غزة/لميس الهمص
تكررت خلال الأيام الأخيرة حوادث الوفاة والإصابة بسبب المولدات الكهربائية ، جراء استخدام المواطنين الخاطئ لها، وغياب أدنى معايير السلامة.
"الرسالة "حاولت تسليط الضوء على هذه الحوادث لتنقل من خلالها للمواطنين طريقة الاستخدام الآمن للمولدات للتقليل من مخاطرها.
حالات وفاه
فقد توفيت مساء الأربعاء الماضي مواطنة وأصيب اثنان آخران من عائلتها نتيجة نشوب حريق في المولد الكهربائي الذي تستخدمه العائلة لتوفير الإنارة لمنزلهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل.
وقال شهود عيان في المنطقة أن الحريق نشب في منزل عائلة أبو وردة في منطقة جباليا النزلة، ما أدى الى وفاة مواطنة مقعدة وإصابة شاب وطفلة، لتكون هذه الحادثة الثانية من نوعها إثر الاستخدام الخاطئ للمولدات الكهربائية.
وكانت عائلة فلسطينية في حي عريف بدير البلح وسط قطاع غزة فقدت 3 من أطفالها نتيجة استنشاقهم الغازات السامة اثر احتراق الوقود في مولد كهربائي منزلي وضع في غرفة الأطفال يوم الجمعة الماضي.
ودعت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية المواطنين لاتخاذ كافة تدابير الحيطة والحذر أثناء استخدامهم للمولدات الكهربائية والمواد القابلة للاشتعال وإبقاء الأطفال بعيداً عنها مع مراعاة وضع المولدات الكهربائية خارج محيط المنزل لتجنب الاختناق والانفجار.
ولجأ المواطنون لاستخدام المولدات بديلا عن الكهرباء خصوصا مع تزايد ساعات انقطاعها.
ويسري قرار الاحتلال منذ ما يقارب العامين بتقنين كميات الوقود اللازم لتشغيل المحطة بما يقارب مليوني لتر أسبوعيا فقط، تكفي لتشغيل محطة التوليد بنصف طاقتها فقط، مما أدخل غزة بدوامة أزمة الكهرباء.
وزادت الأزمة بعد إبلاغ الاتحاد الأوروبي الجانب الفلسطيني منذ شهر نوفمير 2009 بأنه سيتوقف تماماً عن تغطية تكاليف السولار الصناعي الخاص بقطاع غزة.
وبنبرات التحذير، كشف مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الدكتور معاوية حسنين أن حالات الكوارث الناتجة عن الحرائق التي تسببها المولدات في ازدياد كبير.
وقال في تصريح صحفي أن إجمالي عدد الضحايا بسبب الحرائق خلال العام الماضي بلغ 25 قتيلا، و113 جريحا، 47 حالة منهم حروقهم شديدة، وتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الحوادث المؤلمة.
لتفادي الأزمة
من جهته حذر العقيد يوسف الزهار مدير جهاز الدفاع المدني الأهالي من خلال "الرسالة" من سوء استعمال المولد الكهربائي في المنازل والأماكن المغلقة، لاسيما بعد أن انتشر استخدامه بين المواطنين.
وطلب الزهار من المواطنين عدم وضع المولدات في أماكن مغلقة تؤدي لاحتباس كمية كبيرة من المواد السامة تتسبب بحالات خنق وتسمم، مطالبا وضعه في مكان هاو لتبريد المولد وتوصيلاته حتى لا يجعلها عرضة للاشتعال.
وشدد على ضرورة عدم تزويد المولد بالمحروقات أثناء تشغيله، والامتناع عن استخدام الشمعة عند تشغيله واستبدالها بالكشافات التي تحوي البطاريات الجافة، متمنيا على المواطنين عدم تخزين المحروقات في مكان قريب من المولد أثناء عمله.
وقال الزهار: إن سوء استعمال المولد داخل الغرف أو الأماكن المغلقة قد يؤدي إلى خطر الموت، خاصة في صفوف الأطفال، والنساء الحوامل.
وبين أن الجهاز يقوم بحملات توعية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لكن إهمال المواطنين في إتباع الإرشادات هو ما يؤدي للحرائق، مؤكدا على أن الحوادث الأخيرة لا تعد ظواهر لكنه شدد على اتباع الإرشادات السابقة.
وكشفت دراسات أن نسبة التلوث البيئي بدت واضحة في المنازل التي تستخدم المولدات وفي الشوارع التي تقع فيها ورش لتصليح وصيانة هذه المولدات.
وأوضحت دراسة نشرت مؤخرا أن مخاطر الرصاص المنبعث من المولدات له أثر على صحة الإنسان كونه من العناصر الثقيلة ذات السمية العالية غير القابلة للتحلل في الطبيعة وعند تحرره من مصادره المختلفة الى البيئة فانه يؤثر سلباً على الجهاز العصبي والتناسلي والقلب والدورة الدموية والنساء الحوامل.
وأشارت الدراسة الى أن الدراسات الحديثة أظهرت علاقة الرصاص بالكثير من الأمراض المزمنة ومنها ارتفاع ضغط الدم فضلا عن تأثيراته الخطيرة على الأطفال والمرضى الذين يعانون من نقص الحديد إضافة الى انه قابل للانتقال الى الإنسان من خلال تناوله النباتات الملوثة به.
لذا ينصح بوضع المولدات في أماكن مفتوحة بعيدا عن الأفراد داخل المنزل لتحاشي الأضرار الناجمة عن الغازات السمية التي تتصاعد من خلالها.