قائمة الموقع

"الزوايدة" من قرية لمدينة بفعل الزحف السكاني

2013-03-13T08:52:29+02:00
رئيس بلدية الزوايدة حسن أبو مزيد
الرسالة نت - محمد بلّور

ترقد أربع صور متساوية الحجم لرجال تبدو عليهم سمة الهمّة والشكيمة على الجدار الغربي لحجرة مكتب رئيس بلدية الزوايدة حسن أبو مزيد.

الجالس على أي من مقاعد الحجرة يلتفت مجبراً لتلك الصور وهي تعود لرؤساء البلدية السابقين "علي أبو مزيد-موسى أبو زايد-يونس أبو زايد-أحمد أبو زايد" .

يمرّر حسن أبو مزيد رئيس بلدية الزوايدة أصابعه في لحيته مستذكراً أهم منجزات ومعوقات العمل طوال سنة ونيّف متحدثاً عن أرقام بمئات آلاف الدولارات .

ويبلغ عدد سكان الزوايدة حالياً 20 ألف نسمة وقد ازداد العدد بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية نظراً لوفود سكان من أنحاء القطاع كافة، سكنوها لهدوئها وطبيعتها الهادئة .

منجزات

أول ما يقفز لذهن أبو مزيد عند الحديث عن منجزات العمل مشروع "تبليط" منطقة تل الزهور المعروفة محلياً بحي "التعابين" بقيمة 220ألف $ فقد كان له وقع طيب كما يقول ويوافقه نائبه زياد نصار بإيماءة من رأسه .

يفتح أبو مزيد ذراعيه قبل أن يؤكد أن مبنى البلدية الحالي الذي لم يمض عليه أكثر من عام ولم يفتتح رسمياً بعد يعد من أهم المنجزات الاستراتيجية فقيمته 450ألف$ .

وقال: "المبنى الحالي كان ضرورة لعدم أهلية المبنى القديم فلدينا هنا مخازن وقاعة اجتماعات ومكانه وعنوانه سهل وقد أقمناه على مساحة 350 مترا مربعا".

كما أنهت البلدية في الشهور الماضية مشروع تأهيل شبكة المياه بتمويل من مؤسسة "جايكا" وكلفها مبلغ 143 ألف $ إضافة لمشروع "تبليط" شارع وسط حي السوارحة القريب من الديوان بقيمة 30ألف $ .

كما نجحت البلدية في إعادة تعبيد المسافة الواصلة بين مبنى البلدية والمفترق الجنوبي المؤدي لها بتكلفة 62 ألف $ كجزء من تأهيل الطريق العام.

شوارع القرية

وشهد عام 2012 حملة افتتاح لعدد من طرق وشوارع القرية يبلغ طولها كما يقدّر أبو مزيد 8-9 كيلو متر في أنحاء متفرقة .

عن ذلك أضاف: "أولها كان فتح شارع الشيخ سالم وشارع رقم 14 الواصل في منطقة القرعان وشارع رقم 12 وآخر من طريق البحر حتى منطقة أبو سماحة" .

أما عن أهم المشاريع الحالية فيتابع: "الآن لدينا مشروع مهم سننتهي منه قريباً وقد قطعنا شوطاً مهماً وهو إعادة تأهيل شارع خالد بن الوليد الواصل بين النصيرات والزوايدة وسيمتد حتى مقر البلدية" .

ومن المقرر أن يكون الشارع بعرض 18 مترا مربعا، وقد أزالوا جميع التجاوزات المحاذية على جانبي الطريق والتي تمسّ حرم الطريق .

وتبدو أحوال شبكات المياه بخير في الزوايدة فالبنية التحتية كما قال أبو مزيد موجودة وما على المستخدمين الجدد إلا تمديد الوصلات القصيرة التابعة لمنازلهم للاستفادة منها عبر إجراءات البلدية .

أما آبار المياه فلا تعاني الزوايدة من مشكلة في الشتاء وإنما يظهر عجز محدود في الصيف وقد أعدت البلدية دراسة مبدئية لحفر بئرين احتفظ بتفاصيلها أبو مزيد في ورقة على سطح مكتبه وهو يتحدث .

