بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها ببطء الأحد في شمال شرق الولايات المتحدة بعد عاصفة ثلجية قوية تسببت في مصرع ثمانية أشخاص على الأقل مع استئناف حركة النقل تدريجيا وإعادة التيار الكهربائي الذي لا يزال مع ذلك مقطوعا عن 350 ألف مسكن.
ومع اتجاهها إلى الشمال السبت تسببت هذه العاصفة في تساقط الثلوج بكثافة على كندا خاصة في نوفا سكوتيا ونيو برانسويك وجزيرة برنس إدوارد إيلاند.
ولا يزال نحو 350 ألف منزل من دون كهرباء وبالتالي دون تدفئة غالبا، خاصة في ماساشوسيتس حيث يعاني 250 ألف منزل من هذه المشكلة، كما صرح حاكم الولاية ديفال باتريك. وحذرت شركة الكهرباء الوطنية غريد من احتمال عدم عودة التيار قبل الثلاثاء.
واستؤنفت حركة النقل الجو تدريجيا في مطارات نيويورك وبوسطن صباح الأحد مع بعض التأخير في موعد الرحلات. وكانت ألغيت 1400 رحلة في أوج العاصفة.
وذكرت إدارات النقل في الولايات أن المطارات بدأت تستأنف نشاطها ورفع حظر السفر الذي فرض في كونيكتيكت وماساتشوستس، ولكن الطرق في شتى أنحاء المنطقة ما زالت غير آمنة.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الكندية أن الأمر سيتطلب "بضعة أيام" لنقل جميع الركاب المحتجزين في المطارات.
وقالت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية إنه في الوقت الذي بدأت فيه المنطقة تتعافى من العاصفة الثلجية تتشكل عاصفة أخرى كبيرة عند السهول الشمالية، ومن المتوقع أن تؤدي إلى تراكم نحو 30 سنتيمترا من الثلوج مع هبوب رياح عاتية من كولورادو إلى وسط مينيسوتا بحلول غد الاثنين.
ومن المتوقع أن تكون ساوث داكوتا الأكثر تأثرا وأن تصل العاصفة إلى أجزاء من نبراسكا ونورث داكوتا ووايومنج وويسكونسن.
وامتدت العاصفة التي هبت يومي الجمعة والسبت من منطقة البحيرات العظمى إلى الساحل الأميركي المطل على المحيط الأطلسي وأدت إلى تراكم للجليد بارتفاع 90 سنتيمترا وكانت كونيكتيكت ورود أيلاند وماساتشوستس الأكثر تأثرا.
وذكرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن ارتفاع الثلوج وصل في كونيكتيكت إلى نحو متر وميلفورد القريبة إلى نحو 96 سنتيمترا.
ولتسهيل إزالة الثلوج أعلن الرئيس باراك أوباما الأحد حالة الطوارئ في كونيكتيكت التي طلب حاكمها من السكان عدم الخروج من منازلهم بسبب السقوط القياسي للثلوج.
ورغم أن هذه العاصفة العاتية كانت محدودة الآثار إلى حد ما بسبب وصولها في بداية عطلة نهاية الأسبوع فإنها أودت بحياة ثمانية أشخاص على الأقل أحدهم طفل في بوسطن كان يبحث عن الدفء في السيارة مع والده، لكنه توفي مختنقا بسبب انبعاثات أول أكسيد الكربون نتيجة انسداد عادم السيارة بالثلوج.
وقتل رجل في الـ74 مصرعه عندما صدمته سيارة فقدت سائقتها السيطرة عليها في باوكيبسكي بنيويورك وقتل رجل آخر اصطدمت سيارته بشجرة في أوبورن بولاية نيو هامشير. وقتل ثالث في حادث سير في ماين.
وفي كونيكتيكت، قتلت امرأة ثمانينية في مدينة بروسبيكت بعدما صدمتها سيارة أثناء قيامها بجرف الثلوج في محيط منزلها. وعثر على رجل يبلغ 53 عاما ميتا ومطمورا تحت الثلوج في بريدجبورت، وآخر يبلغ 49 عاما توفي في شلتون بعد قيامه بجرف الثلوج. كما قتل رجل سبعيني بعد انزلاقه أمام منزله في دانبوري.
وينتظر أن يشهد وسط وشمال الولايات المتحدة عاصفة جديدة الأحد والاثنين "من كولورادو في الشمال الشرقي إلى مينيسوتا في الوسط" مرورا بساوث داكوتا حيث قد تصل طبقة الثلوج إلى 30 سم مع رياح بسرعة 80 كلم في الساعة، حسب هيئة الأرصاد الوطنية.
من جهة أخرى أعلنت هيئة الأمن النووي أن مفاعل بيلغريم في بلايموث (ماساتشوستس) فقد قوته في ساعة متأخرة من مساء الجمعة وتوقف آليا عن العمل، وهو حادث يصنف في فئة الأقل خطرا.
الجزيرة نت