حذر معهد التمويل الدولي أمس الخميس، من أن البنوك المركزية في العالم تضخ الكثير من السيولة في إطار خططها للتيسير النقدي، وأن المخاطر في الأسواق أصبحت عالية بسبب استمرار معدلات الفائدة في مستويات منخفضة جدا.
وأوضح المعهد -وهو تجمع لأكثر من 450 بنكا- أنه إذا استمرت البنوك المركزية في ضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد العالمي، فإن أي محاولة تقوم بها في المستقبل للسيطرة على الوضع ستؤدي لزعزعة استقرار النظام المالي.
وجاء هذا التحذير بعد ساعات من تباحث مسؤولي البنك المركزي الأوروبي أمس حول خفض سعر الفائدة الرئيسي لمواجهة ضعف الاقتصادات الأوروبية، وقد قرروا في آخر المطاف عدم تغيير سعر الفائدة، وهو الشيء نفسه الذي قام به البنكان المركزيان في بريطانيا واليابان في اجتماعاتهما أمس الخميس، كما قررا مواصلة سياسة التيسير النقدي التي تعني ضخ المزيد من السيولة في الأسواق.
وقال هونغ تران نائب المدير الإداري للمعهد إن على مسؤولي البنوك المركزية أن يكونوا حذرين من التداعيات غير المتوقعة للخطوات التي يتخذونها، وأن يوضحوا الكيفية التي يعتزمون بها تعديل سياساتهم النقدية على المدى البعيد.
وذكر المعهد في بيان له أن "هذه الإجراءات -من تحفيز نقدي ومعدلات فائدة متدنية جدا- لا يمكن أن تستمر للأبد، غير أن الخطر يكمن في أن الأسواق المالية أصبحت مدمنة عليها"، وأشار إلى أن بلوغ مؤشر داو جونز لأسهم الشركات الصناعية خلال الأسبوع الجاري أعلى مستوياته على الإطلاق يُعزى إلى إطلاق حزمات من التيسير النقدي عبر العالم، أكثر منه تعبيراً عن تسجيل تعافٍ في الاقتصاد الحقيقي.
ووفق معهد التمويل الدولي فإن كبريات البنوك العالمية تقوم بكل ما تستطيعه لضمان استقرار الأسواق وحفز النمو، لأن الإصلاحات الضرورية توقفت في عدد من دول العالم بسبب حالة الجمود السياسي التي أصابتها، ومن شأن استمرار هذا الجمود أن يؤدي إلى اهتزاز ثقة المستثمرين.
الجزيرة نت