اليقين بفوز اليمين في انتخابات "إسرائيل" المرتقبة يجسّد الحجاب الحاجز بين التفاؤل والتشاؤم أمام مضيها نحو عزلة دولية.
مستقبل "إسرائيل حالياً" في عين العاصفة وثمة كثيرون يحذرون من سقوطها في الهاوية وخسارة كثير من الأصدقاء.
لا أحد يدري هل اليمين واليمين المتطرف يرى بعين واحدة أم أنه أصيب بالعمى في وضح النهار!.
ويتوقع مراقبون للمشهد السياسي "الإسرائيلي" أن تعاني "إسرائيل" إذا تقلّد اليمين زمام الحكم قريباً من عزلة دولية ومشاكل سياسية.
الربح والخسارة
انتظروا قليلا وراقبوا كيف سيضع اليمين المتجهّز للفوز في الانتخابات الوشيكة "ما صنع الحدّاد" بين "إسرائيل" والأسرة الدولية!.
اليمين "الإسرائيلي" يجني منذ 6 سنوات ثمار مواقفه المتطرفة واعتداءاته المتكررة على جيران "إسرائيل" والأرض المحتلة.
"المدلل: "إسرائيل" في عهد نتنياهو طوال 6 سنوات عانت عزلة دولية
"
ويؤكد د. وليد المدلل المختص في الشئون الأمريكية و"الإسرائيلية" أن "إسرائيل" في عهد نتنياهو طوال 6 سنوات عانت عزلة دولية أشد أشكالها توتر العلاقة مع أمريكا.
ويضيف: "صحيح هناك التزامات من قبل أمريكا نحو إسرائيل من قبيل الدعم الأمني والعسكري لكن اعتقد وجود فجوة بين أوباما ونتنياهو".
وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، صرح أمس الأول أن "الإسرائيليين" "يقررون وحدهم" من يدافع بشكل أفضل عن مصالحهم.
جاء رده عقب التسريبات الإعلامية التي تناقلت ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نتانياهو بأنه "لا يفهم ما هي المصالح (الإسرائيلية)، وأن تصرفاته ستقود الاحتلال إلى عزلة دولية خطيرة".
وحول معارضة الأسرة الدولية يقول المحلل المدلل إنها مرتبطة بمواقف "إسرائيل" من ملف إيران وفلسطين وغيرها وأن "إسرائيل" لم تعد تلتزم بالموقف الدولي الذي يظهر أكثر حكمة منها.
أما د. تيسير محيسن المختص في الشئون العربية والدولية فيرى أن الحديث عن عزلة "إسرائيل" قريباً احتمال قائم ومطروح لمستقبلها في عيني المجتمع الدولي.
ويضيف: "فوز اليمين المتطرف وقيادته للحكومة بكل الأحوال سيكون ضمن سياسات عامة ضابطة للعلاقات الخارجية مع كل الدول خاصة ذات الثقل".
"محيسن: اليمين سيمضي على نسق العنجهية ضد الشعب الفلسطيني
"
ويقول إن اليمين سيمضي على نسق العنجهية ضد الشعب الفلسطيني ما يثير حفيظة الرأي العام الدولي وذلك يخضع لمدى الايجابيات التي ستجنيها حكومة اليمين من وراء تطرفها نحو الفلسطينيين.
نحو العزلة
منذ سنوات واليمين يطلق النار بغزارة في أروقة المواقف الدولية وبزاوية نظر وحيدة دون الاهتمام لما يجري من حوله من تغيرات وتحوّلات.
الأسرة الدولية لم تعد تتجرّع حرب 2006 وحرب 2008 وحصار غزة والاستيطان والتهويد وتعثر المفاوضات وضحايا العنف "الإسرائيلي" من عرب وأجانب دفعةً واحدة!.
ويؤكد المحلل المدلل أن الموقف الدولي صار أكثر حدةً من الموقف "الإسرائيلي" ففقدت "إسرائيل" كثير من أنصارها.
