قائد الطوفان قائد الطوفان

قال إن الخزان الجوفي سيستنزف بالكامل خلال اربع سنوات

البنا: 95% من المياه الجوفية لا تصلح للشرب

(الأرشيف)
(الأرشيف)

غزة- فادي الحسني

قال مازن البنا مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه الفلسطينية بغزة، إن نسبة العجز في المياه بلغت 200 مليون لتر مكعب، مشيرا الى أن المواطنين باتوا يعتمدون على المياه المحلاة، في ضوء استغلال "(إسرائيل) نحو 80% من مياه الخزان الجوفي الإقليمي، فيما تستفيد غزة مما نسبته 20% من هذا الخزان.

وأضاف البنا أن حوالي سدس الشعب الفلسطيني يعيش في قطاع غزة البالغ مساحته 1.4% من مساحة فلسطين التاريخية، ويعاني من أزمة كبيرة في المياه جراء استيلاء الاحتلال على موارد المياه".

وأوضح أن كمية مصادر المياه في فلسطين تبلغ 2.7 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أن (إسرائيل) تستفيد بما نسبته 900 مليون لتر مكعب من مياه نهر الاردن، وهي حصة فلسطين من هذا النهر بحكم التقارب الجغرافي.

وأشار إلى أن وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية ليس بأحسن حال من غزة فيما يتعلق بالوصول الى المياه، موضحا أن ما يحصل عليه الفلسطينيون في الضفة من مياه حوالي 120 مليون لتر مكعب، فيما يشترون 50 مليون لتر مكعب من شركة (ميكروت الإسرائيلية).

ولفت البنا إلى أن كمية المياه المخصصة للفرد في الضفة يوميا تقدر بـ35 لتر، في حين أن منظمة الصحة العالمية حددت كمية المياه المخصصة للفرد بشكل يومي بـ(100-150) لتر، مبينا أن حصة المستوطن (الإسرائيلي) حوالي 300 لتر في اليوم، أي ما يعادل سبعة اضعاف استهلاك الفلسطيني.

في غضون ذلك أوضح أن زيادة الاستهلاك من الخزان الجوفي في قطاع غزة ادى الى تسرب مياه البحر إليه، مشددا على ضرورة أن يقوم المواطنون بترشيد الاستهلاك حفاظا على ما تبقى من مصادر المياه.

وقال إن ملوحة الابار في المياه الجوفية بلغت ذروتها ولا يستطيع المواطن تحملها حتى في عملية الوضوء(..) مدينة غزة لديها ابار قريبة من البحر وبالتالي هذا يجعلها اكثر عرضة للتأثر وبخاصة بعدما زادت نسبة تسرب مياه البحر الى الابار الجوفية".

 وأضاف "الخزان الجوفي في غزة قريب من سطح الارض، اضافة إلى أن التربة رملية ونفاذيتها عالية، الأمر الذي يساعد على تسرب التلوث الى المياه الجوفية.

ولفت البنا إلى أن المؤشر على التلوث في غزة يظهر من خلال ارتفاع مركب النترات في مياه الشرب، مفيدا بأن منظمة الصحة العالمية اوصت بالا يزيد تركيز مركب النترات في مياه الشرب عن 50 ملجرام للتر، فيما أن التركيز في غزة اضعاف هذه النسبة، وبخاصة في المناطق التي لا يتوفر فيها شبكات صرف صحي وتعتمد على الحفر الامتصاصية.

وقال مدير عام مصادر المياه في سلطة المياه الفلسطينية بغزة: "بشكل عام المياه ملوثة في القطاع ولا تصلح للشرب (..) مؤشرات التلوث تؤكد ان 95% من الابار الجوفية لا تصلح للشرب بشكل مباشر فهي بحاجة الى معالجة، وهذا ما اسهم في انتشار محطات التحلية".

وذكر أن لديهم مشكلتين في المياه احداهن متعلقة بالكمية والاخرى بالتلوث، مشيرا إلى خطة قدمت في السنوات السابق كان يفترض فيها أن تبدأ في العام 2004 وتنتهي في العام 2020 تهدف الى ايجاد مصادر مياه جديدة في قطاع غزة، كتحلية مياه البحر، واعادة استخدام مياه الصرف الصحي.

وقال إن تلك الخطة كانت مبنية على مشاريع استراتيجية وكان هناك تعهد من قبل اطراف دولية بتمويل تلك المحطات، والامريكان كان لديهم التزام بتحلية مياه البحر والخط القطري الناقل، والألمان كان ايضا لديهم قبول بتمويل محطة معالجة، ولكن للأسف توقفت تلك المشاريع بسبب الاوضاع السياسية". وأضاف "مشاريع المياه شهدت حصارا في غزة مما لم يمكنا من تنفيذ مشاريع لتلافي ازمة الأزمة".

في سياق متصل حمل البنا الاحتلال مسؤولية أزمة المياه التي يحياها الفلسطينيون، إضافة إلى مطالبته الأمم المتحدة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين -اونروا بضرورة أن تقفا أمام مسؤولياتهما تجاه ما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة.

وبين أن عجلة المشاريع بدأت تعود من جديد وبخاصة بعد زيارات متكررة لوفود عربية وطئت قطاع غزة مؤخرا، مؤكدا أن مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وسينفذ من قبل (اليونيسف) بالتعاون مع سلطة المياه ومصلحة المياه، يقوم على إنتاج حوالي 6 ألاف لتر مكعب من المياه المحلاة يوميا ومصدر تلك المياه هو البحر، على أن تزيد الكمية تدريجيا.

وأفاد أن هذا المشروع يحتاج الى 400 مليون دولار تقريبا، ملمحا إلى مشروع اخر سيتضمن توسعة محطة تحلية مقامة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة وزيادة قدرتها الحالية لتنتج حوالي 2600 لتر مكعب يوميا، بدلا من 600.

وشدد على أهمية مواصلة العمل على حل ازمة المياه وبخاصة أن الخزان الجوفي سيستنزف بالكامل خلال اربع سنوات، كما قال، مبينا أن مدينة غزة هي أولى المناطق التي ستشهد الكارثة بحكم حجم استهلاكها.

ووجه رسالة إلى الشعب الفلسطيني بضرورة العمل على ترشيد الاستهلاك من المياه، فيما دعا بلديات القطاع على زيادة كفاءة شبكات المياه والقيام بعمل صيانة لها والحد من الوصلات غير الشرعية.

في الوقت نفسه طالب البنا الحكومة بتنفيذ مشاريع لصالح التخفيف من ازمة المياه، وأن تعطي مزيدا من الاهتمام بتلك المشكلة.

البث المباشر