قائمة الموقع

"الرتبة والراتب" ما يخشاه عساكر فتح بغزة

2013-02-10T16:19:26+02:00
(الأرشيف)
الرسالة نت - حمزة أبو الطرابيش

"هدوء .. هدوء" ينادي أبو فادي على أطفاله الصغار، طالباً منهم الذهاب للعب في الغرفة المجاورة؛ كي يتابع نشرة "السابعة" مساءً على قناة الجزيرة.

"يبدأ رئيس السلطة محمود عباس غداً مشاورات تشكيل الحكومة التوافقية، عقب أجواء تصالحية تسود الضفة وقطاع غزة .. "، أذاعها مقدم النشرة، وما نطق بعدها بحرف واحد، والسبب؛ أغلق أبو فادي التلفاز سريعاً، ولم يتفوه بكلمة واكتفى بكظم غيظه.

يرفض أبو فادي وهو يعمل رجل أمن مستنكف بغزة ويتلقى راتبه من السلطة برام الله، أن تنتهي الخصومة بين قطبي الساحة الفلسطينية "فتح وحماس"؛ خوفاً على "الرتبة والراتب".

وينتظر أبو فادي (37 عاماً) خلال الأشهر المقبلة "ترقية"، ويخشى حال انتهت الخصومة بين الضفة وغزة، أن يفشل في حصوله على رتبة نقيب.

ليس ذلك فحسب، إنما يرفض أن يتساوى في رتبته مع "عسكري من سلطة حماس" على حد تعبيره.

ويقول: "ليس من العدل أن أكون بنفس الرتبة مع شاب يافع من حماس، له باع قصير في الخدمة العسكرية، وسلطة فتح بغزة هي الطرف الأضعف".

"في حال انتهت الخصومة، فسيكون التقاعد مفتاح  الخروج من اللعبة". هذا ما أكده أبو فادي.

تخوفات أبو فادي، نقلها كثير من المسؤولين، بتحذيراتهم مرات عدة من أن الملف الأمني "سيفجر المصالحة".

أمور كثيرة يكتمها صدر الشارع الفلسطيني بالضفة وغزة إزاء مستقبل المصالحة، وعلى وجه الخصوص عساكر فتح وحماس.

تجدر الإشارة، إلى أن صعوبة الملف الأمني دفعت بالفصائل الفلسطينية لتأجيله إلى ما بعد الانتخابات مدة قد تزيد عن 6 شهور.

عساكر فتحاويون بغزة يرفضون المصالحة؛ لزعمهم بأن ظلماً سيطرأ بتساوي أصحاب الرتب العالية والخبرة العسكرية منهم، بعساكر حماس "حديثي الرُتب". على حد تعبيرهم.

في المقابل، "عساكر حماس" يرون –وفق استطلاع للرسالة نت- أنه لا مانع من إنهاء الانقسام، بالشروط التي يضعها قادة الفصائل والمجتمعون في القاهرة.

"أبو الوليد" يعمل شرطي بحكومة غزة، قال "إنه لا مانع من إنهاء الخصومة مع الإخوة بالضفة .. هذه حال كل مواطن فلسطيني".

ويرى أن انخراط عساكر فتح معهم، سيمنحهم نوعاً من الخبرة العسكرية والميدانية في المهام الموكلة إليهم.

وعقَّب أبو الوليد على رفض عساكر فتح للمصالحة، قائلاً: "طبيعة الشخصية الإنسانية ترفض أن يتدنى مستواها على شتى الأصعدة"، مستدركاً: "قضية فلسطين يتطلب التضحية من أجلها حتى ولو علي حساب إهانة النفس".

وأضاف: "كل من يسعى لعرقلة المصالحة من أجل أغراض شخصية, يجب سحب البطاقة الفلسطينية منه باعتباره مفسداً لفلسطين وشعبها".

ويتلقى نحو 18 ألف موظف مستنكف بغزة رواتبهم شهرياً من السلطة برام الله.

والاستنكاف هو رفض الالتحاق بمراكز العمل، وكان وقع بقرار سياسي من رئيس السلطة محمود عباس، فور فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، وتوليها مقاليد الحكم في قطاع غزة، إبان الحسم العسكري.

وقاد الاستنكاف إلى تغيير نسق الحياة الفلسطينية في غزة، وألحق ضرراً كبيراً بمؤسسات القطاع، إذ استنكف عن العمل أطباءٌ ومهندسون، وقضاةٌ ومحامون، وأساتذة ومدرسون، وسعاةٌ وعاملون، وفنيون ومهنيون، وعديدٌ آخرون من كل الوظائف والمهن، ما حرم المواطنين من جهدهم، وحال دون خدماتهم.

اخبار ذات صلة