مليون شيكل

واخترقت بلدية الزوايدة جدار الصمت حين استقبلت قبل يومين عصام الدعاليس المستشار الخاص لرئيس الوزراء إسماعيل هنية ونقلت له آمال وألام البلدية .

وقال أبو مزيد في الجلسة مخاطباً الدعاليس إن البلدية لها مستحقات مالية بقيمة مليون شيكل على الحكومة مطالباً بجدولة هذا المبلغ لاستثماره في مشاريع مهمة .

وأكد أبو مزيد أن حصول البلدية على المبلغ من شأنه المساعدة في إقامة مشاريع تخدم المواطنين مثل المتنزهات والمدارس، مشيراً أن المشروع الهيكلي فيها والفرز والتقسيم حديث للغاية.

وأضاف: "نحن مؤسسة عانت من تبعات الحصار وتعاني من نقص التمويل وهناك مشاريع مهمة لابد من إقامتها مثل البنية التحتية والمدارس التي لا تكفي لدراسة 25% من السكان كما ونفتقر لوجود عيادات وأسواق" .

وتأمل بلدية الزوايدة الاستفادة من ديونها المقدرة بمليون شيكل من عائدات ورسوم سلامة الطرق في وزارة النقل والمواصلات والترخيص في استكمال تجهيز شبكة الطرق بالقرية .

وأوضح أن بعض الملاّك في القرية مستعدين لمبادلة أراضيهم بأراض أخرى، مطالباً الحكومة بتسهيل تلك المهمة لإقامة مشاريع خدماتية عاجلة للقرية حيث لا يوجد بالقرية أرض وقف أو ارض حكومية .

كما شرح حاجة البلدية الماسّة للوقود لتشغيل آبار المياه ومضخة الصرف الصحي مطالباً الدعاليس بالترتيب لزيارة رئيس الوزراء لافتتاح مشاريع انتهت حديثاً .

بدوره وعد مستشار هنية الخاص بنقل مطالب البلدية للحكومة والعمل بشكل عاجل على جدولة الديون المستحقة .

وقال إن حكومته تدرس إقامة مشاريع استثمارية في القرية مشدداً على ضرورة وجود نصيب من مشاريع وكالة الغوث في الزوايدة خاصة المدارس .

المجتمع المحلي

تدور جلبة في الحجرة المجاورة لمكتب رئيس البلدية بين حين وآخر عقب انتهاء مقابلة كل مهندس تقدم للالتحاق بوظيفة أعلنت عنها البلدية .

يضطر أبو مزيد رئيس البلدية لزيارة الحجرة لقول شيئاً ما ثم يعود لاستكمال حديثه عن أحوال ومعوقات العمل .

وكبقية بلديات قطاع غزة بدأت الزوايدة في إشراك فئات المجتمع المحلي "الشباب والمرأة وبقية الطبقات" في الخطة الاستراتيجية لتحديد احتياجات القرية من كافة المجالات .

عن ذلك قال: "وفق برنامج المكتب الاستشاري الممول من صندوق البلديات شكلنا لجانا من المجتمع لتحديد أولويات المشاريع" .

وتحتاج بلدية الزوايدة لتمويل مشاريع إعادة تعبيد الطرق وإقامة مرافق عامة لم تكن أصلاً موجودة بالقرية قبل أن تتعرض للزحف السكاني" .

وقال أبو مزيد إن قريته بفعل الزحف السكاني بدأت تتحول من منطقة زراعية إلى مدينة وأن المالكين يتصرفون بأراضيهم لتصبح لاحقاً مناطق سكنية تكلف البلدية تأسيس بنية تحتية جديدة لها.

وتتجاوز نسبة التحصيلات في بلدية الزوايدة 30% وتقترب أحياناً إلى 40% وهي نسبة أفضل من كثير من البلديات، خاصة فاتورة المياه التي تستخدم البلدية الإجراءات القانونية لمخاطبة المستفيدين فيها حتى يسددوها.

 

اخبار ذات صلة