رامي خريس
بدأت القاهرة التي ترعى الحوار الفلسطيني أكثر نشاطاً واجتهاداً لإنقاذ جهودها من الضياع بعد الإخفاق الذي حصل في الجولة السادسة وتوقعات بفشل الجولة السابعة في تحقيق توافق فلسطيني ما قد يؤدي إلى انهيار الحوار برمته بعد أن طال الزمن بدون تحقيق تقدم حقيقي وجدي ، بل ان الاعتقالات السياسية أدت إلى تراجع في مستوى الثقة المنهارة أصلا بين طرفي الحوار.
** جدل
وبعيداً عن مواقف حركتي حماس وفتح والنقاط العالقة بينهما فإن الدور المصري الراعي للحوار أثار جدلاً واسعاً ولا زال في أوساط فلسطينية بشكل خاص وعربية بشكل عام، فهناك من يتساءل دوماً عن الأهداف الحقيقية للقاهرة من وراء تحركها في هذا الإطار ومدى قدرتها على تحقيق الوفاق لاسيما في ظل الاتهامات التي توجه لها بأنها لا تقف على مسافة واحدة بين الطرفين.
والنقطة الأخيرة بالتحديد هي بحسب بعض المراقبين التي تعيق الجهد المصري فالثقة تغيب بالوسيط عندما لا يكون محايداً ، وبالرغم من بعض النقاط التي يجري النقاش حولها في الحوار ويقال أن مواقف القاهرة تقترب أكثر من مواقف حماس عنها من مواقف فتح مثل ملفي اللجنة المشتركة والاعتقال السياسي بحسب تصريحات المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إلا أن المعلومات التي تصدر عن بعض المصادر وتحليلات المراقبين تشير إلى أن مواقف القاهرة بمجملها منسجمة أكثر مع ما تتبناه حركة فتح رؤى ، وبحسب بعض المصادر فإن الانحياز المصري لحركة فتح على حساب حركة حماس بدا واضحاً خلال الجولة السادسة للحوار .
وتمثل في جانبين، الأول رفضه الاعتراف بشرعيتها المنتخبة، ومواصل تعامل القاهرة مع حماس في إطار امني.
** عجلة الحوار
ومع دوران عجلة الحوار بدون تقدم لوحت القاهرة بإمكانية فرض رؤيتها للوفاق على الفصائل ، وبحسب المراقبين فإن الحديث يدور عن إمكانية الضغط أكثر على حماس ، بعد أن تنفض القاهرة فعلا يدها من الحوار, ومن ثم قطع أي صلة لها بالحدود مع غزة، أو بتحديد العلاقة مع الطرف الذي ستعلن عنه القاهرة حتما بأنه المتسبب في إفشال الجهد المصري، والمستفيد من الانقسام الفلسطيني، والبدائل عندها والتي لا يجب أن يستبعدها أحد ستكون حاضرة حتى لو غلفت بدبلوماسية هادئة، كرد مصري على ما تعتبره تحدي واستهداف لدورها الاستراتيجي في المنطقة،وبالموازاة مع تخفيف حدة الحصار الإسرائيلي ،قد تقدم القاهرة على تدمير ما تبقى من أنفاق،وهي تعمل بنسبة كبيرة تحت رقابة الأجهزة الأمنية المصرية.
ومع ورود هذا السيناريو كأحد خيارات القاهرة في حال فشلت جهودها إلا أن مصادر مصرية نفت وجود هذا الطرح في تفكير القيادة المصرية ، وهو ما أكده مؤخراً أمين الإعلام في الحزب الوطني المصري علي الدين هلال الذي قال :"ان القاهرة كوسيط لا تعد خطة جاهزة تسعى لفرضها على أطراف الحوار الفلسطيني .
وقال هلال في تصريحات صحفية :" ان الوسيط عادة لديه أفكار لتضمين نجاحه يطرحها على الأطراف المتنازعة أو المختلفة ويحاول من خلال المفاوضات معرفة العناصر التي تجمع بين كل الأطراف.
ويتداول المراقبون خياراً آخر قد تتجه القاهرة إلى تبنيه وهو تحويل الملف الفلسطيني إلى أدراج الجامعة العربية وإلقائه في حجر العرب مع إعطاء السعودية دوراً أكبر في جهود تحقيق الوفاق الفلسطيني .
ولكن يبدو أن هذا الأمر قد جرب ولم يأت بنتائج فعالة كما أن القاهرة عملياً لا تستطيع ترك الملف الفلسطيني أو التغاضي عنه فارتباطها وثيق به سواء بالجغرافيا التي تربطها بقطاع غزة أو بالتاريخ فهي التي أدارت القطاع قبل احتلاله من (إسرائيل).
وهنا يبدو أن على القاهرة مواصلة جهودها ، وهو ما دفعها للخروج لتلعب خارج أرضها لتحقيق أهدافها ، فهل تستطيع ذلك ، وهل تقف على مسافة واحدة من الفصائل؟