قائد الطوفان قائد الطوفان

باراك يعلّم الجيولوجيا.. ويعالون يدّرس السياسة

"ايهود باراك" وزير الحرب الصهيوني السابق
"ايهود باراك" وزير الحرب الصهيوني السابق

غزة - محمد بلّور

ما بال "ايهود باراك" وزير الحرب الصهيوني السابق طالعنا بدرس في "الجيولوجيا" نشره في مجلة وول "ستريت جورنال" الأمريكية في حين سبقه "موشيه يعالون" خليفته الجديد بشرح درس في السياسة؟!

الأول نشر مقالة في المجلة المذكورة أكد فيها أن التحدي الحقيقي في الشرق الأوسط هو "الدول المتفككة والمسلّحة بآلاف الصواريخ"، و"المنظمات الإرهابية"، ومحاولات إيران الحصول على السلاح النووي.

وقال مودّعا: "هناك هزة أرضية جيو-سياسية أطاحت بالنظام الإقليمي الذي بني خلال أجيال  في المنطقة، وظهرت بدلا منه أنظمة غير مستقرة ودول مفككة".

أما "يعالون" خليفته الجديد فقال قبل أيام في أول تصريح رسمي له إن (إسرائيل) ستواجه خلال السنوات القريبة تحديات كبيرة بما في ذلك إيران وتوتر العالم العربي وتهديدات الحدود الشمالية والجنوبية والقضية الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية الداخلية.

وبدت تصريحات "يعالون" المنتقاة بعناية ومراجعة مرات كثيرة كأنها لمحلل سياسي نسي ياقته العسكرية وحاد قليلا ليمنحنا درسا في الرؤى المستقبلية لسياسة الداخل والخارج.

حكمة الشيوخ التي اكتسبها "باراك" عقب عشرات السنين من قيادة العسكر (الإسرائيلي) وخوض الحروب دفعته إلى النطق بعبارات تحذّر من تغير طبقات السياسة في زمن التقلبات والتهديدات المتصاعدة.

ووزعوا في وزارة الحرب (الإسرائيلية) ورقة الاختبار الأول حين دوّت صفارات الإنذار في سيديروت معلنة سقوط ضيوف قادمين من أعلى "قذائف فلسطينية"، فماذا يكون "يعالون" فاعلا؟!.

فروق سلبية

"يعالون" يحمل مزيدا من التطرّف فهو ابن حزب "الليكود" عن خليفته "باراك"، والفروق بينهما ليست إيجابية اتجاه الفلسطينيين حتى في حال كان الأول أكثر تطرفا.

ويؤكد عدنان أبو عامر الباحث في الشؤون (الإسرائيلية) أن "يعالون" له توجهات "أيديولوجية" أكثر قوة، "في حين باراك كان رجلا بارغماتيا ويطالب بحلول سياسية"، متوقعا مرحلة كمون في التسوية في عهد الجديد.

ويضيف: "يعالون يؤمن بالقوة فقط، فهو صاحب فكرة السور الواقي في الضفة وقد عارض انسحاب غزة 2005، وكذلك يعارضه في الضفة خشية انتقال تجربة الصواريخ إليها".

وفيما يؤمن "باراك" بالمفاوضات وقليل من الحديث مع الفلسطينيين فإن "يعالون" لا يهتم إلا بمصالح (إسرائيل) الإستراتيجية والسيطرة عبر القوة.

وكان الوزير الجديد قد نشر على صفحته في برنامج الفيسبوك عقب توليه منصبه يقول: "أنا ملتزم بدفع الجيش (الإسرائيلي) وقوى الأمن إلى آفاق جديدة لمواجهة تحديات المستقبل".

الفروق ستكون سلبية على الفلسطينيين ليس اتجاه شن حروب بل لجهة الكمون في التسوية معهم.

"البنتاغون"

حرّروا أنفاسكم قليلا!، فالصاروخ الأول في عهد "يعالون" لن يختلف عنه لو كان في عهد "باراك" لأن خيوط اللعبة تتحرك وفق منظومة الأهم فالأهم.

ويرى ناصر اللحام المتابع للشؤون (الإسرائيلية) فروقا واضحة بين شخصيتي "باراك" و"يعالون"، "لأن للأول مبدأ مختلفا".

ويضيف: "باراك مع محاربة منفذي العمليات والتفريق بين فلسطينيي غزة والضفة في حين أن يعالون لا فرق عنده بين مشعل وعباس ورفح وجنين، بل يؤيد الاستيطان ولا يريد حلا مع الفلسطينيين".

قناعة المتابع اللحام تميل إلى أن على وزير الحرب الصهيوني الالتزام بخطوط حمر يرسمها "البنتاغون" -وزارة الدفاع الأمريكية- لأنه الممول الأكبر والراعي الأهم للجيش (الإسرائيلي).

ويشير إلى أن الشخصيات العليا مثل "يعالون" ومن قبله "باراك" تلتزم بالتوازنات السياسية وأصول اللعبة.

ويتابع: "ما يقوله يعالون وهو خارج الوزارة لا يقوله وهو داخلها، فالآن تجري معركة سياسية طاحنة بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)".

وتعيش الضفة المحتلة و(إسرائيل) هذه الأيام أجواءً خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ومع مغادرته سيعود الجدول الميداني والسياسي إلى فقراته الطبيعية.

البث المباشر