قائمة الموقع

"إبراهيم معروف".. إضافة للمغيبين في السجون المصرية

2010-01-31T13:52:00+02:00

غزة-فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت

غادر المواطن إبراهيم أحمد إبراهيم معروف"35عاماً" قطاع غزة عبر معبر رفح البري إلى الشقيقة مصر في رحلة مرافقة لعلاج والده المريض بالقلب، ومكث في القاهرة 22 يوماً متنقلاً بين المستشفى ومحل إقامته في منزل أحد أقاربه وبالعكس.

 ولم يتخلل الرحلة نزهة أو فسحة تسوق له شبهة ما يسمى"الأمن القومي المصري"، وعندما أنهى والده الطاعن في السن الحاج "أحمد معروف" فترة علاجه، عاد إلى غزة ولم يعد معه إبراهيم.

رحلة علاجية قاسية

بدأت الرحلة العلاجية القاسية لـ"آل معروف"، عندما غادروا معبر رفح بجوازات فلسطينية وتحويلة من وزارة الصحة لعلاج الحاج "أحمد "يرافقه إبنه "إبراهيم" الذي خضع لتحقيق"أمن الدولة" شأنه شأن الكثيرين من أبناء قطاع غزة وسألوه عن سبب الزيارة والوجهة ومكان الإقامة وما شابه ذلك.

وفي رحلة العودة المؤنسة بشقيقته وزوجها اللذين عادا أيضاً من رحلة علاج، لم يكن "إبراهيم" يعلم أن بانتظاره القيود والسلاسل، فما إن وصل الجانب المصري من المعبر حتى استجوبه "أمن الدولة" وتحفظوا عليه وطلبوا من ذويه مغادرة "الصالة المصرية" إلى الجانب الفلسطيني والعودة بدون "إبراهيم".

ولم يجد الوالد المريض بالقلب ما يقوله لـ"أمن الدولة " سوى "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فقد أكد"الرسالة نت"، أنه ابنه"إبراهيم"رافقه أكثر من مرة في رحلة العلاج كان آخرها قبل عام أثناء مراجعته للعملية الجراحية التي أجراها قبل ثلاثة أعوام وكان يرافقه فيها أيضاً "إبراهيم".

وقال:"إن مرافقة ابنه له في رحلات علاجه السابقة بما فيها الأخيرة كانت قانونية وبأوراق رسمية"، مؤكداً أن ابنه"إبراهيم" لم يكن يرغب في التنقل والفسحة داخل القاهرة كما كان يدعوه أقاربه، مضيفاً:"كان يلازمني في المستشفى وفي مكان أقامتنا عند أقاربنا".

أحداث الحدود

واستبعد "الحاج أحمد" أن يكون اعتقال ابنه له علاقة بالأحداث الأخيرة التي شهدتها الحدود المصرية الفلسطينية، مؤكداً أنه وابنه كانا وقتها قد غادرا المعبر بتاريخ 5-1-2010 قبل يوم واحد من الأحداث.

وطالب"الحاج أحمد" من خلال "الرسالة نت" الحكومة المصرية بسرعة الإفراج عن ابنه"إبراهيم" الذي يعيل أسرة مكونة من الزوجة وأربعة من الأولاد وبنتين ، قائلاً:"إن ابني مواطن صالح، لم يرتكب جرماً بحق أحد، وطالما ساعد الكثيرين وشهد له الجميع بالخير".

يذكر أن "إبراهيم"يعمل في سلك الشرطة الفلسطينية نائباً لمسؤول شرطة الدوريات في خان يونس جنوب القطاع، ويشهد له زملاؤه وأصدقاؤه وجيرانه بالإخلاص في حياته وعمله.

لا إيضاحات رسمية

من جهته، أكد مصدر فلسطيني في معبر رفح لـ"الرسالة نت"، أن السلطات المصرية لم تبلغهم رسمياً باعتقال المواطن معروف وملابسات الاعتقال، مشيراً إلى أن المواطن معروف ووالده غادرا معبر رفح في الخامس من يناير بناءً على تحويلة علاجية رسمية من وزارة الصحة وعاد الوالد المريض الأربعاء الماضي بدون مرافقه.

