قائد الطوفان قائد الطوفان

الساحة العربية مفتوحة على مصراعيها أمام التنسيق الأمني

الساحة العربية وجبهتها الداخلية
الساحة العربية وجبهتها الداخلية

الصواف: الاغتيالات تدفع حماس للتفكير في استراتيجياتها

اللحام: الجريمة جاءت للتعويض عن فشل صفقة شاليط

بسيسو: حالة أمنية عربية جديدة تحرض على المقاومة

الرسالة نت - مها شهوان

أكد محللون سياسيون على أن عمليات الاغتيال الأخيرة التي استهدفت بعض قيادات المقاومة في الخارج هي قرارات إستراتيجية نتيجة تهيؤ الساحة العربية وجبهتها الداخلية للتدخلات الخارجية لاسيما بعد التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي عملية الاغتيال الأخيرة التي استهدفت القيادي في حركة حماس محمود المبحوح ، وفقا لسياسة إسرائيلية سابقة حينما عين لرئاسة الموساد الجنرال مئير دغان، المعروف بقيادته مئات العمليات العدائية في الدول العربية والأجنبية.

حرب المعلومات

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن العدو الإسرائيلي يريد أن يوسع دائرة الصراع خارج الساحة الفلسطينية لاسيما بعد عملية الاغتيال الأخيرة التي نفذها في دبي، مشيرا إلى أن ذلك سيدفع حماس لإعادة التفكير في استراتيجياتها القائمة على حصر الصراع داخل فلسطين.

وقال الصواف: "يد العدو طويلة لكن يد المقاومة وأنصارها أطول مما يمكنها من توجيه الضربات للعدو الإسرائيلي ،والدول العربية ستوجه لها ضربات من قبل المقاومة لفتح مصراعيها للاستخبارات الإسرائيلية"، مؤكدا أنه لا يوجد لدى "إسرائيل" محرمات طالما الأمر يخرج نتائج لصالحها وان كانت بأية ساحة عربية.

في حين اعتبر المختص في الشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام أن عملية الاغتيال الأخيرة التي نفذتها  "إسرائيل" تعتبر اغتيالا عينيا لان الموساد الإسرائيلي كان يبحث عن الشخص الذي اغتيل للحصول على المعلومات لمعرفة كيفية تهريب الأسلحة ،مضيفا أن مستوى تنفيذ العملية كان على مستوى دول .

وأضاف اللحام:" عملية الاغتيال ستفتح المجال أمام "إسرائيل " للقيام بحرب باردة مع حماس بعد فترة الهدوء السابقة "،مبينا أن المرحلة القادمة حرب معلومات وستكون هناك متابعات خارجية للبحث عنها .

من جهته أوضح المحلل السياسي مؤمن بسيسو "للرسالة" أن استهداف كوادر المقاومة في الخارج لم يتوقف وذلك لوجود محاولات إسرائيلية دءوبة لمتابعة استهدافها على المستوى الخارجي ،لافتا إلى أن عمليات الاستهداف تتوقف حسب طبيعة الميدان الذي تتم فيه لتنفيذ تلك المخططات.

قرارات إستراتيجية

وتابع بسيسو :" عملية الاغتيال الأخيرة  تعبر عن توجه استراتيجي إسرائيلي لاستهداف قادة المقاومة في الخارج ، لاسيما القيادات التي تورطت وفق المصطلح الإسرائيلي في قتل  الإسرائيليين "،مبينا أن هناك متابعات إسرائيلية متواصلة لقادة المقاومة في الخارج وعلى رأسهم كادر حركة حماس.

وأوضح أن الساحة العربية وجبهتها الداخلية باتت مهيأة للعبث في استقرارها دون أي رادع حقيقي، مشيرا إلى أن الوضع الراهن يشكل أسوأ فتراته مما يحقق لـ"إسرائيل"مرادها للقيام باستهداف يضرب الأمن العربي دون ردود فعل حقيقية.

ووافقه الرأي الصواف قائلا:" ما حدث مؤخرا يعتبر أمرا استراتيجيا على مستوى العدو والأنظمة العربية التي لها ارتباطات مع أمريكا و"إسرائيل""،لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يوقف مسألة تزويد المقاومة بالسلاح من خلال قيامه بعمليات التصفية لكل من يزود الأجهزة العسكرية بالسلاح.

وفي السياق ذاته اعتبر اللحام أن عمليات الاغتيال في الخارج هي قرارات إستراتيجية رهنا بالقرار السياسي ،موضحا انه طالما نتنياهو موجود بالحكم ستكون هذه سمة الحكم لديه.

التطورات الإسرائيلية

وعما إذا كانت عمليات الاغتيال جاءت لقلب المشاريع السياسية في المنطقة بين اللحام"للرسالة" أن عمليات الاغتيال لاسيما في الفترة الأخيرة جاءت لتعويض الإسرائيليين عن فشل صفقة شاليط ،مستبعدا تدخلا دوليا لان الموساد يعمل منفردا ولا يشارك أحدا في اغتيالاته.

بينما أشار الصواف إلى أن موضوع التصفية بالنسبة لـ"إسرائيل" يعتبر نهجا لدى مؤسساتها العسكرية والسياسية ،معتبرا تعاونها الأمني مع بعض الدول العربية سيضع الأخيرة في دائرة الشبهة لاسيما أن تلك الجرائم ترتكب في ساحاتها نتيجة لتعاون امني بين أجهزتها وأجهزة العدو الاستخباراتية.

وأضاف:"لا استبعد أن يكون هناك تعاون مع البلدان العربية لتنفيذ المهام الإسرائيلية تحت حجة وقف تنفيذ المقاومة بالسلاح".

أما بسيسو فيرى أن عمليات الاغتيال قد يكون لها تداعيات على المستوى السياسي ،وان أية تداعيات سلبية لن يكون لها أثر كبير على الوضع العربي ومستوى رضوخه أمام الهيمنة الأمريكية.

وقال:"لا أتوقع أن تظهر حالة عربية لمواجهة التطورات الإسرائيلية التي تعبث بأمن واستقرار  الساحة العربية ،لأن الاحتلال ماض في مخططاته ولا يقف في طريقه حائل ".

التنسيق الأمني

وفيما يتعلق بعودة عمليات الاغتيال من جديد لاسيما بعد مرور عام على حرب الفرقان أكد الصواف على أن التنسيق الأمني القائم بين بعض الدول العربية و"إسرائيل"هيأ الأجواء للاحتلال للقيام بتلك العمليات.

أما المحلل السياسي اللحام اعتبر أن العودة للاغتيالات السياسية والأمنية المباشرة هي نقطة جوهرية تعني الكثير على صعيد ساحات العمل والتوجهات ،مشيرا إلى أن الجهاز العسكري والأمني لحركة حماس هو المقصود من تلك العمليات وذلك لان "إسرائيل" لم تخف أنها وراء العمل الأخير.

وبحسب بسيسو فان هناك حالة أمنية عربية جديدة تحرض على استهداف رجال المقاومة بالتعاون مع الإسرائيليين من خلال تقديم المعلومات وتوفير المناخات اللازمة والمشاركة في إطار الاستعدادات الفنية.

ويظهر من خلاصة آراء المحللين أن المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ستكون مفتوحة على كافة الاحتمالات.

 

البث المباشر