غزة _ رائد أبو جراد"الرسالة نت"
كثيرة هي المواهب في قطاع غزة رغم الحصار المفروض عليه للعام الثالث على التوالي، فالاحتلال الإسرائيلي استطاع أن يحاصر غزة اقتصادياً ولم يستطع حصارها علمياً وفكرياً , حيث لم يقض على مواهبها،التي ما فتأت أن تتنامي في كل يوم، فغزة خرجت أكثر من 20 ألف حافظ وحافظة لكتاب الله ، إضافة إلى تنامي المستوى العلمي والأبحاث الهامة والجمعيات التي أصبحت تؤسس لتنمية مواهب النابغين لتطويرهم من أجل قيادة مجتمع إسلامي مشرق.
تنمية وتطوير
نادي النجباء الذي أسسته جمعية دار القرآن والسنة في منطقة شرق غزة، يعد مجمعاً لنخبة من حفظة كتاب الله تعالي وأوائل الطلبة، ويعمل النادي الذي أسس صيف عام 2007 على تنمية وتطوير مواهب هؤلاء الشباب الذين ينتمون له.
وقال رئيس النادي جودت حميد:"يقوم النادي على تدريب الطلاب وتأهيلهم في كافة النواحي العلمية والثقافية والدينية والسياسية..وغيرها ليكونوا رجالاً يحملون هم الأمة ويقودونها نحو مجتمع إسلامي مشرق".
وأكد على أن الراعي الأساسي والوحيد للنادي هو جمعية دار القرآن والسنة، مبيناً أن بداية فكرة المشروع ظهرت في مراكز تحفيظ شرق غزة وأنها نقلت إلى المركز الرئيس للجمعية لتعميم الفكرة لكافة أنحاء القطاع.
وتابع حميد حديثه لـ"الرسالة نت":"يخضع الطالب المنتسب للنادي لعدة اختبارات قبل أن يتم اختياره وفق شروط أهمها أن يكون حافظاً لكتاب الله أو بعض الأجزاء منه، ويقيم الطالب وفقاً للاختبارات المعقودة حسب النواحي الشخصية والامتيازات العلمية المواهب التي توجد لديه لتنميتها".
وأوضح حميد أن عدد المنتسبين للنادي بلغ حالياً ما يقارب الـ50 طالباً، مبيناً أن إدارة النادي عكفت على عقد عدة نشاطات كان منها المخيمات المغلقة في المناطق الخلوية في القطاع، والندوات والدورات في المجالات المختلفة، إضافة للخطة السنوية التي أعدها النادي لعام 2010 الجاري.
وخلال حديثه عن المعيقات التي تواجه مسيرة النادي قال:"يفتقر للميزانية اللازمة لسد الحاجات وعقد الدورات والندوات وعمل النشرات، حيث يشارك أعضاء النادي بمساهمات بسيطة وزهيدة بشكل شهري عبر صندوق النادي".
فقرات متنوعة
بدوره أكد الطالب بيان الزميلي (19عاما) وهو أحد المنتسبين للنادي منذ نشأته ويدرس في كلية الطب بالجامعة الإسلامية على أن نادي النجباء يتميز بفقراته المتنوعة، مبيناً احتياجهم لمزيد من المهارات والدورات التي تنمي مواهبهم وتصقلها.
وأضاف:" ما يميز النادي أيضا الدورات الهامة التي تعقد لمنتسبيه كالتصميم والدورات العلمية والدينية والإعلامية والثقافية (..) ،وعندما انتسبت للنادي زاد الطموح ، وتعرفت على مزيد من الأصدقاء المميزين بخلقهم وعلمهم".
ويوافقه الرأي الشاب محمد أبو حصيرة 20عاماً الطالب في قسم الهندسة في الكلية الجامعية بغزة قائلاً:"استطاع النادي أن يغرس فينا خلال فترة محدودة عقيدة المؤمن الراسخة والعديد من المعاني الإيمانية التي كان لها الأثر في صقل الشخصية القيادية المسلمة".
وبين أنه استطاع أن يرتقي بموهبته "الخطابة" عبر إلقاء الدروس والمواعظ أمام الناس في المساجد، مؤكداًُ على أن النادي يتميز بأنشطته الرائعة والمفيدة،وغرسه لروح المحبة بين أفراده وزيادة الوعي لديهم على تنمية قدراتهم لتغيير واقع الأمة الحالي إلى واقع أفضل.
أما شاعر الجامعة الإسلامية الطالب عاصم النبيه ويدرس في قسم الهندسة الكهربائية في الجامعة فأوضح أن النادي أسس لفئة هامة في المجتمع هي فئة حفظة القرآن المتميزين بالفكر النير والتفوق العلمي.
وأضاف:"تم عقد عدة لقاءات عبر الـ4 سنوات الماضية (..) وأكثر لقاء زادني حباً وتعلقاً بالنادي زيارة وزير الداخلية الحالي فتحي حماد للنادي بداية تأسيسه عام 2007 وتوفيره الدعم اللازم لنا لزيادة التطوير وصقل المواهب".
ونظم النادي مؤخراً دورةً مغلقة عقدها في أحد مساجد منطقة المواصي غرب خان يونس، نظم خلالها عدة فقرات وبرامج ، وفي ختام هذه الدورة استضيف الداعية سلمان الفرا ووزعت شهادات دورة إعداد الداعية التي نظمها النادي وشارك فيها عدد من النجباء قبل عدة أشهر.