بعنفوان شديد أمسك المتضامن الطاعن في السن "عثمان بوقران" شتلة زيتون؛ ليغرسها في أقرب نقطة يمكن أن يصلها عند الشريط الحدودي الشرقي لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وبيديه المتجعدتين بدأ يحفر بو قران في الأرض، مستغنيا عن المحراث رغبة منه في نيل شرف لمسها, وبحذر شديد غرس الشتلة في باطن الأرض، لاهجا لسانه بالدعاء بأن يحفظها الله وأهلها.
بوقران واحد من بين عشرات المتضامنين العرب الذين وصلوا قطاع غزة عبر قافلة "أميال من الابتسامات"، لإحياء الخاصة الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض على طريقتهم.
وانتشر عشرات المتضامنين على الشريط الحدودي في خانيونس، بمشاركة وزارة الزراعة في غزة ورؤساء بلديات المنطقة الشرقية وخانيونس, وغرسوا عشرات أشتال الزيتون أمام أعين جنود الاحتلال.
يقول بوقران لـ "الرسالة نت"، "نحن نثبت إلى جانب اخواننا الفلسطينيين بقوة انتمائنا للأرض واعتزازنا بديننا"، مضيفاً "اليوم نزرع الحياة والعدو الاسرائيلي ينشر الموت (..)، والفلسطينيون الاحق بالحياة".
ويخطف بوقران نظرة على الشريط الحدودي القريب منه ويتابع القول: "نحن بهذا الصنيع نمهد لتحرير فلسطين كلها(..)، وسنصلي قريباً في بيت المقدس".
وعلى بعد امتار من بوقران يطلب الشاب محمود عبد الكريم أحد أعضاء القافلة من زميل له التقاط صورة تذكارية، في الوقت الذي كان يغرس فيه شجرة الزيتون في الأرض.
عبد الكريم فلسطيني يعيش بالضفة المحتلة، تمنعه قوات الاحتلال (الاسرائيلي) من دخولها، إثر تنفيذ شقيقه عملية استشهادية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
ويقول لـ "الرسالة نت: "إن قلع الاحتلال شجرة سنزرع عشرة بدلاً منها ولن نيأس أبداً (..)، قطعت المسافات حتى أمرغ وجهي بتراب غزة، فأنا محروم من دخول أرضي (الضفة المحتلة)".
ويعتبر عبد الكريم قطاع غزة بمنزلة متنفس له لاستنشاق عبير فلسطين, معرباً عن أمله بدخول باقي الأراضي المحتلة، وأن ترجع ذكرى يوم الأرض العام المقبل وقد تحررت بلاده.
واعتاد الفلسطينيون في ذكرى يوم الأرض زراعة أشجار الزيتون؛ لرمزية البقاء لها والتعمير في الأرض، في ظل اقتلاع قوات الاحتلال (الاسرائيلي) وتجريفها الأراضي الزراعية.
أما الجزائري يوسف عز الدين، يقول لـ "الرسالة نت": "جئنا من أرض الجزائر لنقول للاحتلال إذا كنت تقتلع الاشجار في الضفة، فنحن نغرسها في بغزة التي لم تستطع كسرها.
ويضيف عز الدين "بدماء الشهداء استطعنا أن نغرس الأشجار على بعد أمتار من الشريط الحدودي الوهمي مع اسرائيل".