوحدها وذلك لغياب أي مظهر انتخابي بغزة .

وبحسب المصري فأنهم تواصلوا مع الفصائل والمؤسسات الحقوقية ووضعوهم بصورة أوضاع النقابة والإجراءات غير السليمة من الناحية النقابية والقانونية التي يتخذها مجلس النقابة.

وأضاف المصري في حديث "للرسالة": " نجحنا لحد كبير في كشف بعض الإجراءات غير القانونية التي ينتهجها مجلس النقابة ، ونتجه لمقاطعة الانتخابات في حال بقي الوضع على حاله ولم تتعاط النقابة مع مطالب الكتل الصحفية بضرورة غربلة العضويات وفتح باب الانتساب للصحفيين الجدد".

وشدد المصري على أنهم ازدادوا إصرارا على مطالبهم عقب سماعهم أن مجلس النقابة فتح باب التنسيب بالضفة فقط ، وتابع: " من الأولى أن يفتح باب استقبال العضويات بغزة ".

ويعتقد المصري أن هناك إشكاليات كبيرة داخل مجلس النقابة ، عبر عنها الطوباسي عندما أكد أنه لا يوجد تنسيق بين مجلس النقابة منذ عشر سنوات ، كما أن رسوم العضوية في الضفة تقدر بمائة شيقل، بينما في القطاع مائة وسبعين شيقلا.

وكان عضو لجنة العضويات في نقابة الصحفيين حامد جاد قد قال إن العديد من الصحفيين الذين يمتلكون عضوية النقابية ليسوا مع إجراء انتخابات بهذه الطريقة التي أعلن عنها".

وأوضح أن من أهم اعتراضاتهم حرمان من التحقوا بعد عام 2007 بمهنة الصحافة من الحصول على عضوية النقابة، مشددًا على أن ذلك فيه "إجحاف بحق الصحفيين لما يمثلوه من عدد كبير من بين الصحفيين العاملين بوسائل الإعلام.

وقال جاد: "هناك عدد من الصحفيين لا يستحقون الحصول على عضوية نقابة الصحفيين وقد حصلوا عليها، مقابل وجود أعداد أكبر من الصحفيين الذين يستحقوا ذلك وهم محرومون من الحصول على العضوية".

وفي ظل إصرار الصحفيين على موقفهم وتعنت مجلس النقابة تبقى الأيام القليلة المقبلة كفيلة بكشف ما ستئول إليه أوضاع النقابة المترهلة منذ عشر سنوات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة