ألقت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر الفلسطينية بقطاع غزة بظلالها على مستقبل دراسة ابنائها في الجامعات، بعد أن أجبرت العديد منهم على تأجيل الفصل الدراسي لعدم تمكنها من توفير الرسوم الجامعية لهم.
الطالبة آيات خليل من مخيم جباليا، التي تدرس في برنامج الدبلوم بجامعة الأزهر إحدى الطالبات التي اضطرت لتأجيل فصلها الدراسي بضغط من الاسرة؛ لعدم تمكنها من توفير الرسوم الجامعية لها .
واوضحت خليل لـ"الرسالة نت" انها واحدة من ثلاثة شقيقات يدرسن في الجامعات، مما زاد من العبء المالي للأسرة، وقالت :"أجلت الفصل الدراسي حتى اترك الفرصة لأختي هبة الأصغر مني سناً لمواصلة مسيرتها التعليمية ".
وأعربت عن املها بان يكون وضع اسرتها أفضل في الفصل الدراسي المقبل، للاستمرار في مشوارها التعليمي التي بدأته وتحلم في انهائه والحصول على الشهادة الجامعية.
والدها المسن أبو اياد الذي بدت على وجهه علامات القلق على مستقبل بناته التعليمي، أرجع تأخر بناته في انهاء دراستهنَ الجامعية للوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه أسرته، وقال لـ"الرسالة نت":" حاولت جاهداً توفير الرسوم الجامعية لهنَ فلم اتمكن".
قلق وتوتر
وبين أنه عسكري متقاعد كان يعمل في سلطة رام الله، ويتقاضى راتباً لا يكفي التزامات أسرته المكونة من 13 فرداً، وهذا جعله يتحمل ديوناً مالياً من الاخرين ليوفر لبناته الأربعة الرسوم، من أجل مواصلة تعليمهنَ. وقال:" اجتهد في التوفيق بينهنَ في التأجيل ومواصلة الدراسة، حسب القدرة المالية للأسرة ".
وتطابق حال أسرة أبو إياد مع عائلة أبو وسيم عوكل من بلدة جباليا، بعد أن عجز عن توفير الرسوم الجامعية لزوجته التي تدرس في قسم التحاليل الطبية في الجامعة الإسلامية، مؤكداً أنه أصبح يعيش في توتر وقلق مع كل فصل دراسي لزوجته.
وقال لـ"الرسالة نت":" أعمل في شركة خاصة لصناعة الحجارة، واتقاضى راتباً شهرياً لا يتجاوز الـ"1200 " شيكل، يقسم للمصروف على اسرتي، ووالديَ"، مبيناً انه يحاول توفير مستلزمات الأسرة الضرورية لتوفير ما يتبقى من الراتب لدراسته زوجته .
ولم يخف أبو وسيم انه يضطر في معظم الفصول الدراسية الاستدانة من زملائه، لتمكين زوجته من التسجيل في الجامعة، معرباً عن امله بإنهاء دراستها والحصول على وظيفة تساعده في مصروف الأسرة وتوفير احتياجاتها.
دعم الطلبة
وبين أن زوجته اضطرت لتأجيل فصل دراسي العام الماضي لعجزه عن توفير الرسوم الجامعية لها، مبيناً أن ابتعادها عن المقعد الدراسي جعلها تعيش قلقة ومضطربة على مستقبلها الدراسي .
أمام الضائقة المالية التي تعيشها الأسر الغزية، وفي محاولة منه للتخفيف منها يجتهد مكتب نواب شمال غزة، في مساعدة الطلبة، من خلال صرف مبلغ "300 دولار" لكل طالب بشكل غير دوري، وذلك بالتنسيق مع مكتب رئاسة الوزراء بغزة.
واوضح مدير مكتب النواب المهندس حسام الرملاوي لـ"الرسالة نت" أن المساعدات النقدية التي تقدم للطلبة يتم تحصيلها من خلال لجنة المساعدات الحكومية بمجلس الوزراء، وتصرف لهم عبر مكتب البريد.
وقال:" نقدم المساعدة لعشرات الطلبة، الذين تعجز اسرهم عن توفير الرسوم الجامعية لهم، حيث يتم التواصل معهم بدءً بالتسجيل وحتى صرف المساعدة من البريد.