عباس يتجنب قمة المصالحة بانتظار"التفاوض"

مفاوضات السلطة مع اسرائيل (أرشيف)
مفاوضات السلطة مع اسرائيل (أرشيف)

الرسالة نت- فايز الشيخ

يتسم موقف رئيس السلطة محمود عباس من المصالحة الوطنية بالتذبذب، كلما حانت الفرصة لإنجازها، وكان آخر تلك الفرص دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية مصغرة من أجل المصالحة.

وكان أمير قطر دعا خلال كلمته أمام القمة العربية التي عقدت في الدوحة إلى عقد قمة عربية مصغرة في مصر وبرئاستها، وحضور حركتي فتح وحماس ومن يرغب من الدول العربية، تكون مكرسة لإنجاز المصالحة.

حركتا فتح وحماس رحبتا بعقد القمة، وأبدتا تجاوبهما مع كافة المبادرات التي من شأنها تحريك عجلة المصالحة، إلا أن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ذكرت نقلا عما وصفته مصدرا فلسطينيا مطلعا أن عباس لن يحضر قمة عربية تحضرها حركة حماس، بزعم أنه "لن يسمح مطلقاً بالمس بوحدانية التمثيل الفلسطيني".

بدورها، انتقدت حركة حماس ما وصفتها ب "المواقف المتباينة" التي تصدر عن حركة فتح فيما يتعلق بالقبول والتنديد بالقمة التي ستعقد من أجل المصالحة، معتبرة أن إجهاض هذه الخطوة يحمل فتح المسئولية مجدداً عن تعطيل المصالحة.

تدخلات خارجية

وعبر يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الإطار، عن أسفه لبقاء المصالحة معلقة ومرهونة بالتدخلات الخارجية وخاصة (الإسرائيلية) والأمريكية منها، مشيراً إلى أن أمير قطر في مبادرته الجديدة لعقد قمة مصغرة في القاهرة أراد أن يضع النقاط على الحروف ويُحدث ضغطاً عربياً إضافة إلى الثقل التركي لإنجاز المصالحة الوطنية.

وكانت تركيا دخلت على خط المصالحة الفلسطينية -بموافقة مصرية- بالدفع نحو عقد قمة عربية مصغرة لإتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف عام 2007.

ويرى رزقة في حديثه لـ"الرسالة" بأن الضغط العربي قد لا يغير موقف عباس والسلطة برام الله لتحقيق المصالحة عبر القمة المصغرة في القاهرة، لافتاً إلى أن التصريحات التي صدرت عن قيادات في السلطة تحدثت عن ملفين فقط وهما الانتخابات والحكومة دون الحديث الواضح والعملي عن ملفات المصالحة الستة ولا سيما ملفي إطلاق الحريات وتفعيل منظمة التحرير"، مشيرا إلى شرط السلطة الاعتراف بـ(إسرائيل) على كل من يريد دخول منظمة التحرير".

إجهاض للقمة

وأشار رزقة إلى أن تصريحات صائب عريقات ونمر حماد "أجهضتا القمة"، متسائلاً "هل مطلوب من القمة مناقشة ملفي الانتخابات والحكومة وتجاهل الشراكة الحقيقية مع حماس في باقي الملفات؟"، مضيفا أن "حماس تعبر عن شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني وفصائله ولا يمكن تجاهلها بهذه الطريقة"، وفق تعبيره.

وأوضح رزقة أن تردد فتح تجاه المصالحة مبدئي لأن الأخيرة لا تريد مصالحة تقوم على الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية مع حركة حماس، منوهاً إلى أن حركة حماس تبحث عن وحدة وطنية متجددة وشراكة حقيقية في جميع الملفات.

وأشار رزقة إلى ضغوط الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" خلال زيارته للمنطقة والفيتو المشترك بينه وبين (إسرائيل) حول نقاط مهمة مرتبطة بالملفات التي لها علاقة مباشرة برضا أو سخط (إسرائيل)، إضافة إلى عدم تضحية السلطة بالمساعدات التي وعدت بها أمريكا و (إسرائيل) السلطة مؤخراً.

محاصصة!

من ناحيته نفى جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن تكون حركته قد تراجعت عن موقفها المُرحب بالقمة المصغرة وصولاً لإنجاز المصالحة، مبيناً أن حركته تريد في هذه القمة حضور فصائل منظمة التحرير لكي لا تبقى المصالحة وكأنها محاصصة بين فتح وحماس!.

واعتبر محيسن أن زيارة أوباما ليست لها علاقة بموقف عباس من المصالحة لأن الأخير ذهب إلى مؤتمر القمة في الدوحة بعد زيارة أوباما ورحب بمبادرة أمير قطر دون تردد، وفق زعمه.

ويرى محيسن بأن الوضع الحالي للمصالحة ليس بحاجة إلى لقاءات جديدة تستنفذ الكثير من الوقت والجهد، مشيراً إلى أن الوضع الطبيعي-وفق رأيه- يتمثل في أن يصدر عباس مرسومين واحد باتجاه تشكيل حكومة مستقلين برئاسته والثاني تحديد موعد الانتخابات.

وأشار إلى أن العمل جار في الملفات الأخرى ضمن لجان وكلها مرتبطة بالحكومة المؤقتة والانتخابات".

وتعطلت جهود المصالحة قبل نحو شهر بعد مشادة كلامية وقعت بين رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك ورئيس وفد فتح للمصالحة عزام الأحمد خلال ندوة عقدت في فبراير الماضي انتهت باتهام الأحمد لدويك بأنه يقف شخصيًا ضد المصالحة.

واستنكرت حماس هذه الاتهامات ودعت فتح لتغيير الأحمد كرئيس لوفدها، الأمر الذي رفضته الأخيرة، وطلبت بعدها حماس تأجيل لقاء مع فتح لحين توفير الأجواء الإيجابية.

البث المباشر