قائمة الموقع

سرقة اعضاء الشهداء: ملف قديم تنفيه إسرائيل

2009-08-26T02:38:00+03:00

القدس – وكالات

 

 قصة الشهيد "بلال أحمد غانم" الذي قتلته القوات الإسرائيلية في عام 1992 في الضفة الغربية المحتلة، واقتادته إلى جهة مجهولة لتعيده إلى أهله في ظروف غامضة، كانت بداية النار التي أشعلتها صحيفة سويدية ضد إسرائيل في محاولة منها لكشف ما تحاول تل أبيب إخفاءه بشأن سرقة أعضاء شهداء فلسطينيين بعد أسرهم وقتلهم.

 

بعد دعوة الصحيفة السويدية إلى معرفة حقيقة "سرقة الأعضاء من قبل الجنود الإسرائيليين"، تكون هذه الدعوة قد نبشت في أوراق مقابر الأرقام التي طالما حلُم أهالي الأسرى الفلسطينيين بمعرفة مصير جثامين أبنائهم الذين فقدوا خلال الحروب الماضية مع الدولة العبرية.

 

والأزمة فجرها الصحفيان "فريدريك رينفيلت" و"دونالد بوستروم" بين بلادهما وتل أبيب بعد أن أصرّا على شهادتهما في تحقيق أجرياه في الأراضي المحتلة وتم نشره في صحيفة "افتونبلاديت" السويدية حول انتهاكات إسرائيلية كبيرة لحقوق الأسرى الفلسطينيين، وسردا شهاداتهما عن جثامين شهداء تعرضت للسرقة.

 

وكانت الانطلاقة مع حادثة العام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين حيث أعادت للصحفي "فريدريك رينفيلت" ذكرى مشاهدة جثث شبان فلسطينيين تم تشريحها من قبل الجيش الإسرائيلي.

 

ويقول الصحفي السويدي :"إنه كان يمتلك لائحة تتكون من اثنين وخمسين شابا فلسطينيا قتلوا رميا بالرصاص ونقلت جثثهم إلى مركز أبو كبير للتشريح وبعد ذلك أعاد جنود اسرائيليون الجثث إلى القرى الفلسطينية".

 

وأظهر التحقيق الصحفي الذي قام به صحافيا "افتونبلاديت" حصولهما على معلومات من والدة وشقيق بلال غانم الشاب الفلسطيني الذي كان في الـ19 من العمر عندما قتله جنود اسرائيليون قبل 17 عاما للاشتباه بأنه كان من قادة الانتفاضة الأولى.

 

وقالت والدة بلال إنه في 13 آيار/ مايو 1992 نقل الجنود ابنها بعد ان قتلوه بالمروحية إلى داخل الخط الأخضر، وتمت إعادة جثمانه إليهم بعد أيام وقالت والدته إن "ابنها كان داخل كيس اسود وقد اقتلعت كافة اسنانه. وكانت الجثة تحمل جرحا من الحلق وحتى البطن واعيدت خياطته بشكل سيء".

 

ويقول الصحفي السويدي "فريدريك رينفيلت" إنه كان موجوداً هناك لحظة وقوع الحادث حيث يقول إن بلال غانم كان واحدا من بين 133 فلسطينيا قتلوا في العام 1992 بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم .

 

في آب/ أغسطس الجاري نشرت الصحيفة السويدية تقريراً يحمل عنوان " أبناؤنا نهبت أعضاؤهم" حيث يذكر أن الحاخام "ليفي اسحق روزنباوم" الذي اعتقل في قضية الفساد الكبرى المتشابكة بمدينة "نيوجرسي" الامريكية يقول إنه كان له صلة بعملية بيع الكلى من إسرائيل إلى السوق السوداء، حيث كان يشتري الكلى من المحتاجين في إسرائيل بسعر عشرة آلاف دولار، ويبيعها للمرضى اليائسين في الولايات المتحدة الأمريكية بسعر 160 ألف دولار.

 

وتعيد القضية التي فجرتها الصحيفة السويدية إلى الذاكرة، المقابر الجماعية أو ما يطلق عليها "مقابر الأرقام" التي لا تزال إسرائيل تحتفظ فيها بعدد كبير من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب.

 

ويقول الباحث الفلسطيني في شؤون الأسرى "عبد الناصر فروانة" إن رفض إسرائيل تسليم جثامين الشهداء فور سقوطهم واحتجازها لأيام معدودة أو لسنوات طويلة في ما يُعرف بمقابر الأرقام، إنما يؤكد ما نشرته صحيفة " افتونبلاديت" السويدية.

 

ومن جهة أخرى كان النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة قد طالب وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بالكشف عن "مقابر الأرقام وعدد الشهداء الفلسطينيين المدفونين فيها وإعادة جثثهم إلى عائلاتهم".

 

وقال بركة إن بين هذه المقابر "مقبرة الأرقام بجانب جسر بنات يعقوب والتي تضم أكثر من 500 جثة لعرب وفلسطينيين استشهدوا خلال حرب لبنان الأولى، ومقبرة في منطقة غور الأردن بين أريحا وجسر دامية تضم أكثر من 100 جثة، ومقبرة أخرى تسمى مقبرة "رفديم" تقع أيضا في غور الأردن، ومقبرة تقع شمال مدينة طبريا بجانب قرية وادي الحمام والتي تضم أكثر من 50 جثة في قبور تكاد تكون مكشوفة وهي عرضة لنهش الحيوانات البرية".

 

اخبار ذات صلة