غزة-عبد الحميد حمدونة
تفاجأ الشاب حسن عبد الرحمن (23 عاما) عندما جاءته خطيبته تحدثه وقد وصلتها رسالة بريدية للاشتراك في خدمة التعارف العامة بين الأشخاص "الفيس بوك"، وقامت بقبول العرض فقد غرها الاسم المستعار والذي كان صدفة باسم إحدى صديقاتها.
وأضحت ترسل بصورها الشخصية دون لبسها للحجاب وكلها علم بأن صديقتها هي من تحادثها، وفي إحدى الأيام تقابلت معها في الجامعة وقالت لها: "كيف الصور؟"، فردت صديقتها باستغراب" أي صور؟!" ثم تبين لها بعد ذلك أن من كانت تحادثه شاب وليس فتاة.
البحث عن فتاة
وعن وجود جهاز مخابراتي اسمه مخابرات الانترنت يقول د.أسامة حمدونة رئيس قسم علم النفس بجامعة الأزهر:"هي مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي."
ويرى حمدونة أن كل من له قدرة على استخدام الانترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يعتبر عميلا مميزا، لان المواقع التي تثير الشباب هي التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية.
وتركيز الشباب في أغلب الأمر يكون لمن سيلتقي للحديث معه ولا يكون على الموقع ذاته، خصوصا البحث عن فتيات للحوار والمسألة سهلة جدا لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة.
مشترك دون خوف
الشاب زيدان محمد(20عاما) فيستخدم الفيس بوك على الدوام واصفا إياه، بقوله:" يعني لي مجموعة أصحاب من كل العالم، وكذلك العديد من المجموعات المفيدة التي تمكني من الإشترك فيها".
ويضيف:"أنا مشترك بمجموعات مفيدة التي ترسل لي كل يوم رسالة مهمة كالمعلومات العامة والجديدة، وهناك مجموعات للترفيه وأخرى تعتني بالرياضة".
وحول سؤالنا ما إذا كانت المخابرات الصهيونية تراقب الموقع، قال محمد:" أنا لا أضع أي معلومات عليه سوى بريدي الإلكتروني واسمي المستعار ولا أرى هناك أدنى مشكلة".
ونستطيع القول يجب على مشترك "الفيس بوك" أن يكون حذرا بالمعلومات التي يضعها إن لزمت الحاجة لاستخدامه له، وعدم الإدلاء بأي معلومات على ذات الموقع لأنه مخترق أمنيا بل على كل موقع داخل الشبكة العنكبوتية، خصوصا ونحن نخوض مع الصهاينة صراع الأدمغة والمعلومات.
إرضاء الجميع
الصراع الفلسطيني الصهيوني ألقى بظلاله على الموقع، ولوحظ اكتساحا فلسطينيا للموقع، وتنوعت أسماء المجموعات بين الدعم الفلسطيني، ومجموعات تحمل أسماء القرى والمدن الفلسطينية، وأخرى تحمل تحت عنوانها العداء لإسرائيل.
هذا الأمر دعا بعض المستوطنين للاعتراض على تسمية مستوطناتهم باسم فلسطين فكان من القائمين على الموقع التأكيد على وجود الخيارين(فلسطين، إسرائيل) لإرضاء الطرفين!
(مجلة إسرائيل) الصهيونية التي تصدر في فرنسا نشرت ملفا عن عملاء الانترنت الذين يشكلون اليوم أحد أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأميركية على حد سواء.
وفي الملف معلومات في غاية الأهمية والخطورة عن أحدث طرق الجاسوسية تقوم بها مخابرت الدولتين عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يفعلون شيئا خطيرا.