ونفى المصدر تلقيه أية ردود رسمية من الجانب المصري تبرر هذا الاعتقال، مؤكداً أن هيئة المعابر تسعى جاهدة إلى الحصول على إيضاحات من الجانب المصري وستعمل كل ما بوسعها لتأمين عودة المواطن معروف إلى ذويه، حيث أنه مستوف لكامل الإجراءات الرسمية في السفر عبر معبر رفح والإقامة في مصر خلال رحلته العلاجية.

طعنة للشعب الفلسطيني

من جانبه أكد النائب عن حركة حماس الدكتور يحيى موسى، أن اعتقال السلطات المصرية للمواطن معروف "غير مبرر وغير متوقع ويسمم الأجواء في العلاقات"، معرباً في حديثه لـ"الرسالة نت" عن استهجان واستنكار حركته لقيام الأجهزة المصرية بتوقيف واعتقال المواطنين الفلسطينيين على معبر رفح، واعتبارهم "الحيطة الواطية"، كما قال.

وأضاف:"إن ذلك يمثل طعنة للشعب الفلسطيني ويذكرنا بما كان يقوم به الاحتلال من تصيد المواطنين الفلسطينيين على المعابر"، مضيفاً :"ليس لأحد من عناصر الشرطة أو القسام مشكلة مع مصر حتى يتم معاملتهم بهذه الطريقة المهينة".

واعتبر موسى هذه الممارسات "أمرا معيبا لمصر ويقلل من هيبتها ومكانتها باعتبارها دولة عربية تنزل إلى هذا المستوى من التعامل"، مؤكداً أن معظم من تعتقلهم السلطات المصرية هم من العناصر المطلوبة للاحتلال، والأولى أن يتم وضعهم على الرؤوس .

 وطالب موسى الحكومة المصرية بتدارك الأمور وعدم تصعيبها بإطلاق العنان لأجهزتها بالإساءة إلى العلاقة التاريخية بين الشعب الفلسطيني والمصري، داعياً إلى الإفراج الفوري عن معروف وجميع عناصر حماس المغيبين في السجون المصرية منذ أعوام.

مزاعم مصرية

وكانت المصادر الأمنية المصرية اعترفت في تصريحات صحفية لم يتم تأكيدها باعتقال معروف، زاعمة "أنه يشكل إزعاجا للأمن المصري في العديد من القضايا الأمنية، وأنه مازال قيد الاستجواب في أحد المقار الأمنية بالعريش ويجري نقله إلى القاهرة لاستكمال التحقيقات معه مع مطلع الأسبوع القادم".

كما زعمت المصادر الأمنية المصرية "أنها قد وضعته على القائمة السوداء ومراعاة سرعة القبض عليه حال وصوله للأراضي المصرية وذلك عقب انهيار الحدود المصرية الفلسطينية، وأن السلطات المصرية توجه إليه عدة اتهامات في قضايا أمنية خطيرة على غرار الاتهامات المصرية الموجهة للثلاثي المعروف أيمن نوفل قيادى القسام بالمنطقة الوسطى، وعبد الرحمن الصواوين، ومعتز القوقا المعتقلين لدى مباحث أمن الدولة بمصر حتى الآن"، كما أوردت المصادر الصحفية.

القائمة طويلة

من جهتها أعربت "اللجنة التضامنية مع الأسير أيمن نوفل" المعتقل في السجون المصرية عن استنكارها الشديد لاعتقال معروف، وقالت في بيان لها: "إن اعتقال المواطن إبراهيم معروف أثناء عودته إلى غزة مع والده من رحلة علاج، يتعارض مع كافة الأعراف والشرائع".

واعتبرت اللجنة أن إقدام السلطات المصرية على اعتقال معروف يشكل استمرارًا للنهج المصري الخطير في التعامل مع سكان قطاع غزة، حيث ينضم "إبراهيم معروف" إلى قائمة طويلة من أبناء قطاع غزة معتقلين في مصر، وعلى رأسهم أيمن نوفل الذي دخل عامه الثالث في السجون المصرية دون أي مبرر قانوني.

وطالبت اللجنة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالعمل على فضح هذا المسلسل الخطير، حيث يتعرض من تعتقلهم السلطات المصرية لأبشع أشكال التعذيب يصل إلى حد القتل، كما حصل مع "يوسف أبو زهري" الذي استشهد في السجون المصرية العام الماضي جراء التعذيب.

يشار إلى أنه باعتقال معروف يرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية إلى 23 معتقلاً، يعانون الأمرين في أقبية التحقيق والسجون المصرية.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00