كشف وزير الخارجية البلغارية نيكولاي ملادينوف أن قرار ترحيل وفد النواب التابع لكتلة التغير والاصلاح تم بالتنسيق والتشاور مع وزير خارجية السلطة رياض المالكي.

وأكد الوزير البلغاري ملادينوف في تصريح متلفز أنه هاتف نظيره الفلسطيني رياض المالكي وأبلغه أن نواب حماس الثلاثة الذين وصلوا إلى بلغاريا الأربعاء 13/2/2013 الماضي جاؤوا بدعوة من منظمة غير حكومية ولن يستقبلهم أي ممثل عن الحكومة.

وأشار الوزير إلى  أن المالكي وافقه الرأي وأكد له أن الوفد لا يمثل السلطة وهو ينتمى لحركة حماس "التي تدرج ضمن قائمة الارهاب في أوربا" على حد زعمه، مؤكداً أن المالكي رفع الغطاء الدبلوماسي والتمثيلي عن الوفد، ما اعتبرته بلغاريا مبرراً لترحيله فوراً.

وكان السفير الفلسطيني د.أحمد المذبوح استقبل الوفد في مقر السفارة وأقام له مأدبة طعام، وتوجه بعدها الوفد إلى الفندق وتلاها لقاء السفير مع مسئولة في وزارة الخارجية البلغارية، ليفاجأ بعدها الوفد بالأمن يقتحم الفندق ويطالبهم بالرحيل بشكل فوري.

واقتحم الأمن البلغاري مقر إقامة الوفد البرلماني، قبل انتهاء زيارته بثلاثة أيام ونقلهم بسيارات خاصة إلى مطار العاصمة صوفيا تمهيدا لترحيلهم إلى تركيا وأبلغ الوفد بوجود ضغوط (إسرائيلية) دفعت لهذا الإجراء.

وترأس الوفد نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر، بعضوية النائب صلاح البردويل الناطق الإعلامي باسمها، والنائب مشير المصري.

يذكر أن السلطة مارست طيلة سنوات ماضية ضغوطاً مكثفة على الأطراف الإقليمية والدولية بهدف عزل حركة حماس سياسياً وعدم منح المؤسسات سواء الحكومية أو البرلمانية التابعة لها أي شرعية برلمانية، وكانت آخر تلك الضغوط التي مارسها عباس على الرئيس التونسي منصف المرزوقي لثنيه عن قراره بزيارة قطاع غزة والالتقاء برئيس الوزراء والفعاليات الشعبية في القطاع ..

وعبرت السلطة في أكثر من مناسبة على لسان  رئيسها محمود عباس عن رفضها واستنكارها لزيارات المسئولين العرب والمسلمين لقطاع غزة، بحجة أن ذلك يمس بوحدانية التمثيل الفلسطيني.

يشار إلى أن موقف السلطة الأخير الذي شارك فيه وزير خارجيتها رياض المالكي يأتي رغم انطلاق عجلة المصالحة بعد سلسلة لقاءات توجت بالاطار القيادي المؤقت الذي ضم ممثلين عن حركتي حماس وفتح إلى جانب سماح الحكومة بغزة باستئناف عمل لجنة الانتخابات المركزية والبدء بتسجيل المواطنين في السجل الانتخابي.

ويخشى أن تلقي مواقف قيادات حكومة رام الله بظلالٍ من الشك على المصالحة في ظل الحديث عن قرار لرئيس السلطة بتشكيل حكومة توافق وطني لتنفيذ الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

وتخضع بلغاريا وحكومتها لضغوط اسرائيلية وأمريكية حيث تعبر من الدول التي تخضع للنفوذ الاستخباري الأمريكي في منطقة شرق أروبا، بالاضافة لكون وزير الخارجية البلغاري ذو أصول "اسرائيلية".