أكد د. حسام شاكر الخبير والباحث الإعلامي في النمسا، أن مخاطبة الغرب عبر الإعلام المحلي الفلسطيني تحتاج إلى مجموعة من القواعد والأسس المتعددة والتي يقود تنفيذها إلى إيصال الصورة الحقيقية التي تجري على أرض الواقع، وتعزز من حالة التضامن للقضية.
وأوضح "شاكر" في ندوة نظمتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين بغزة، أمس الاثنين، أن معظم الهيئات الفلسطينية والإعلامية مهتمة بنقل الصورة الواقعية للغرب، غير أنها لا تضع في مهامها خطوات لإيصال هذه الصورة كما هي ومن دون أي تغيير أو تحريف.
وأشار إلى أن الوسائل والشخصيات الإعلامية لديها مشكلة في اختيار العناوين، لافتا إلى بعض النماذج التي تخص هذا السياق، كعنوان "مذبحة في الحرم الإبراهيمي بالخليل على يد متطرف"، من دون ذكر من هم المذبوحون، وهوية المتطرف إن كان يهوديا أم غيره.
ولفت إلى أن لديهم مشكلة أخرى في "لوم الضحية"، مؤكدا أن ذلك يمثل خطأ يجعل الغرب ينظر إلى الضحايا الفلسطينيين بصورة مخالفة لما هو متوقع، كنشر أخبار تتعلق بإطلاق صواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية على بلدات إسرائيلية، ومن ثم رد الاحتلال عليها وقد أوقعت ضحايا.
وبين الخبير "شاكر" أن الإعلاميين كثيرا ما يقعون في أخطاء تقديم الوقائع المعزولة عن السياق الأساس الهام كعرض طفل اعتقل من جانب قوات الاحتلال، والاكتفاء به "كخبر مجرد" من دون الإشارة إلى استهداف الأطفال وعدد المعتقلين منهم، وإبراز معاناتهم.
وذكر "شاكر" أن هنالك أزمة من نوع آخر، تتعلق بالتصريحات السياسية للمسئولين واختلافها، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تنقل وترصد في الغرب ولدى الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن تُؤخذ وتُجتزأ وتُوضع في سياقات ضارة بالمصلحة الفلسطينية وصورة الفلسطينيين.
وقال "شاكر" خلال الندوة التي شارك فيها العشرات من الإعلاميين والصحفيين: "إن دائرة إسرائيلية أمريكية استحدثت صناعة اختطاف المشاهد من الواقع الفلسطيني والعربي، تعمل على مسح لكل ما يُبث عبر الفضائيات ووكالات الأنباء، وإبرازه في سياقات أجندة تخدم أهدافهم، وتشويه الصورة".
ودعا بضرورة مخاطبة الغرب والإعلاميين منهم بصورة خاصة "بعين نسبية" تراعيهم، وذلك لأنهم يعيشون في ظل مجتمع اعتاد على الانحياز للاحتلال وسلطته، وتقديم كل ما يمكن أن يزيح هذا الانحياز لصالح الضحية وهم الفلسطينيون.
وطالب بضرورة التركيز على عنصر "الأنسنة"، والتركيز على ما وراء الحادثة وخلفياتها، مبينا أن الاحتلال الإسرائيلي عمل في ماكنة إعلامية متواصلة عن طريق تقديم صور الجندي "جلعاد شاليط" وقت طفولته والتركيز عليها لجلب التعاطف معه، بعيدا عن إدانته باعتباره كان جنديا داخل دبابته لحظة أسره من قبل المقاومة الفلسطينية.