نشر موقع "اليوم السابع" المصري، صباح الأربعاء (3/20)، وثيقة وصفها بأنها "سرية خاصة بحماس" حصل على نسخة منها، تتهم الحركة بدفع عدد من عناصرها إلى مصر خلال الأشهر الماضية؛ بزعم مساندة الإخوان.
وتحوي الوثيقة -التي يتفاخر "اليوم السابع" بأنه انفرد بنشرها- خطاباً صادراً عن إحدى وحدات القسام المتواجدة بمصر، تحديداً في شبه جزيرة سيناء، يطلب فيه مسؤول جهاز الأمن الخاص لحماس من القيادات في فلسطين، تعليمات جديدة لمواجهة التضييق الأمني الذي يتعرضون له بمصر. وفق ادعاء الموقع.
ويزعم كذلك أن الأمن المصري اعتقل على إثر الخطاب عدداً من قيادات القسام المتواجدة بمصر، وأن آخرين أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن.
ويشير الخطاب إلى أن عناصر حماس بمصر باتوا في مرمى النار، ويواجهون خطراً محدقاً؛ نتيجة ما تم تسريبه من وثائق بخصوص التكليفات التي صدرت بمساندة الإخوان.
وعمدت "الرسالة نت" فور نشر الموقع المصري الوثيقة، إلى تقصي حقيقتها والبحث في صحة فحواها، لتفاجأ بأن موقعاً "فتحاوياً" سبق أن نشرها بتاريخ (2013/3/4)، أي قبل أسبوعين، وهو ما يفند مزاعم "اليوم السابع" الذي يتفاخر بنشر الوثيقة تحت مسمى "انفراد حصري". كما أسلفنا.
ومن يدقق النظر في فحوى الوثيقة التي نشرها موقع "فلسطين برس" في ذلك التاريخ، يجد ذات الخطاب الذي نشره الموقع المصري صباح اليوم، وأقوال مسؤول جهاز الأمن الخاص بحماس كذلك.
ويفسر ذلك حقيقة الأصوات التي تتهم "فلول مبارك" وجهات فلسطينية بالوقوف خلف الحملة الإعلامية التحريضية المصرية ضد حماس، التي ألصق لها تهمة قتل الجنود المصريين الـ16 برفح، فيما يعرف بـ "جريمة سيناء".
وما يؤكد حقيقة مشاركة جهات فلسطينية، "فتحاوية" بالأخص، ما كتبه جمال نزال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، في مقال له بعنوان (حماس في "معّاطة" الإعلام المصري تحتسي دمها وتأكل هوائها).
وزعم نزّال بوجود أطماع لحماس في أرض سيناء، وأن لها وجود عسكري شبه دائم فيها، على شكل عناصر غير مسلحة في النهار ومسلحة ليلاً، وأنها تمتلك أيضاً أسلحة مخزنة في الأرض هناك.
ويبدي نزّال في مقاله، دعمه الواضح والصريح للحملة التحريضية التي تقودها وسائل إعلام مصرية ضد حماس، ويقول: "في مصر صحوة إعلامية تفاجئني. كأنه يمر بمرحلة عودة الروح كما وصفها توفيق الحكيم. كاتب كافر مثلي ومثلك طبعا إن لم تك "إسلامجيا" متحفزا للقتل وفي جيبك مهر ثلاث".
ليس فحسب، بل يحرّض نزّال في مقاله، الإعلام المصري على مواصلة الهجمة ضد حماس.
حماس بدورها، نفت الاتهامات الموجهة إليها، وقالت "إن هناك جهات تحاول دق الأسافين بين الشعبين الفلسطيني والمصري، عبر الحملات الإعلامية والشائعات التي تبثها".
وكان القيادي بحماس صلاح البردويل، قال في تصريح عبر صفحته بـ "فيس بوك"، إن حركته وضعت يدها على وثائق تثبت تورط ضباط محددين في السلطة الفلسطينية برام الله، بصياغة إشاعات وتصديرها لوسائل إعلام مصرية لتشويه حماس.
وأشار إلى أن الوثائق تثبت أن هؤلاء الضباط يصيغون البيانات المفبركة والأخبار والشائعات ويعمدون إلى تصديرها مدفوعة الثمن إلى وسائل إعلام مغرضة لنشرها والترويج لها.
بقي أن نذكر، أن رئيس الوزراء الفلسطيني بغزة، إسماعيل هنية، تلقي اتصالاً هاتفياً من رئيس حزب الوفد المصري السيد البدوي، عبر خلاله على اعتذاره واستهجانه للحملة الإعلامية التي تزج بحركة حماس في الوضع المصري الداخلي.