وسط قلق مشوب بالحذر تتوجه أنظار المصريين غداً إلى أكاديمية الشرطة، حيث تعقد محكمة جنايات بورسعيد جلساتها الأخيرة للنطق بالحكم في القضية رقم 437 لسنة 2012 المشهورة إعلاميا بـ"مجزرة بورسعيد".
واستبقت روابط مشجعي النادي الأهلي (الألتراس) جلسة النطق بالحكم بتوجيه إنذار شديد اللهجة للمسئولين مهددين بما أسموه الفوضى العارمة المدمرة في حالة تأجيل النطق بالحكم معتبرين أنها محاولة للتلاعب وحماية للقتلة، ورغبة في تسييس القضية، على حد قولهم.
وأشار روابط الألتراس الأهلاوي عبر صفحتهم على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" إلى أنهم لم يعلنوا بعد عن خطتهم التفصيلية ليوم النطق بالحكم قائلين "حركة الألتراس تتم فجأة دون ترتيبات مسبقة "، ومنوهين إلى أن هناك تنسيق تم بين الأعضاء في القاهرة والمحافظات حيث انتقل بعض الأعضاء من المحافظات المختلفة إلى العاصمة منذ نحو 4 أيام استعداداً ليوم المحاكمة.
وقالوا إنهم أعدوا ثلاث سيناريوهات ليوم النطق بالحكم فرحة عارمة بكل ربوع مصر في حالة الحكم علي قيادات الداخلية بأحكام مرضية، أما في حالة عدم إدانة قيادات الداخلية وعددهم 6 ضباط: "مدير أمن بورسعيد، و5 من كبار معاونيه " سيتم اقتحام وزارة الداخلية وإحراق كل من فيها كبداية للانتقام، والسيناريو الثالث هو تنفيذ العصيان المدني وغلق الهيئات الحكومية وقطع الطرق والكباري في حالة التأجيل.
وحاول عناصر من الألتراس الثلاثاء، اقتحام منزل وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم في ضاحية الدقي، بحجة أنه المسئول عن المجزرة كونه كان يتولى وزارة الداخلية آنذاك، لكن قوات الأمن تمكنت من صد المهاجمين، الذين نظموا وقفات احتجاجية أمام مديريات الأمن في عدد من المحافظات رافعين بعض الشعارات التهديدية (لو باظت القضية ..الله يرحم الداخلية)
المصري يتوعد
وفي المقابل ما زالت مدينة بورسعيد على صفيح ساخن منذ صباح يوم 26 يناير الماضي بعدما قضت محكمة الجنايات بإحالة أوراق21 متهماً في قضية مقتل مشجعي النادي الأهلي إلى المفتي وهو ما يعني الحكم بالإعدام .
ويتوعد ألتراس النادي المصري (جرين إيجيلز) بإثارة الشغب والفوضى في كل أنحاء البلاد إذا لم يقدم المتهمين الحقيقيين للمحاكمة ويتم الإفراج عن الأبرياء "الذين كانوا كبش فداء للمتورطين الأصليين في القضية"، داعياً إلى استمرار العصيان المدني في محافظة بورسعيد .
الأوقاف تعظ
وعممت وزارة الأوقاف المصرية منشورا إلى فروعها الإقليمية طالبت فيه الأئمة بتسخير خطبة الجمعة لحث المواطنين على مساندة رجال الشرطة والوقوف إلى جانبهم، وعدم تركهم وحدهم يواجهون مثيري الشغب، والتعاون معهم في حفظ المنشآت العامة وأقسام الشرطة، والدعوة إلى الوقوف صفاً واحداً في لجان شعبية لمنع أية محاولات لإحراق أو تدمير ممتلكات الشعب.
وأشارت الوزارة إلى هناك نية للتصعيد يوم السبت، بمناسبة الحكم في قضية مقتل بعض المشجعين بإستاد بورسعيد العام الماضي، واستغلال هذا الحدث مهما كان الحكم فيه لزعزعة استقرار البلاد.
وينظم ضباط الشرطة إضرابات بعدد من المحافظات بعد غلق ما يقرب من 30 قسماً للشرطة احتجاجاً على سياسة الوزارة في رفضها إعادة التسليح للضباط بما يتناسب مع الوضع الحالي، وتفعيل القانون في مواجهة أعمال البلطجة والعنف.
وكانت مباراة المصري والأهلي في بورسعيد مطلع فبراير 2012 شهدت أحداث الشغب فور إطلاق الحكم صافرته النهائية، حيث نزلت جماهير فريق المصري إلى الملعب واتجهت نحو جمهور النادي الأهلي وهاجمته بالحجارة الزجاج والألعاب النارية مما أسفر عن وفاة 74 مشجعاً من جمهور الأهلي.