قائد الطوفان قائد الطوفان

خطاب "حماس" الجديد..هل يلين الفولاذ المصري؟

مؤتمر محمود الزهار
مؤتمر محمود الزهار

البسوس: الأسابيع المقبلة ستشهد تجاوباً مصرياً مع دعوة "حماس"

عوكل: الخطاب يشير لإدراك حماس لصعوبة القطيعة مع مصر

المصري: إذا كان بداية للتغيير فسيفتح الطريق أمام البدء بالمصالحة

غزة – رائد أبو جراد

رأى عدد من المحللين السياسيين على أن الخطاب الإعلامي الأخير لحركة "حماس" يشير إلى إدراك الحركة بأن القطيعة مع مصر تلحق أضراراً بليغة، مبينين أن خطاب الحركة مساء الأربعاء الماضي عبر عضو المكتب السياسي لها د. محمود الزهار كان لا بد من إجرائه لتوضيح الموقف مع الجمهورية المصرية.

تعزيز العلاقة

وأكد هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" على أن حماس تسعى دائماً لتعزيز العلاقة مع الدول العربية المحيطة خاصةً مصر، موضحين أن الأسابيع المقبلة ستشهد تجاوب مصر مع دعوة حركة "حماس".

المحاضر في قسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية د.هاني البسوس قال:" لا شك من أن حماس تسعي دائماً لتعزيز العلاقة مع كافة الدول العربية وبالأخص مع جمهورية مصر، وأن الحركة تحاول تعزيز هذه العلاقات"، متوقعاً أن تشهد الأسابيع المقبلة تجاوباً مصرياً مع الدعوة الحمساوية.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فأكد أن خطاب "حماس" يشير إلى إدراكها لحجم القطيعة مع مصر صعبة وتلحق أضراراً بليغة، مبيناً انه كان لا بد من توضيح الموقف بين الحركة ومصر.

وأضاف عوكل:"هذا الخطاب رسالة من حماس بأنها تدرك أن الأمور وصلت إلى حد إما اسود أو ابيض، وأن تذهب للتوقيع على الورقة المصرية وهذا شكل من المساعدة في تطوير الدور المصري وإما الاستمرار في القطيعة معها وهذا له آثاره المأساوية على الفلسطينيين".

من جانبه، يرى المحلل السياسي هاني المصري أنه إذا كان خطاب "حماس" كبداية للتغيير فإنه سيفتح الطريق أمام التوقيع على الورقة المصرية والبدء بالمصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركة حماس تتحدث بشكل ايجابي دون إبداء خطوات ايجابية.

وتابع:" التعبير عن الورقة المصرية تعبير عن المصالحة الفلسطينية وسد الثغرات، أما فتح الملاحظات قبل التوقيع فهو الذي سيتم مناقشته مع مصر".

سيأخذ وقت طويل

من ناحيته شكك البسوس في جدية سلطة رام الله بخصوص المصالحة، مؤكداً في الوقت ذاته على وجود جدية واضحة من قبل حماس، مستدلا بخطابات قادة حماس الأخيرة كدليل على وجود هذه الجدية لتحقيق المصالحة.

وأوضح أن تحقيق المصالحة الفلسطينية سيأخذ وقت طويل خاصة في ظل المعوقات الموجودة، والتدخلات الخارجية، معتقداً أن علاقات مصر مع حماس ستكون أفضل مما كانت عليه سابقاً، مستطرداً:" هناك تجاذب سياسي بين الجانبين، مصر وحماس".

وعاد عوكل ليبين أن حماس ستذهب للتوقيع على الورقة المصرية إما لأنه شكل من أشكال المساعدة في تطوير الدور المصري وإما استمرار القطيعة مع الإدارة المصرية وما تجر إليه من آثار مأساوية للفلسطينيين.

وتابع:" لا يستطيع احد أن يتجاوز الدور المصري والبحث بعيداً عن أدوار أخرى بديلة عنها، وحماس مستعدة للتوقيع على الورقة المصرية كما هي وتحتاج للبحث حول الضمانات وهو موضوع خارج إطار الورقة.

ويوافقه الرأي المحلل السياسي المصري بشأن استعداد حماس للتوقيع على الورقة بعد اخذ ضمانات عليها، متوقعا أن تسعى الحركة لفتح الطريق المسدود بالاستعداد للتوقيع على الورقة المصرية والمطالبة لأخذ خياراتها بعين الاعتبار.

وأشار إلى أن تطبيق الورقة بعد التوقيع عليها سيمكن من استعادة الوحدة الفلسطينية وان هذا الأمر سيشكل مكسباً للفلسطينيين في حال تنفيذه، مستطرداً:" إذا كان موقف حماس في خطابها الأخير سيقبل التوقيع على الورقة فان هذا يعنى استعادة العلاقة بين مصر وحماس واستئناف الحوار الوطني الفلسطيني من جديد".

وخلال حديثه عن عودة العلاقات الطبيعية لمجراها بين حماس ومصر قال البسوس:"هذه العلاقات والخطاب الإعلامي لحماس تدل على مواقف سياسية أكثر منها مواقف عن الجندي الذي قتل في أحداث الحدود مؤخراً، ولا يوجد أي ضغط علي حركة حماس بالنسبة لقضية الجندي".

مرتبط بالملاحظات

وعاد البسوس ليؤكد على أن المصالحة وتوقيع حماس على الورقة المصرية مرتبط بالملاحظات التي تطالب بها الحركة لتوقع على الورقة، مضيفاً:" سيتم تعديلها بما يترتب مع المصلحة الفلسطينية الشاملة".

وأكد البسوس على أنه في حال موافقة "حماس" على التوقيع علي الورقة المصرية سيحدث مصالحة خلال الأيام المقبلة أو حتى على المدى القريب.

أما عوكل فأوضح أن حماس مستعدة للتوقيع على الورقة المصرية شريطة حصولها على ضمانات قبل التوقيع".

وخلال حديثه عن علاقة أحداث رفح بعودة العلاقات الطبيعية بين الجانبين أضاف عوكل: "أحداث رفح هي نتائج وليست أسبابا، والسبب الرئيس في الخلاف بين الجانبين هو موضوع المصالحة، وهناك خلافات في السياسة واختلاف حول الوسائل لكن جوهر الموضوع يتعلق بالمصالحة الفلسطينية والدور المصري".

وبين انه من غير المعقول أن تعجز مصر عن التدخل في المصالحة الفلسطينية، مستطرداً:" إذا جري حل للموضوع بالتأكيد ستعود العلاقات بين مصر وحماس إلى طبيعتها، وهذا سينعكس أيضاً حول موضوع معبر رفح والتنسيق لفتحه أمام الفلسطينيين".

وختم المصري قائلاً:" توقيع حماس على الورقة المصرية سيتوقف على الضمانات التي تتطلبها من مصر، وسيخفف ذلك من حدة التوتر بين الجانبين وسيفتح الطريق لعودة المصالحة الفلسطينية".

 

 

البث المباشر