قال مركز أسرى فلسطين للدراسات إنه في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بيوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام ، والذي يعتبر مناسبة ومدعاة للتذكير بهموم المرأة ومعاناتها في كل بقاع الأرض، ترزح 14 امرأة فلسطينية تحت نيران الاحتلال في سجونه.
وأضاف المركز في تقرير له وصل "الرسالة نت" الجمعة، لا أحد يسمع أو يرى معاناة الأسيرات المستمرة ، ولا تصل أصوات الاستغاثة التي يطلقنها كل يوم إلى المؤسسات الدولية المعنية بقضايا المرأة، لتبقى الأسيرة الفلسطينية تكابد ظلم الاحتلال.
بدوره، أكد الباحث رياض الأشقر مدير المركز أن ذكرى يوم المرأة العالمي يفتح ملف معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، حيث لا يزال الاحتلال يختطف 14 أسيرة في سجونه.
وبين الأشقر أن الاحتلال اعتقل أكثر من عشرة آلاف امرأة فلسطينية منذ العام 1967، وخلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن 1000 مواطنة لا يزال منهن 14 يحتجزن في ظروف قاسية لا إنسانية، بينهن 3 أسيرات محررات أعاد الاحتلال اختطافهن مرة أخرى.
وأشار إلى أن الأسيرة " لينا جربوني" من المناطق المحتلة عام 1948، تعتبر عميدة الأسيرات الفلسطينيات حيث أنها معتقلة منذ 18/4/2002 وتقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاماً، ومن بين الأسيرات 6 أسيرات محكومات، بينما باقي الأسيرات لا يزلن موقوفات دون محاكمة .
معاناة مستمرة
ولفت الأشقر إلى أن الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة ، ويحرمن من كافة حقوقهن ، ويهددهن الاحتلال باستمرار النقل إلى قسم الجنائيات "الإسرائيليات" مما يشكل خطورة على حياتهن.
وكان الاحتلال قد وضع كاميرات في قسم الأسيرات لمراقبة تحركاتهن ، مما يعتبر انتهاك للخصوصية، وصعدت إدارة السجون من انتهاكاتها بحق الأسيرات في الشهور الأخيرة، وخاصة على صعيد الإهمال الطبي المتعمد.
وبيّن المركز أن لجنة مكافحة التعذيب وهى جمعية "إسرائيلية"، كانت قد كشفت أن الشاباك يستخدم أساليب تعذيب مهينة وممنوعة ضد الأسيرات الفلسطينيات، ويمارس التفتيش العاري بحقهن، ويستخدم العنف الجسدي واللفظي خلال التحقيق باستخدام ألفاظ بديئة خادشة للحياء، ويهددنهن بالاغتصاب لممارسة مزيد من الضغط النفسي عليهن.
وأوضح ان إدارة السجون لا زالت تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل حيث تعبث في أغراضهن الخاصة، وتقلب محتويات الغرف رأساً على عقب بهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة، إضافة إلى حرمانهن من الزيارات ولفترات طويلة, وعدم السماح لهن باقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمان الأسيرات من التعليم، وحرمان الأهل من إدخال أي مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها، ولا تسمح للأسيرات بإخراج الأعمال اليدوية التي قمن بإعدادها إلى الأهل خلال الزيارات، كذلك تمنع وصول أو إرسال الرسائل من والى الأسيرات، أو السماح لهن الاتصال بذويهن.
14 أسيرة
وكشف الأشقر عن أسماء الأسيرات اللواتي لا يزلن في سجون الاحتلال, هن : لينا أحمد الجربوني، والأسيرة سلوى عبد العزيز حسان من الخليل، والأسيرة آلاء عيسى الجعبة من الخليل، والأسيرة هديل طلال أبو تركي 17 عاماً، من الخليل ، والأسيرة أسماء يوسف البطران من الخليل ، والأسيرة إنعام عبد الجبار الحسنات من بيت لحم ، والأسيرة نوال سعيد السعدي 50 عاما، من جنين وهى زوجة القيادة بسام السعدي، والأسيرة "منار زواهرة من بيت لحم، والأسيرة منى حسين قعدان من جنين وهى أسيرة محررة ضمن صفقة وفاء الأحرار، والأسيرة انتصار محمد الصياد من القدس، والأسيرة آيات يوسف محفوظ من الخليل، والأسيرة آلاء محمد قاسم أبو زيتون من بلدة عصيرة الشمالية، والأسيرة "أماني موسى عودة"، والأسيرة إنعام كولومبو وهي من الجالية الإفريقية بالقدس ومدد الاحتلال اعتقالها لحين عرضها على المحكمة.
مناشدة
وناشد مركز أسرى فلسطين للدراسات، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وخاصة التي تعنى بقضايا المرأة، أن تنظر إلى المرأة الفلسطينية الأسيرة بعين الحياد، ولا تقف مع الاحتلال ضد حقوقهن، وكرامتهن، وأن تتدخل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة.
ودعا في الوقت ذاته وسائل الإعلام "إلى تسليط الضوء أكثر على معاناة الأسيرات الفلسطينيات وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها في سجون الاحتلال".