أكد ياسر الزعاترة الكاتب والمحلل السياسي، أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة تأتي في سياق التأكيد على العلاقة بين بلاده و"إسرائيل"، وطلب الرضا من "اللوبي الصهيوني" عبر تلك الزيارة، في ظل الضغط الذي يمارسه على أحزاب ومجالس الولايات المتحدة.
وقال الزعاترة في حوار مع " الرسالة نت"، إن أوباما سيقدم جملة من الحوافز السياسية للسلطة الفلسطينية من أجل عودة المفاوضات، خوفاً من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة المحتلة.
وأوضح أن أوباما سيدفع باتجاه تبني خيار الحل الانتقالي بعيد المدى، أو ما يعرف بحل الدولتين، وهي ما تريده السلطة فعليا وتتبناه عملياً؛ لأن واقع المفاوضات يسير في اتجاه الدولة المؤقتة. وفق قول الزعاترة.
وعقّب قائلاً:" الدولة المؤقتة ستتمدد حتى حدود الجدار العازل، باستثناء حق العودة والقدس الشرقية وما تبقى من أراضي 67، وستقبل السلطة بالواقع المؤقت ليكون دائماً مع مرور الوقت".
"أوباما سيقدم جملة من الحوافز السياسية للسلطة برئاسة محمود عباس، من أجل عودة المفاوضات
"
وأضاف الزعاترة "واقعياً.. السلطة ليس لها خيار آخر سوى التفاوض مع اسرائيل، وهي تدرك أن قيادة الأخيرة في الوقت الحالي، لن تقدم لها ما قدمته القيادة السابقة".
وتابع: "عباس يحاول تصوير الأحداث التي تشهدها محافظات الضفة كأنها مؤامرة، على الرغم من أنه يدرك أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقف على رجليه بعد استشهاد عرفات".
ودعا إلى ضرورة تبني خيار المقاومة -بشقيها العسكري والشعبي- وطرحه بقوة من قبل أنصارها، إلى جانب العمل على فضح قيادة السلطة وكشف مواقفها المؤيدة للاحتلال.
ورأى الزعاترة أن "حصول فلسطين على صفة عضو غير مراقب في الأمم المتحدة، كان بمثابة تمهيد لتنبي السلطة خيار الدولة المؤقتة، وهو الأمر الذي فكر به آرئيل شارون وتبناه لاحقاً نتنياهو ومن قبله تسيبي ليفني".
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، أشار إلى حرص الأخيرة على إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى الصف، إلى جانب رغبتها في إصلاح منظمة التحرير؛ للخروج بقيادة موحّدة.
"خوض حماس انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، فوّت الفرصة أمام انهيار فتح
"
وأكد الزعاترة أن حماس تمتلك حضوراً قوياً وثقلاً متفوقاً في الشتات الفلسطيني، على عكس حركة فتح.
وأشار إلى أن خوض حماس انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، فوّت الفرصة أمام انهيار فتح، موضحاً: "أن السلطة كانت في طريقها للتآكل، في حين أن عباس سعى باتجاه تقسيم حركته وتدميرها، واستدرك تلك الخطوة؛ لمواجهة خصمه القوي (حماس)".
وعدّ أن فكرة إجراء انتخابات خلال المرحلة المقبلة، سيساهم بإعطاء الفرصة لعودة المفاوضات وفرض حل الدولة المؤقتة، الذي يسعى عباس لتنفيذه بالتوافق مع الاحزاب (الاسرائيلية). وفق الزعاترة.
ويكمن الحل –بنظر الزعاترة- بأن تخرج كلاً من حماس والجهاد الاسلامي إلى الشارع؛ لكشف خطورة المفاوضات والمسار السياسي الذي تنتهجه السلطة، والذي سينتهي بـمشروع "حل الدولتين"، وهو ما تريده (اسرائيل).