ويضيف: "ظهر ذلك مؤخراً حين وقف كثير من الدول-المعروفة بدعم إسرائيل دائماً-على الحياد خلال طلب فلسطين عضوية الأمم المتحدة".
ولم يكن زعماء "إسرائيل" "بيرس-المرت-ليفني وآخرون" مجتمعين على خطأ حين اتهموا نتنياهو انه يقود الدولة نحو العزلة الدولية.
أما المحلل محيسن فيتوقع تراجعاً نسبياً في مواقف اليمين حال زاد انتقاد المجتمع الدولي لها.
ويضيف: "منذ تولي نتنياهو للحكومة والاحتلال يمارس عمل بدأ المجتمع الدولي يعيد النظر فيه فصورة إسرائيل بدأت تتآكل وبدت المواقف في المؤسسات الدولية والحقوقية وعبر رموز ما يضر بعلاقتها مع العالم".
اليمين الأعمى
بغباء فراشة يقود اليمين "إسرائيل" في أشد أوقاتها حساسية مفرّطاً في كثير من الأصدقاء ومعطّلاً لـ"ترموتر العلاقة مع المجتمع الدولي".
مؤكد أن اليمين يفهم مواقف الآخرين من حوله لكني يصرّ على مواقفه فيظهر أحيانا فاقداً لإحدى عينيه وأحياناً أخرى أعمى بالكلية.
باراك اوباما الرئيس الأمريكي رئيس أكبر حلفاء "إسرائيل" بدأ يراجع المسألة وكما يقول المراقبون هو راغب بزعيم "إسرائيلي" من غير اليمين.
"نتنياهو يحمل في دعايته الانتخابية برامج متشددة أهمها دعم الاستيطان
"
وعن موقف اليمين ممن حوله يقول المحلل محيسن: "يفهم اليمين خطورة القضية لكنه يعتبر انتقاد أمريكا له محاولة لحشد بقية الدول لجوارها كما يفهم موقف اوباما أنه ضمن لعبة حزبية تسبق الانتخابات ولا يرغب أوباما بفوز نتنياهو فيها".
أما المحلل المدلل فيقول إن مندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة صرّح مؤخراً أن العالم أكثر سهولة بغير تلك المنظمة و"إسرائيل" لا ترتاح لها ما يعني زيادة في العنجهية.
ويشير أن الأسرة الدولية كانت في حرب غزة الأخيرة 2012 تضغط نحو إبرام التهدئة بغير شروط "إسرائيل".
ويحمل نتنياهو في دعايته الانتخابية برامج متشددة أهمها دعم الاستيطان والقدس عاصمة موحدة لدولته ودولة فلسطينية منزوعة السلاح وتعظيم الخطر الخارجي الإيراني.
ولا أحد ينكر توجع الرأي العام "الإسرائيلي" نحو اليمين رغم كل ما سبق تأثراً ببرامج اليمين ودعايته.
عن ذلك يضيف المدلل: "إسرائيل تعيش على المخاوف وتحاول إخراجها من القمقم لتؤثر على شعبها ومسألة التمسك بالاستيطان لدغدغة المستوطنين الذين يصوت أكثر من 80% منهم لنتنياهو".
ويتوقع أن يصوت أكثر من 85% من المستوطنين في غلاف غزة لصالح نتنياهو "الليكود" متأثرين بخطاب عنصري مدجج بالأيديولوجيا-كما يصف المدلل .
ويتابع: "لا ينظر اليمين للأمر بعين المصلحة بل بالايديولوجيا ويقدمها على كل الاعتبارات وأحيانا يظهر أنه يرى بعين واحدة وأحياناً أعمى دون الاهتمام للظروف التي تقود إسرائيل نحو العزلة" .
ويمرّ المشهد السياسي "الإسرائيلي" بمنعطف مهم واستراتيجي فإما أن ينجح اليمين في تحدي محيطه أو يتراجع بانتكاسة تفسح المجال لخصومه الأقل شكيمة حالياً .