غزة - وكالات
دق التصعيد الإسرائيلي الأخير ناقوس الخطر لآلاف المواطنين الذين يتوجهون للسهر وقضاء وقت ممتع على شاطئ البحر بعد صلاة التراويح أو الجلوس أمام منازلهم وفي المزارع المجاورة في منطقة العطاطرة والسيفا غرب مدينة بيت لاهيا.
وشكل استشهاد أحد المواطنين وإصابة آخر أثناء وجوده بالقرب من منزله في منطقة العطاطرة شمال غربي مدينة بيت لاهيا، أول من أمس، مفاجأة باغتت مواطني الحي وبددت أجواء الأمن والهدوء التي سيطرت على المكان منذ عدة أشهر.
وأكثر ما يقلق المواطنين التحليق المستمر وشبه المتواصل للطائرات العمودية والاستطلاعية الإسرائيلية في سماء المنطقة خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى التوغلات المحدودة والخاطفة للقوات الخاصة الإسرائيلية التي عادة ما تتم تحت جنح الظلام.
يقول سامح العطار الذي يسكن في الطرف الغربي لحي العطاطرة بالقرب من المدرسة الأميركية المدمرة، إن أشهر الأمن النسبي ولت، مشيرا إلى أن المنطقة ومنذ اليوم الأول لشهر رمضان تشهد تصعيدا ونشاطا عسكريا إسرائيليا ملحوظا.
وقال العطار، في الثلاثينيات من عمره، إن النشاط العسكري الإسرائيلي في المنطقة يتم عبر ثلاث جبهات، أبرزها البحر، حيث الإطلاق المستمر للنار والقذائف من قبل الزوارق الحربية، إضافة إلى التوغلات المحدودة وتحليق الطيران في ظل عدم وجود أي تحرك للمقاومة.
وأشار العطار إلى أن سكان الحي القريب من البحر بدوا أكثر حذرا منذ استشهاد المواطن عطا الحسومي، أول من أمس، لا سيما أنه استشهد أثناء وجوده بالقرب من منزله.
ولا يفصل الحي السكني عن الحدود الشمالية للقطاع مع إسرائيل التي تبعد نحو 1500 متر أي فواصل أو مبان أو أشجار، وبإمكان الجندي في برج المراقبة العسكري أن يقتل ويقنص أي شخص يتحرك داخل الحي.
ويؤكد هاني تميم، من سكان الحي، أن تحركاته ستخضع للحذر الشديد خلال الأيام القادمة على ضوء التطورات الأخيرة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يتعمد تبديد حالة الأمن والهدوء التي تسود المكان في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي دمرت أجزاء كبيرة من الحي وقتلت العشرات من ساكنيه.
وتحدث تميم عن تحركات إسرائيلية ليلية مكثفة تنفذها قوات خاصة مدعومة بآليات عسكرية بشكل شبه يومي في محيط مستوطنة "دوغيت" السابقة، مؤكدا أن سكان الحي يمكنهم سماع التحركات الإسرائيلية بشكل واضح.
ويعتمد سكان حيي العطاطرة والسيفا المتجاورين على مهنة الزراعة، ويخاطر هؤلاء يوميا بأرواحهم نظرا لوقوع أراضيهم بالقرب من الحدود الإسرائيلية الشمالية.
أما أصحاب الاستراحات البحرية المقامة على ساحل بيت لاهيا القريب من الحدود الإسرائيلية، فكانوا أكثر تخوفا نظرا لوقوعهم تحت مطرقة قذائف مدفعية الزوارق وسندان التوغلات المفاجئة للقوات البرية القريبة.
ويعرب هؤلاء عن خشيتهم من تأثر حركة المواطنين بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على حي العطاطرة والتصعيد الحاصل، مؤكدين أن استمرار هذا التصعيد سيقضي على ما تبقى من الموسم السياحي.
وبدا مازن السلطان، صاحب إحدى الاستراحات، متشائما جدا من الوضع الأمني، وأكد أن التصعيد الإسرائيلي بدأ منذ أسبوع من خلال إطلاق الزوارق نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه الشاطئ وهو ما أخاف المستجمين.
ويتوقع السلطان انتهاء الموسم السياحي إذا واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المنطقة التي قضت فيها عائلة غالية بقذائف المدفعية الإسرائيلية قبل أكثر من ثلاث سنوات.
واستغل المواطنون حالة الهدوء التي أعقبت الحرب الأخيرة في إقامة عشرات الاستراحات البحرية على شاطئ شمال غزة الذي كان خاليا من الاستراحات حتى السنوات الأخيرة