قائمة الموقع

تلوث مياه الشرب هم يؤرق أهالي شمال غزة

2010-02-02T14:42:00+02:00

شمال غزة-كمال عليان-الرسالة نت

لم يستطع المزارع أبو إبراهيم سلطان (42 عاما) أن يخفي سخطه وانزعاجه من مشكلة المياه التي تنقطع بشكل متواصل عن أرضه شمال غزة، عازياً ذلك إلى كثرة عمليات حفر الآبار الجوفية.

وقال إن استمرار انقطاع المياه المتكرر وارتفاع نسبة الملوحة في مياه الشرب جعله يفكر جديا في بيع أرضي الزراعية، مبديا سخطه من هذا الحال المزعج.

ويعاني سكان شمال القطاع من تلوث المياه إضافة إلى تردي مياه الشرب نتيجة تزايد ارتفاع نسبة الملوحة في الآبار الجوفية، نتيجة برك مياه الصرف الصحي التي تقع فوق الآبار الجوفية.

شح المياه

وأضاف أبو إبراهيم في حديث لـ"الرسالة نت": "إن حالة التردي المتزايدة لمياه الشرب دفعت السكان إلى إنشاء آبار للمياه في منازلهم"، الأمر الذي "زاد الطين بلة" وجعل المياه الصالحة للشرب والزراعة تقتصر على بعض الناس دون غيرهم.

بدوره، أوضح المواطن أبو أسعد العطار من منطقة العطاطرة الزراعية، أنه لا يستعمل المياه التي تصله من البلدية نظرا لأنها باتت غير صحية ومالحة بعض الأحيان، الأمر الذي دفعه لشراء المياه المفلترة. مطالبا الجهات المسئولة بإيجاد حلول لمشكلة تلوث المياه.

كارثة إنسانية

بدوره، حذر المهندس محمد أحمد رئيس سلطة المياه في قطاع غزة، من حدوث كارثة إنسانية كبيرة نتيجة استمرار سرقة الإسرائيليين لكميات كبيرة من المياه الجوفية على أطراف قطاع غزة، وعدم تعويض هذه الكميات بنسبة تتناسب مع عمليات السحب، مبيناً أن الخزان الجوفي لن يفي بحاجة سكان القطاع خلال العشرة سنوات القادمة.

وقال:" قمنا بفحص عينات مياه الشرب في قطاع غزة فوجدنا نسبة عالية من مادة النيترات المؤكسدة التي تؤدي إلى أضرار صحية لدى الأطفال الصغار"، محذرا من خطورة أوضاع المياه في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة.

وبين أحمد أن النسب الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية لمادة النيترات في مياه الشرب، وهي 50 ملليغراما في اللتر الواحد، فيما يزداد تركيزها في مياه الشرب بقطاع غزة بنسب تتراوح بين الضعفين وثمانية أضعاف، وأن مشكلة بيئية خطيرة آخذة في التبلور في القطاع بسبب وضع مصادر مياه الشرب.

سرقات صهيونية

وفي هذا السياق، أرجع المختص في الشؤون البيئية المهندس هاني صيام، أسباب تلوث المياه إلى ما تمارسه سلطات الاحتلال من انتهاك فاضح وصارخ لحقوق الفلسطينيين في الحصول على المياه في القطاع، والذي فاق كل تصور منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967، كما زادت وتيرته بشكل مضاعف ومطرد خلال الأعوام العشرة الأخيرة.

وقال صيام لـ "الرسالة نت" :" إن هذا الانتهاك وصل إلى أقصى مدى ممكن من خلال سيطرة إسرائيل على الآبار الجوفية وإنشاء مصائد للمياه وسرقتها من داخل الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى داخل الخط الأخضر ثم إعادة بيعها للفلسطينيين من جديد بأسعار باهظة الثمن".

 وأوضح أن الاحتلال طوال سنوات احتلاله للقطاع كان يقيم مستوطناته فوق كثبان رملية تعتبر من أفضل التربة لامتصاص مياه الأمطار وتخزينها في باطن الأرض، من أجل سرقتها وضخها إلى (إسرائيل)، وبالتالي يتمتع المستوطن بكمية من المياه يومياً تصل إلى عشرة أضعاف ما يمكن للمواطن الفلسطيني الحصول عليه لأغراض أساسية وهي الشرب والنظافة الشخصية.

 

 

اخبار ذات صلة