تنفق المئات من الطيور في قطاع غزة لأسباب مجهولة, غير أن بعض المزارعين يعزون ذلك لزراعة نظرائهم بذورا سامة يحصلوا عليها من جمعيات زراعية بالمحافظة, بينما نفت وزارة الزراعة تلقيها شكاوى بهذا الشأن.
وخلال جولة لمراسل "الرسالة نت" جرى اكتشاف نفوق مئات الطيور البرية, والصقور, والحمام, والعصافير, بينما بعضها بين الحياة والموت.
المزارع "أبو فتحي" 45 عاماً اعتاد على تفحص أرضه المحاذية للشريط الحدودي كل صباح وهو أحد المزارعين الذين لاحظوا ظاهرة نفوق الطيور وحاول تحليلها إلا أنه فشل, بيد أنه يواصل التحري.
وقال "إنه يلاحظ منذ أسابيع نفوق مئات الطيور وانتشارها بين الأشجار وفي المناطق المزروعة بالقمح والشعير خلال جولاته الصباحية دون أن يعرف السبب الحقيقي وراء نفوقها".
توقف أبو فتحي عن الحديث وقرر الجلوس إلى جانب غرفة متهالكة من الصفيح تتوسط أرضه لأخذ قسط من الراحة.
وأثناء الحديث وتناول الشاي, جاء مزارع آخر لاحظ وجود الكاميرا في المكان وبدت عليه علامات الغضب وعرف على نفسه بأنه صاحب "مزرعة حمام" في المنطقة وقد نفقت مئات الأزواج لديه.
وقال المزارع أحمد "إن لديه مئات الأزواج من الحمام قد نفقت نتيجة بذور مسمومة زرع في موسم الحبوب". حسب قوله.
وأضاف "أن بعض الجمعيات التي تهتم بالزراعة -دون أن يسميها- وزعت بذور على المزارعين بعد التهدئة لزراعة الأراضي التي كانت معزولة في السابق إلا أن بعض هذه البذور مسمومة جراء تعرضها للتحسين الصناعي بهدف الوفرة في الإنتاج".
وتابع أحمد : "الطيور تأتي من كل مكان وتأكل من الحبوب وبعد دقائق تصاب حركتها بالشلل وتنفق بعد ذلك بلحظات وهذا ما حصل مع مزرعة الحمام التي ورثها والده".
وأثناء حديثه مرت حمامة بين الأشجار تترنح وتمشي برهة وتسقط أخرى, فأشار بسبابته إليها قائلا: "هذا نتيجة السم الذي تناولته مع الحبوب والبذور".
وأوضح أحمد أنه خسر 300 زوج من الحمام خلال أسبوع واحد من أصل 450 زوج حصيلة تربيته لها منذ 10 أعوام.
ويضطر لدفن العشرات يوميا من الطيور النافقة في التراب, ويحتفظ أيضا ببعضها حتى تراها الجهات المعنية, والجمعيات التي توزع البذور.
وناشد أحمد الجهات المعنية لمحاسبة الجمعيات التي توزع هذه البذور ومتابعة القضية وعدم السكوت عنها كونها تعود بالضرر على الثروة الطبيعية ويخسر أيضا أموالا كبيرة على صعيده الشخصي.
بدوره, قال مدير الزراعة في خانيونس م. كمال عقيل إنه ليس لدى وزارته علم بتوزيع جمعيات زراعية أي أنواع من الحبوب أو البذور على المزارعين.
وتابع إن كانت بعض الجمعيات قد وزعت حبوب القمح والشعير فتكون قد وزعتها مع بداية الموسم, لافتا الى أن وزارته لم تتلق أي شكاوى من المواطنين حول توزيع بذور سامة في المحافظة.
ووعد عقيل بمتابعة القضية مع المزارعين والجمعيات الزراعية للتأكد من سلامة البذور التي توزع والحفاظ على حياة الطيور والبيئة الفلسطينية.