غزة-محمد بلّور
اعتصر السائق خالد القانوع مفتاح سيارته غضبا، فالفترة التي غاب فيها عن سيارته لا تتجاوز الربع ساعة قضاها في صلاة المغرب بمسجد العودة ثم خرج ليفاجأ بأنها فقدت.
وسجلت إدارة المباحث التابعة للشرطة في قطاع غزة في الشهور الخمسة الأخيرة كثيرا من حوادث سرقة السيارات خاصة سيارات "سوبارو" الشائعة الاستخدام والمحببة للكثيرين من سكان القطاع .
ويعاني قطاع غزة منذ عامين من نقص في السيارات الجديدة والمستخدمة بسبب إغلاق المعابر الأمر الذي رفع أسعار السيارات لمبالغ خيالية تجاوزت أضعاف ثمنها قبل الحصار.
** ضحايا السرقة
وطوال عشرة سنين نزل السائق القانوع عشرات المرات للصلاة وترك سيارته مفتوحة دون أن يبالي وتنقل خالد بين محافظات غزة على سيارة "ميتسوبيشي بيضاء" اشتراها بـ1300 دينار مثلت مصدر رزقه الوحيد لأكثر من 9 أفراد يعيلهم .
انتفض القانوع أمام مكان سيارته الشاغر مضيفا "كان يوم جمعة ولما صليت خرجت فلم أجد السيارة علمت فورا أنها سرقت" .
وسمع كثيرا من القصص عن سرقة السيارات المؤذية لأمثاله لكنه لم يتصور أن يكون ضحية مرتقبة سقطت تحت جشع عصابات السرقة .
وكالعادة توجه خالد للشرطة للإبلاغ عن سيارته المسروقة مضيفا " قمت بتبليغ المباحث وعلمت أنهم "شغالين" على الموضوع ونحن أيضا "شغالين" ولازلنا نبحث في كل مكان".
وفي عائلة القانوع شمال القطاع تدور طرفة بين الأقارب عن ذلك الحظ العاثر الذي جمع كلا من خالد وقريبه جمعة في مصيبة واحدة سرقت فيها سيارتيهما فلن يتمكنا بعد اليوم من رفع أكفهما من خلف عجلة القيادة متحدثين عن الركاب وازدحام الطرق .
أما السيد عادل القريناوي من سكان مخيم البريج ففقد سيارته قبل شهر ونصف في سوق الاثنين بمخيم النصيرات , ولم يجد لها أثرا مضيفا "مقابل سوبرماركت أبو دلال نزلت لأتسوق ثم عدت فوجدت سيارتي السوبارو موديل 92 قد سرقت" .
ويبلغ ثمن سيارة القريناوي كما يقول آلاف الدولارات حيث يحتفظ بها لاستخدامه الشخصي والبيتي منذ مدة طويلة .
وأكد أن سيارات "السوبارو" الأسهل في عمليات السرقة لأن كل أنواع المفاتيح تدير محركها وتفتح أبوابها مضيفا " بعد ذلك تنقلت بين كل الأسواق في الوسطى وخان يونس وغزة فقالوا لي من الصعب أن تجدها " .
** محترفو السرقة
ابتلع الشيخ عبد القادر الشطلي ريقه أمام مصيبته الفادحة فليس من المعقول أن سيارته "سوبارو" تبخرت فجأة .
وكان الشيخ الشطلي فقد سيارته قبل عدة أسابيع في سوق الاثنين بمخيم النصيرات ويقول " للرسالة نت": عدت فلم أجدها، وسألت أحد الأطفال فقال لي جاء رجل وفتح السيارة وقادها وابتعد بها ووصف الولد السار بأنه متوسط العمر ونحيف وطويل .
وكسابقيه سلك الشطلي نفس الخطوات فبلغ عنها رجال المباحث وترك أوصاف سيارته فيما لم يتمكن رجال المباحث من معرفة مصير السيارة حتى الآن .
ويمارس عمليات السرقة محترفون يقومون بمراقبة كل سيارة "هدف" ويستخدمون وسائل اعتيادية تساعدهم على فتح الأبواب وتشغيل المحرك.
وتعد السيارات من نوع "سوبارو" الضحية ألأسهل بالنسبة لهم فعملية فتح أبوابها سهلة ويقوم محترفو السرقة بتقطيع السيارة بسهولة وفي وقت قياسي لتذوب أشلاؤها بعد ذلك في السوق وينتهي تاريخها إلى الأبد .
وأكد المواطن عادل القريناوي أنه وبعد التحريات التي أجراها علم أن السارق اقتاد سيارته على مرأى من بعض المواطنين والمارة دون أن ينتبهوا لذلك .
** "الورش والكراجات"
وزار المواطن القانوع كثيرا من ورش تصليح السيارات للبحث عن سيارته فلم يجدها مضيفا " لو أرى سيارتي سأعرفها من بين ألف سيارة فأنا سائق من 35 سنة ولدي علامات مميزة في سيارتي.
ويأسف القانوع على "موتور" سيارته الذي ركبه حديثا بتكلفة 4000 شيكل وهو لا زال في مرحلة الاختبار " التليين" كما يقول .
واضطر لزيارة البلدية وتأجيل دفعة مالية متأخرة عليه فيما هز موظف البلدية رأسه عندما سمع بقصته مقدما له العزاء مضيفا " أنا أعتقد أن من يسرقون السيارات يسعون لمنع السائقين من صلاة الجماعة .
وأصبح القانوع سائقا بالأجرة على سيارة رجل آخر بعد أن كان صاحب سيارة فمطالب البيت والحياة لا تنتهي والجلوس في البيت لن يفيد!.
** دور المباحث
وقلل مدير مباحث غزة المقدم عبد الباسط المصري من ظاهرة سرقة السيارات في حديث "للرسالة" مضيفا "الظاهرة بسيطة لكن سيارات السوبارو أكثر السيارات تسرق لأسباب معروفة وتمكنا بعد الحرب من ضبط كثير من اللصوص " .
وأجرت المباحث العامة اتفاقا مع أصحاب الورش والكراجات للإبلاغ عن أية سيارة مشبوهة
وأكد المصري أن كل لص لابد أن يغير من لون وجسم السيارة و"الشصي" وقد تكون ظاهرة سيارات "البودي" سببا في تيسير عمل اللصوص وازدياد نشاطهم .