قائد الطوفان قائد الطوفان

للمرة الثانية خلال عام

(PAL) تدخل غزة عبر جسر التعليم والتثقيف

 وفد مؤسسة (بال)
وفد مؤسسة (بال)

غزة - مها شهوان

لم يعد صعبا على طلاب الجامعات في قطاع غزة بعد أن مد نظراؤهم في الجامعات البريطانية جسرا من الود نحو القطاع خوض تجارب احترافية ولاسيما فيما يخص إنتاج الأفلام والتعامل مع وسائل الإعلام الجديد على وجه السرعة.

وأسهم التضامن الدولي مع غزة في وصول وفد مؤسسة (بال) الطلابية البريطانية إلى القطاع المحاصر للمرة الثانية خلال عام وذلك من أجل صقل مهارات طلبة الجامعات الإعلامية والشبابية بمدهم بالدورات التدريبية المكثفة.

"الرسالة" التقت وفد (بال) خلال اجتماعه وطلبة الجامعة الإسلامية من أجل أن تتعرف على أهداف الزيارة والصورة التي سيحملها الوفد إلى بلاده بعد انتهاء جولته في غزة.

صناعة الأفلام

ورغم أنها الزيارة الثانية للشاب الليبي سفيان عبد المولى -20 عاما- فإنه راح يتفقد وجوه طلبة "الإسلامية"، قائلا: "رغم علامات الحزن التي يحاولون مداراتها فإن الأمل يبدو عليهم، ومشيرا إلى أنه أسس " pal" برفقة زملائه من أجل نقل صورة غزة الحقيقية إلى العالم.

ويقول سفيان بلهجته الليبية: "حين جئت إلى غزة ظننت أن أهلها لا يعرفون سوى المقاومة لكنني دهشت بعد مقابلتي شبابا مثقفين ومتعلمين (...) رغم صغر غزة فإنها مدينة تضم عقولا ناضجة تعمل من أجل المستقبل"، منوها إلى أن المدينة المحاصرة تفوقت على بلاد عربية تمتلك إمكانات كبيرة في مجال التعليم.

وأوضح أن الهدف من زيارتهم القطاع تنمية قدرات الشباب، "ولاسيما في مجال صناعة الأفلام لنشر أخبار غزة بمصداقية بدلا من وسائل الإعلام الأخرى التي تسعى إلى تشويه الحقائق".

ومن المشاهد التي أثرت فيه أنه شعر خلال مقابلته ذوي الأسرى بحجم الصبر الذي يعيشونه، معقبا: "لم أر في حياتي مثلهم، فهم ينتظرون أبنائهم بابتسامة وأمل".

وخلال حديثه عن القطاع كانت تجلس على مقربة منه الباكستانية ميمونة وهي تنصت بهدوء لما يقول عن غزة وتهز رأسها موافقة كلام زميلها وتضيف عليه قائلة: "رغم أن غزة حزينة فإنها جميلة بحيويتها وثقافة أهلها وإصرارهم على العيش"، وموضحة أنها عند زيارتها مخيم رفح تأثرت كثيرا، فهي لم تكن تتوقع وجود حياة فيه.

وروت ميمونة أنها ستحدث عائلتها وأصدقاءها عما رأته في غزة، ولاسيما زيارتها رئيس الوزراء إسماعيل هنية.

وعند طاولة الغداء جلست "الرسالة" للحديث مع الكندية ميليسا -21 عاما- التي تدرس في إحدى الجامعات البريطانية وجاءت إلى غزة لترى الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة على غزة.

وذكرت أنها لم تكن تتخيل وجود عمران في القطاع، مبينة أن هناك فرقا بين ما تشاهده وأقرانها في بريطانيا وكندا عبر شاشات التلفاز، وأرض الواقع.

وأوضحت أن الدورات التي يقدمها فريقها ستساعد الطلبة الغزيين على نقل الحقيقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة سريعة ومهنية عالية.

وإلى جانب إعجابها بغزة وأهلها فإنها أبدت إعجابها بالأكلات الغزية كالفول والفلافل، مبينة أنها ستحمل معها إلى جانب الذكريات بعض المشغولات اليدوية التي تميز قطاع غزة عن غيره من مناطق العالم.

ويقابل ميليسا على طاولة الطعام شاب بريطاني يدعى يونس -22 عاما- مفعم بالحيوية واعتنق الإسلام منذ خمسة شهور وجاء إلى غزة بعد أن سمع عنها من زملائه الذين سبقوه قبل عام إليها.

ويقول عن زيارته: "منذ أن أخبرت أهلي نيتي زيارة القطاع لم يرحبوا بالفكرة خشية الصواريخ والقصف، ولكن منذ وصولي أخبرتهم بحجم الأمان الذي في غزة"، موضحا أنه خلال وصوله القطاع أعجب بالحيوية والطاقة التي يتميز فيها شباب غزة، "فهم رغم حصارهم وقلة الإمكانات تمكنوا من إثبات أنفسهم".

وفد أكاديمي إلى بريطانيا

رئيس PAL الشاب الفلسطيني خالد المدلل ذكر بدوره أنهم أدركوا بعد زيارتهم غزة قبل عام احتياج الطلبة الغزيين دورات تدريبية في عدة مجالات متخصصة من أجل نقل معاناتهم إلى الخارج بصورة صحيحة، مشيرا إلى أن إنشاء المؤسسة جاء للربط الأكاديمي الفلسطيني مع الجامعات البريطانية.

وأوضح المدلل أن الدورات التي سيعقدها الوفد خلال وجوده في قطاع غزة ستتمحور حول كيفية صناعة ألعاب الفيديو والتنشيط عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتعليم والتعلم وطرق التدريس، لافتا إلى وجود إقبال كبير من الطلبة على تلك الدورات منذ اليوم الأول.

وذكر أنه خلال الأشهر المقبلة سيغادر أول وفد طلابي أكاديمي من غزة إلى بريطانيا للتواصل والاستفادة من الخبرة الأكاديمية البريطانية، موضحا أن إقبال الأجانب على الالتحاق بمؤسسته يزداد يوما بعد يوم، "وهو من مختلف الأعمار والجنسيات".

وتمنى في ختام حديثه أن تحقق زيارات الوفد البريطاني الفائدة لطلبة القطاع والاستفادة "ليرى العالم غزة الحقيقية بإبداعات أبنائها".

 

البث المباشر