قائمة الموقع

ورطة (إسرائيل) الاستخباراتية دفعتها لاتهام حماد بـ"الإرهاب"

2013-03-19T11:18:51+02:00
فتحي حماد، وزير الداخلية والأمن الوطني
غزة - ياسمين ساق الله

عادت آلة الدعاية (الإسرائيلية) من جديد لتصوب سهامها التحريضية نحو قطاع غزة، والهدف هذه المرة كان وزير الداخلية فتحي حماد الذي اتهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات ضد (إسرائيل) في الضفة المحتلة الأمر الذي أثار عدة تساؤلات حول أهداف تلك الدعاية التحريضية وإمكانية صمود التهدئة خلال المرحلة المقبلة.

وكانت مصادر أمنية (إسرائيلية) قد أكدت أن أقطاب الحكومة في غزة (من بينها وزير الداخلية) ضالعة في التخطيط لتنفيذ عمليات فدائية خطيرة ضد (إسرائيل)، معتبرة أن هذا خرق واضح من حماس لنقاط التفاهم التي تم التوصل إليها في أعقاب عملية "عمود السحاب" في نوفمبر الماضي.

منتهى التعقيد

وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة وصفت تلك الادعاءات بأنها خبيثة، "وتدل على أن الكيان يعيش حالة من التخبط والإرباك بعد إطلاق داخلية غزة حملة لمحاربة العملاء".

أما الفصائل الفلسطينية (تحديدا حركة حماس) فلم تفاجأ من اتهامات (إسرائيل) حماد بـ"الإرهاب"، فذكرت حماس على لسان القيادي فيها يحيى موسى أن هذه التصريحات تأتي في إطار التحريض ضد عناصر المقاومة، "ولإحباط جهود المصالحة"، مضيفا: "ربما يكون هدفها ارتكاب جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني".

وتوقع موسى أن تشهد الضفة انفجارا قريبا في ظل تواصل جرائم الاحتلال ضد المواطنين، قائلا: "الوضع هناك في منتهى التعقيد ما يجعل الفلسطينيين في حالة غليان متواصلة لاستمرار جرائم الاحتلال ضدهم".

وشدد على أن المقاومة هي السلاح الوحيد لمواجهة الاحتلال والدفاع عن الأراضي الفلسطينية المسلوبة.

ووفق زعم الشاباك (الإسرائيلي) فإن الوزير حماد يعمل على تعبئة المقاومة وتجهيزها في الضفة لاختطاف جنود (إسرائيليين).

شرارة ..

أما عن سر استهداف (إسرائيل) شخصية حماد، فأرجع المحلل السياسي مؤمن بسيسو السبب إلى إطلاق الأخير حملة لمكافحة التخابر مع الاحتلال.

وقال بسيسو: "(إسرائيل) تدرك أن هذه الحملة ستفقدها ذراعها الطويلة في المنطقة المتمثلة في العملاء، لذا فهي تحارب لتشويه صورة وزير داخلية غزة".

وأوضح أن (إسرائيل) في ورطة استخباراتية على صعيد الضفة، "وذلك لعجز السلطة عن ضبط إيقاع الشارع الفلسطيني"، منوها إلى أن (إسرائيل) باتت أضعف من السابق على صعيد مراقبة حركة التطور العسكري للمقاومة.

المحلل السياسي نعيم بارود يرى بدوره أن تلك الاتهامات تأتي لزعزعة الهدوء الذي يشهده القطاع، قائلا: "اتهامات (إسرائيل) هدفها إرباك فصائل المقاومة وإنهاء حالة الهدوء التي يشهدها قطاع غزة منذ انتهاء حرب الأيام الثمانية بالإضافة إلى إرسال رسالة إلى حماس مفادها أن (إسرائيل) جاهزة لأي عدوان أو تهديد يأتيها من غزة".

لم تقصر

ورغم تواصل النداءات بوقف التنسيق الأمني بين السلطة و(إسرائيل) في ظل تواصل الاستيطان والتهويد فإن سلطة رام الله تصر على استمراره بحجة استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.

وهنا، ذكر بسيسو أن (إسرائيل) تشعر بالرضا عن أجهزة الضفة الأمنية لأنها تحرص عل راحتها وحمايتها من هجمات المقاومين، "لكن هناك تخوفا (إسرائيليا) من إمكانية استثمار المقاومة الأوضاع الراهنة في الضفة لإعادة تطوير بنيتها وقدارتها من أجل قلب الطاولة على رؤوس السلطة وأجهزتها والاحتلال معا", مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاع وتيرة الاعتقالات في صفوف قيادة حماس في الضفة.

وأوضح المحلل أن (إسرائيل) تسعى إلى إخماد نيران أي انتفاضة جديدة في الضفة، "لإدراكها أن كل المعطيات الراهنة تدفع نحو الانتفاضة، لذا فهي تحاول التغطية على هذه الجرائم وحرف البوصلة عن مسارها الصحيح بخلق مثل هذه التهم".

بارود عاد ليتوقع حملة اعتقالات واسعة تشنها أجهزة السلطة خلال الأيام المقبلة في صفوف المقاومة تحديدا حركة حماس، "وذلك لإحباط تنفيذ أي عمل ضد (إسرائيل) ينطلق من الضفة التي تشهد توترا شعبيا".

وكانت القناة السابعة في التلفزيون (الإسرائيلي) قد نقلت عن مصدر عسكري قوله إن احتمالات اختطاف (إسرائيليين) في الضفة أصبح أمرا واقعيا، "ووردت مؤخرا إنذارات حول هذه القضية".

اخبار ذات صلة