رامي خريس
توقف هدير الدبابات وصوت صواريخ الطائرات بعد إعلان وقف إطلاق النار عقب الحرب الدامية على غزة والمعروفة فلسطينياً بحرب الفرقان ، ومع ذلك فإن مواجهة صامتة تدور على الأرض ، عنوانها أمني استخباري.
فحكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي جربت القوة العسكرية ضد غزة وحركة حماس انتقلت الآن لتشن حرباً من نوع آخر ولها على ما يبدو أهداف واضحة ، هكذا تشير تقديرات خبراء أمنيين وفقاً لمعطيات أجهزة الأمن في غزة التي تؤكد أن مخابرات الاحتلال "الشاباك" تضع نصب أعينها محاربة حركة حماس بأساليب أخرى لم تتبعها من قبل، كما انها تحاول تحديث بنك الأهداف ليكون جاهزاً لإمداد القوات الجوية بأي معلومات في حال تلقيهم الضوء الأخضر لشن حرب جديدة أو للقيام بعمليات عسكرية كبيرة أو محدودة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الرسالة" فإن بعض عناصر حركة فتح تورطوا بإمداد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات عن الجهاز العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" وعن قيادات الجهاز وعناصره وتسليحه وغيرها من المعلومات ، وذلك من خلال إرسال هذه المعلومات إلى قيادات هاربة في رام الله تبين فيما بعد أنه جرى استخدامها في حرب الفرقان الأخيرة ، كما أن تحقيقات جهاز الأمن الداخلي تؤكد أن عمليات جمع المعلومات لا تزال مستمرة من قبل عناصر فتحاوية.
** اختراق الجبهة الداخلية
وإذا كانت المعلومات من عناصر المواجهة الفاعلية فإن تدمير البنية الداخلية من الوسائل الجديدة التي عاد "الشاباك" لتفعيلها من جديد باعتماد على اختراق الجبهة الداخلية للمقاومة ودوائرها ، وذلك بمحاولة تجنيد عملاء جدد له في قطاع غزة ، ويفضل من هم أكثر قرباً للمقاومة ، وكذلك فإن هناك تركيزاً على استهداف الأخلاق في القطاع بحيث تسهل له ولعملائه الولوج أكثر في تفاصيل الحياة الغزية ، وفي هذا الصدد تشير مصادر شرطية إلى زيادة محاولات ترويج المخدرات في القطاع ، وكذلك المثيرات الجنسية بين أوساط الشباب.
وبحسب تصريح صادر عن المتحدث باسم الشرطة فإن المخابرات الإسرائيلية قامت بإدخال لبان يحتوي على مواد منشطة جنسيا ومخدرات إلى غزة من المعابر التجارية للقطاع ، مشيراً إلى انه "تم اكتشاف نوعين من المنشطات الجنسية تدخل إلى قطاع غزة من خلال المعابر الحدودية الأول على شكل لبان والثاني عبارة عن قطرات توضع في الفم أو تضاف إلى أي مشروب".
** التكنولوجيا والاتصالات
وتشكل التكنولوجيا طريقاً آخر للاختراق ، فالشاباك الإسرائيلي وبحسب مصادر أمنية يعمل بنشاط للوصول إلى المعلومات المخزنة في أجهزة الحواسيب التي تستخدمها قيادات المقاومة ، وتشير المعلومات إلى أنه جرى اعتقال أشخاص في غزة حاولوا اختراق شبكات الانترنت والوصول إلى أجهزة الحاسوب لبعض القيادات أو أشخاص قريبين منها، وتحذر مصادر أمنية من التهاون في الحفاظ على أمن المعلومات ، وهو ما قد يفتح أبواب جهنم في حال حصول المخابرات الإسرائيلية على معلوماتها من أعدائها.
وتلفت مصادر الانتباه إلى أن "الشاباك" الإسرائيلي يقوم باتصالات مكثفة ببعض المواطنين ومن بينهم أعضاء في تنظيمات المقاومة ، في محاولة لاستقاء معلومات منهم أو حتى لتجنيدهم .
وحذرت المصادر الأمنية من التعاطي مع هذا النوع من المكالمات ، مشيرةً إلى ضرورة إقفال خط الهاتف مباشرة بمجرد معرفة هوية الجهة المتصلة وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة .
ويبدو أن النشاط الأمني الإسرائيلي المحموم لا يتوقف عند وسيلة معينة للحصول على المعلومات أو اختراق الجبهة الداخلية فهناك محاولة لتخريب الأمن في غزة وخلط الأوراق، وتتجدد المخاوف من إمكانية استغلال بعض المجموعات الصغيرة لتنفيذ أعمال قتل أو تخريب بدوافع دينية أو غيرها من التبريرات التي يجري الترويج لها بين أوساط بعض الشبان "السذج".
الحرب مستمرة سواءً كانت عسكرية أو أمنية والعدو يطور وسائله وأساليبه باستمرار ما يحتاج إلى يقظة المقاومة ورجالها وأجهزتها الأمنية.