استفاق أهالي بلدة سلوان قبل أيام على صوت ضخم هز منازلهم، ظنوا في البداية أنها أصوات الرعد، لكن شمساً ساطعة مزقت ظنونهم، فتوقعوا أن بلدية الاحتلال تشرع بأعمال بناء أو هدم بالقرب من البلدة كما اعتادوا من أعمال استيطانية مستمرة ومتسارعة.
دقائق فقط حتى اكتشف أهالي البلدة أن الصوت ناجم عن انهيار أرضي ضخم وقع بالقرب من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، هناك حيث عين سلوان التاريخية التي تحكي قصصا من السرقة والاستيلاء دون وجه حق، فالمستوطنون لم يوفروا أي جهد في الادعاء أنها تابعة لهم ولتاريخهم المزيف وأجدادهم الوهميين.
ويقول رئيس لجنة الدفاع عن البلدة فخري أبو دياب لـ"الرسالة نت"، إن الانهيار وقع في عين سلوان التاريخية ليس نتيجة للأمطار أو العواصف أو الثلوج، بل بفعل الحفريات التي تقودها جمعية "إلعاد" الاستيطانية في المنطقة، التي حولت سلوان إلى بلدة أسفلها فراغ.
ويبين أبو دياب بأن هناك شبكة أنفاق معقدة أسفل بلدة سلوان يصل بعضها إلى أسوار المسجد الأقصى في محاولة لهدمها، موضحاً بأنه بعد نصف ساعة من الانهيار منع الاحتلال الدخول إلى المنطقة وتغطية مكان الانهيار؛ لتضليل المقدسيين الذين باتوا على علم ودراية بكل مخططاته في القدس.
ويضيف: "هذه الانهيارات ليست الأولى بالطبع فهناك مدرسة وكالة الغوث التي سقط فيها سقف على صف مدرسي وأصيبت إثر ذلك طالبات، كما أننا نشهد بشكل متكرر حدوث انهيارات في الشوارع وتشققات في جدران المنازل القريبة من أماكن الحفريات".
ويحذر الناشط المقدسي من مغبة تأثير هذه الانهيارات بشكل مباشر وسريع على المسجد الأقصى وتماسكه، حيث أن الهدف الرئيسي يتمثل بوجود المسجد الذي ينوي الاحتلال تدميره بكل السبل.
تسارع خطير
ولا شك أن الحفريات التي تحيط بالمسجد الأقصى مشكلة التشققات والانهيارات في بعض أركانه تتم بشكل علني، لكنها لا تصل إلى مرأى المجتمع الدولي الذي يدعي النزاهة والصدق.
ويقول الخبير المقدسي المهندس جمال عمرو لـ"الرسالة نت" إن الحفريات أصبحت تشكل أنفاقا وطرقا وممرات ضخمة أسفل الأقصى وبمعرفة كل الأطراف الدولية التي ترفض التعليق حتى على هذا الأمر.
ويضيف أن الحفريات تجري من قبل مئات العمال الذين يواصلون العمل على مدار اليوم.
ويبيّن عمرو أن آلات حفر متطورة يستعملها الاحتلال في الحفريات، ناهيك عن وجود الأدوات اليدوية، فيما تحيط أعمال الحفر بالمسجد من كل الجهات وتحديدا في بلدة سلوان التي تعتبر الواجهة الجنوبية له.
ويتابع:" الخطر اليوم بات أكثر شدة على المسجد الأقصى المبارك ووجوده، وتلك الحفريات التي يعتبرها البعض بأنها غير هامة تنهش أجزاء تاريخية من المسجد وأركانه ومصلياته خاصة أنها تتم بشكل متسارع وتحاك بليل ضد مسرى رسول الله".