سنها يقترب من الـ38 عاماً، بشرتها سمراء، وقامتها قصيرة، ذكرها يأتي على لسان كل مصري، وعربي إن صح ذلك، كونها وجه بارز في "السيما" بلكنة أحفاد الفراعنة.

ارتدت الحجاب واعتزلت المجال الفني، وأضحت في مدة قصيرة من ذلك "سفيرة الإغاثة الإسلامية في الشرق الأوسط" !

"حنان ترك" الفنانة المصرية، هي المقصودة أعلاه، تزور هذه الأيام قطاع غزة، للمرة الثانية، برفقة الفنان طارق الدسوقي، ود. محمود عطية نائب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار اليوم".

كان الحديث معها أثناء تواجدها بغزة "غاية في الصعوبة"، لدرجة أن لجأت "الرسالة نت" إلى التحايل على المسؤولين وإعطاء وعود "مغرية"، على أمل تجاوز أيدي رجال الأمن والحماية، التي تشابكت وشكَّلت حاجزاً بشرياً "صعب والله اختراقه".

لحظات اللقاء الأولى، كانت "شاعرية"، عندما احتضنت "حنان" أُم الشهيد "محمد الدلو"، كانت حينها ملامح الحزن بادية تماماً على وجه الفنانة المصرية.

احتاجت الفنانة برهة من الزمن، كي تستجمع قواها بعدما روى المسؤولون على مسامعها مجازر الاحتلال ضد المدنيين والعوائل بغزة، كمجزرة عائلتي الدلو والسموني.

بادرت حنان بالحديث، وأبدت فخرها واعتزازها بصمود العائلات الفلسطينية خلال حروب (إسرائيل) الضارية، وقالت: "أنا فخورة جداً بغزة وأهلها".

ونقلت حنان مشاعرها لـ "الرسالة نت"، وأضافت: "رأيت في غزة معالم شعب يحوِّل الألم أملاً .. رأيت شعباً يصارع البقاء ويعانق الجوزاء في إرادته".

"علمتمونا الصبر والقوة، في غزة تجد المقاومة على حقيقتها (..) صورة الشهيد أحمد الجعبري ونظراته، أرعبت عدوكم، وانتصر أطفالكم على جلادهم". تقول.

وأكدت الفنانة المصرية أن من يبحث عن الأمان في بلده، فلن يشعر به إلا باسترجاع أرض فلسطين، وتابعت: "ما يجري في اي بلد عربي، لا يجب أن يحرف البوصلة عن فلسطين، كقضية مركزية".

ودافعت "حنان" عن موقف بلادها من القضية الفلسطينية، بالقول: "طوال حياتنا، إن أصاب غزة مكروه، كان المصريون يقفزون عن الأسوار والحدود، ويأتون من تحت الأنفاق، ليتضامنوا مع الفلسطينيين في وجه الاحتلال".

واستدركت قائلة: "من يتحدث باسم المصريين بسوء عن أهل غزة، بكل تأكيد يتحدث عن أناس غير الشعب المصري".

ورأت الفنانة أن من محاسن الحكومة المصرية الحالية، أنها سمحت بإدخال مواد البناء لقطاع غزة، وقالت: "اعتقد أن الرئيس مرسي لن يترك غزة وحدها"، نافية أن يؤثر الخلاف السياسي بين القوى المصرية على قضية فلسطين.

وطالبت حنان بضرورة حشد الطاقات الفنية والعربية كافة؛ لنصرة القضية الفلسطينية، محذرة من تقسيم الأدوار في التعبير عن قضايا الشعوب العربية.

تجدر الإشارة، إلى أن الفنانة "حنان" افتتحت بعد ارتداءها الحجاب واعتزال الفن،  مقهي -كوفي شوب- تحت اسم "صبايا كافيه"، ويتيح خدماته للمحجبات فقط، وافتتحت كذلك محلاً لتصفيف الشعر (كوافير) للمحجبات أيضاً.