تعقد لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب اليوم الثلاثاء (2/26)، اجتماعاً طارئاً بالقاهرة؛ لبحث الخطوات التصعيدية على خلفية مارثون التهويد الإسرائيلي بالقدس الشهر المقبل، واستشهاد الأسير عرفات جرادات داخل سجون الاحتلال.
وحذر د. جمال عبد السلام رئيس لجنة القدس بالاتحاد، إسرائيل "من تحول الغضب الشعبي الفلسطيني إلى انتفاضة ثالثة؛ نصرة للأسرى، ورفضا لسياسات التهويد الجارية على قدم وساق في محيط مدينة القدس، ومواجهة مخططات التهويد والاستيطان المستمرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب عبد السلام في تصريحات خاصة لـ "الرسالة نت" الأنظمة العربية والإسلامية، لاسيما مصر، بالانتباه لخطورة ما يجرى في الجوار الفلسطيني ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وضرورة عدم انكفاء الدول على قضاياها الداخلية واستعادة دورها نحو قضايا الأمة، خاصة القضية الفلسطينية "باعتبارها القضية المركزية لجميع العرب والمسلمين".
وأشار إلى استمرار المخططات التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة، حيث تتعرض القدس لانتهاكات كثيرة من الاحتلال، لاسيما عملية التغيير الديموغرافي، حيث شرع الاحتلال في بناء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في القدس.
واعتبر أنها جريمة ضد الإنسانية، تضاف لجرائم أخرى، يتصدرها حفر 37 نفقاً حتى الآن أسفل المسجد الأقصى، بعضها على عمق 90 متراً، وهناك خط حديدي وكنس قام الاحتلال ببنائها، فضلاً عن شروعه في بناء كنس أخرى في هذه الأماكن المقدسة".
وأكد أن الحماقة التي يرتكبها الاحتلال بإصراره على تغيير طابعها العربي- التاريخي "سوف تواجه بكل حزم"، مشدداً على أن التصعيد الإسرائيلي سوف يواجه برد فعل قوي من الشعوب العربية المحتقنة، على خلفية الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وأكد عبد السلام أن رهان الاحتلال خاسر؛ "لأن الشعوب العربية والإسلامية وإن كانت مشغولة بأوضاعها الداخلية، إلا أن مركزية القضية الفلسطينية سوف تجعلها تهب لنجدة أولى القبلتين وثالث الحرمين، وطالب الأطراف الفلسطينية بإنجاز المصالحة الفلسطينية، لأنها ستدعم الحق العربي في مواجهة الاحتلال".
تحركات
وكشف عبد السلام عن أن اجتماع اليوم بالقاهرة سوف تشارك فيه هيئات ومؤسسات مصرية وعربية وحركات شبابية؛ للاتفاق على خطوات فاعلة يمكن تنفيذها على أرض الواقع؛ ردا على استشهاد "جرادات"، "كونه الشهيد رقم 203 الذي يفارق الحياة جراء التعذيب داخل سجون الاحتلال، وسط صمت من المجتمع الدولي".
وحمّل عبد السلام سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن جريمة مصرع الأسير "جرادات" في سجن "مجدو" أثناء التحقيق معه، داعيا الدول العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى الاستجابة لشعوبها وطرد السفراء الإسرائيليين وسحب السفراء العرب من "تل أبيب".
ولفت إلى أن زمن الشجب والإدانة قد ولى وأنه من حق الشعب الفلسطيني أن ينعم بثمار الربيع العربي.
واستهجن إصرار الكيان على الاستمرار في ممارساته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، في الوقت الذى يشهد العالم العربي تحولا إيجابيا نحو الحرية والديمقراطية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لم يعد وحده في معركة التحرير.
وحذر عبد السلام من تعرض الأسير سامر العيساوي لأى ضرر داخل سجون الاحتلال، وأنه في حالة عدم الإفراج عنه في الموعد المحدد "سيكون هناك رد فعل شعبي مناسب"، موضحا أن لجنة القدس لن تتهاون في طرح قضية الأسرى على جميع المحافل الإقليمية والدولية "
اعتراض
ودعا عبد السلام الشباب العربي إلى مقاطعة منتجات شركة adidas"" الرياضية لرعايتها ماراثون التهويد في مدينة القدس المحتلة في الأول من شهر مارس المقبل، بمشاركة ما يزيد عن 15000 مشارك من 52 دولة في العالم، ويستمر حتى السادس عشر من الشهر المقبل.
ولفت إلى أن المؤسسات والهيئات المهنية والشعبية بالقاهرة سوف تنظيم مسيرة حاشدة تنطلق من مسجد رابعة العدوية (شرق القاهرة) بعد صلاة الجمعة المقبلة إلى أحد أكبر فروع شركة "adidas" بحى مدينة نصر، رافعين اللافتات المنددة بمساندة الشركة لمخطط تهويد القدس، ومطالبة كل الاتحادات الرياضية العربية لمقاطعة منتجات "adidas".
وأشار إلى أن اتحاد الاطباء العرب يجرى اتصالات مع جامعة الدول العربية لدعم فعاليات التصدي لمارثون التهويد، الذى ينطلق من الكنيست الإسرائيلي إلى عدة مسارات أكبرها 42 كم، ويسير بشكل متعرّج في المدينة المقدّسة حتى الجامعة العبرية ببلدة العيسوية وسط المدينة، ومستوطنة تلبيوت جنوب المدينة والعودة، ومسارات أخرى.
يذكر أن الماراثون التهويدي يتخلله العديد من الأنشطة الاسرائيلية في المدينة المقدّسة والتعريف بتاريخها المزعوم فضلا عن محاضرات تعريفية بالمدينة من وجهة نظر تلمودية، وذلك كما يتضح من المخطط الذي وضعته بلدية الاحتلال بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية التلمودية.