الرسالة نت- رامي خريس
أثارت مشاركة د. سلام فياض رئيس حكومة فتح في رام الله انتقادات واسعة في صفوف النخبة السياسية الفلسطينية بمختلف توجهاتها، ولم يعلن مساندته في فعلته تلك سوى عدد قليل جداً من الشخصيات التي تذهب بعيداً في تنظيرها للتسوية مع الاحتلال وترى أنها يمكن أن تتم بأي ثمن وبأي شكل ، كما مدحه وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك الذي أثنى على جرأة فياض.
اتهامات وانتقادات
ووجهت حركة حماس اتهامات لفياض وقال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل انه عار على فياض المشاركة في مؤتمر هرتسيليا ، كذلك اعتبر النائب عن كتلة التغيير والإصلاح محمود الرمحي ما صرح به فياض من قبوله بقيام دولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية بأنها أطروحات رفضها شعبنا منذ زمن وفياض لا يملك أي حق في التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية، كما أن هذا الإعلان يشكل تنكرا لحق اللاجئين بالعودة لأرضهم".
ولم تقتصر الانتقادات التي وجهت لفياض على فصائل الممانعة الفلسطينية بل امتدت لتشمل تيارات سياسية يسارية، وشخصيات قيادية في حركة فتح, حيث قال عضو المكتب السياسي للجبهة أبو أحمد فؤاد، إن فياض بمشاركته في هذا المؤتمر "ارتكب جرما واضحا" لان المؤتمر يرسم "السياسات الإستراتيجية العدوانية ضد شعبنا وأمتنا".
أما القيادي في "فتح" حاتم عبد القادر فقال " إن حركته تشعر بغضب شديد إزاء هذه المشاركة في مؤتمر مؤسسة الأمن القومي الإسرائيلي الذي خصص أبحاثه هذا العام للسيناريوهات المتعلقة بإضعاف الشعب الفلسطيني وإجهاض حقوقه، وعلى رأسها تعزيز السيطرة اليهودية على القدس".
خطوة قياسية
ويبدو أن فياض حقق خطوة قياسية جديدة في علاقته مع الاحتلال ،ففي مرحلة سابقة كان يجري الحديث عن أشخاص أخطئوا تقدير الحسابات ودخلوا أتون عملية التسوية معتقدين أنهم قد يحققون ما لم تحققه المقاومة ، وزاد بعضهم في الولوج حتى أصبح يطلق عليهم متنازلين عن حقوق الفلسطينيين ، وزاد البعض في الذهاب وتعاون مع الإسرائيليين للحفاظ على أمنهم ،وحانت الآن لحظة التفكير ومساعدة الإسرائيليين على التخطيط لحماية أمنهم الإقليمي ، هذا هو حال فياض الذي شارك الإسرائيليين في مؤتمر دوري سنوي يعد بحسب المنظر الفتحاوي وعضو المجلس الثوري عدلي صادق منبراً لإدلاء قادة الدولة العبرية وساستها النافذين، بملخصات تحيط بما يُسمى "السياسة الوطنية" الإسرائيلية، ويكون من بين هؤلاء القادة، رئيس الدولة، ورئيس وزرائها وقائد هيئة الأركان العامة!
وبحسب مقال لصادق فان الحكومات الإسرائيلية تبنت العديد من تقارير المؤتمر وتوصياته، بشأن سياسة (إسرائيل) الرسمية! ، مشيراً إلى أن مصادر أكاديمية ترى في نتائج أعمال مؤتمر المركز، عاملاً مهماً يسهم ويرفع من مستوى عملية اتخاذ القرارات في (إسرائيل).
وبمقالته عن مؤتمر هرتسيليا حاول صادق أن يوجه نقداً خفياً أو خفيفاً لفياض ومشاركته في المؤتمر.
وتثير مشاركة فياض في مؤتمر هرتسيليا مخاوف من الخطوات اللاحقة التي قد تتبعها خطوته الجديدة تجاه الاحتلال ، لاسيما في ظل الحديث عن العودة إلى طاولة المفاوضات التي بدأ رئيس حركة فتح محمود عباس بالتبشير بها مطالباً بان يتم تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر فقط!