"وإني لمشتاق إلى أرض غزة، وإن خانني بعد التفرق كتماني" كلمات غزلها الإمام الشافعي –رحمه الله- أبدى فيها عشقه وتعلقه بغزة، التي ستنقل "الرسالة نت" معلومات عنها، يقول راويها إنه "لم يرد ذكرها من قبل".
د. عبد اللطيف أبو هاشم مدير دائرة المخطوطات والمكتبات والآثار بوزارة الأوقاف، قال إن أول عمران بشري في غزة كان قبل أكثر من 6 آلاف عام، حيث شيد القدماء فيها أول قرى لهم على أراضي الرعي التابعة لوادي غزة.
ويؤكد أبو هاشم لـ "الرسالة نت" –وهو الخبير البارز في تاريخ غزة القديم- أن غزة بذلك تكون من أقدم عشر مدن في العالم.
ويستشهد أبو هاشم بما ذكره عالم الآثار البرفسور (غلازر) "أن المعنيين –نسبة لمعن- وبني سبأ جاؤوا من اليمن، وكانوا أول من وطأت أقدامهم غزة".
ويذكر الخبير أن من أشهر العوائل التي تعود أصلها لليمن "عائلة مقداد"، التي تتبع (المقداد بن الأسود) من حمى اليمن، وكذلك عائلة "معين، والسلفيتي، والنجار" ذات الأصول اليمنية.
ويرجح أبو هاشم أن سبب تسمية (غزة) بهذا الاسم، مأخوذ من لفظ غازي والغزي والغزاة - الرماة بالنشاب- ثم تحرفت إلى غزة، وذكر أن بعض الباحثين أوعزوا سبب التسمية لما كانت تتمتع به البلدة من قوة، فكانت بمعنى "العزيزة والحصينة".
حكاية مع القدر
ويقول أبو هاشم إن غزة مثلت قاعدة وثنية في بعض العهود السياسية، التي حكم فيها الوثنيون، فجاء (عمرو بن لحي) أول من أدخل الأصنام إلى جزيرة العرب، ليأخذ وثناً منها لبلاد الحجاز.
وتحولت غزة بعد ذلك –وفق أبو هاشم- للدين النصراني، وشيدت فيها الأميرة هيلانا كنيسة قالت فيها: "أريد كنيسة لم يشيد لها مثيل في العالم"، وقد بنيت لتتحول لاحقاً للمسجد العمري الكبير، الذي يلي مسجد الأوزاعي في القاهرة من حيث القدم، إثر دخول الاسلام لقطاع غزة.
وللمسجد العمري واقعة لها أثر في التاريخ، ووقائع تذكر كأنها تروى لأول مرة، حيث أشرف على بناءه (أحمد باشا الجزار) وزاره (السلطان عبد الحميد)، قبل أن تدوسه أقدام البريطانيين ليسرقوا أقدم مصحف في فلسطين أطلق عليه أبو هاشم "المصحف الأسير".
ويذكر أبو هاشم بعضاً من أهم المواقع الأثرية في غزة، ومنها تل العجول جنوباً، الذي عثر فيه الأهالي على تمثال لصنم، نقل إلى متحف القسطنطينية.
وقد نزل صلاح الدين في (تل العجول)، وحدثت فيه أكبر معركة بين السلطان محمد بن قلاوون وخارجين عليه، انتهت المعركة باندثار التل.
ويضيف أبو هاشم ميناء غزة للمواقع الأثرية في المدينة، الذي أُنشأ في عهد الإمبراطور الروماني "كونستنا"، مبيناً أن الميناء يحتوي على آثار ممتدة تحت كثبان الرمل، وقطع فخار وغيرها من الآثار التي تدلل على العهد الروماني.
ومن المواقع الأثرية أيضاً –وفق أبو هاشم- خربة أم التوت، وتل النقيد أو تل الصنم، ويسمى معبد سرابيس، وهي الآن من القرى المندثرة في القسم الغربي الشمالي لمدينة غزة، إضافة لتل "أبي الهوا" وكان عبارة عن تل أنقاض صغير وأرض مرصوفة بالفسيفساء، ويعد من أشهر أحياء غزة الأن ويسمى "تل الهوا".
أمجاد التاريخ
ويروى الخبير في تاريخ غزة القديم، أسباب تسمية "حي الشجاعية" شرق غزة بهذا الاسم، يقول: "حي الشجاعية قطنت فيه جيوش الفاتحين في عهد صلاح الدين، وكان في مقدمتهم (شجاع بن كرد) التي حظيت المدينة باسمه، وعاش فيها المنتصرون من شتى الجنسيات الاسلامية المقاتلة في جيش صلاح لتُعنْونْ أحياء المدينة بعدد من اسماءهم كحي التركمان، وحي النزاز وحي الجْديْدة".
ويروي أبو هاشم كذلك، تفاصيل ملحمة سبقت "معركة حطين" اندلعت رحاها على أرض بيت حانون شمال قطاع غزة.
وتعود تفاصيلها حين قرر الصليبيون مهاجمة الأيوبيين في منطقة "العريش" جنوب مصر، فكمن لهم جيش صلاح الدين في "بيت حانون" وأسر منهم 1,200 أسير، ومن ثم أعطى أوامر بتصفيتهم؛ لتزرع الرعب في قلوب الصليبيين وتمهد للنصر الأكبر في "حطين".
وسُميت المنطقة بـ "أم النصر" وبقيت آثار المعركة مخلدة على جدران (مسجد أم النصر) قبل أن تدمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في اجتياح بيت حانون عام 2004م.
مقر الأوقاف الإسلامية -في عهد الإحتلال
قلعة نابليون-الواجهة الجنوبية العلوية
قلعة نابليون-الواجهة الجنوبية
مدينة غزة-شارع عمر المختار وسوق فراس
مزار المنطار
مقر دائرة الأوقاف القديم - مسجد القلعة
غزة-ميناء غزة القديم
شاطئ البحر غزة -مرسى الصيادين
حي االشجاعية وتظهر منه مأذنة جامع ابن عثمان
واجهة من مقبرة ابن مروان
منظر عام لمدينة غزة-تبة المنطار