قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين إن البيت الأبيض يدرس إرسال سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى الثوار في سوريا وربما يقدم لهم تدريبا عسكريا، مما يعد تغييرا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع الدائر هناك منذ عامين، وفي الأثناء دعت روسيا المعارضة السورية للدخول في محادثات مع النظام وتشكيل فريقها التفاوضي.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات إنسانية مثل الأغذية والأدوية والملابس بملايين الدولارات للسوريين واللاجئين، لكنها لم ترسل بشكل مباشر مساعدة للثوار المسلحين أو المعارضة السياسية.
وأضافت الصحيفة أن من المتوقع أن يناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري التغيير المقترح بالسياسة مع مسؤولين أثناء جولته الحالية بعواصم أوروبية وعربية. ومن المقرر أن يجتمع كيري مع قادة المعارضة أثناء مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في روما غدا الخميس.
ووفق الصحيفة فإن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يعارضون إرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة، في مواجهة آلة نظام بشار الأسد العسكرية، التي أوقعت حتى الآن ما يزيد على سبعين ألف شخص طبقا لتقديرات أممية.
وقال كيري في لندن الاثنين الماضي إن الرئيس باراك أوباما يعكف على دراسة المزيد من الخطوات "للوفاء بالتزامنا تجاه السوريين الأبرياء" لكنه لم يذكر تفاصيل، معتبرا أن استمرار العنف في سوريا يمثل دليلا جديدا على أنه حان الوقت لأن يتنحى الأسد عن منصبه.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى زيادة الدعم للمعارضة بشكل ملموس من أجل المساعدة في إيجاد نهاية للصراع.
دعم سعودي
في سياق متصل، قالت نيويورك تايمز الأميركية إن المملكة العربية السعودية تمد المعارضين السوريين بأسلحة اشترتها من كرواتيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وغربيين قولهم إن الرياض مولت "شراء كمية ضخمة من أسلحة المشاة" كانت جزءا من "فائض غير معلن عنه" من الأسلحة من مخلفات حروب البلقان التي جرت بالتسعينيات، وأن تلك الأسلحة بدأت تصل الثوار السوريين عبر الأردن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقالت أيضا إنه بعد ذلك التاريخ بدأت تظهر العديد من قطع الأسلحة اليوغسلافية على شرائط الفيديو التي يعرضها المسلحون على موقع يوتيوب، مشيرة إلى أن تلك الشحنات تضمنت "آلاف البنادق ومئات الرشاشات" إضافة إلى "كمية غير محددة من الذخيرة".
دعوة للتفاوض
يأتي هذا، بينما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المعارضة السورية، للدخول في محادثات مع النظام وتشكيل فريقها التفاوضي.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، عن لافروف قوله، بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في برلين، إنّه يعّول على أن تعلن المعارضة خلال اجتماع أصدقاء الشعب السوري في روما، أنّها مع الحوار، وألاّ تكتفي بذلك بل عليها تعيين فريقها للتفاوض.
وكان لافروف دعا واشنطن للضغط على المعارضة كي تتخلى عن شرط رحيل الأسد لبدء المحادثات.
من جانبه، قال عضوالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سمير نشار إنه لا مجال أمام المعارضة للقبول بالحوار مع الأسد بعد ارتكابه المذابح بحق المدنيين السوريين، على حد وصفه.
وأضاف نشار في رده على تصريحات لافروف، التي دعا فيها المعارضة للتخلي عن مطلب تنحي الأسد، أن بقاء بشار يهدد بتقسيم سوريا.