خلال ورشة تحضيرية لمشروع تحرري فلسطيني

دعوة إلى شبكة إعلامية لدفع "التحرر الوطني"

صورة من الورشة
صورة من الورشة

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

دعا إعلاميون ومثقفون فلسطينيون إلى إنشاء شبكة أمان إعلامية لدفع مشروع التحرر الوطني، من خلال تحليل المشهد الفلسطيني وأبعاده كافة، وتعريف المواطنين بالأحداث الواقعة على الساحة الفلسطينية.

وأوضح د. حسام عدوان رئيس جمعية أساتذة الجامعات،خلال ورشة عمل بعنوان (مشروع التحرر الوطني الفلسطيني –تقييم التجربة ونظرة للمستقبل-) أن يشمل البرنامج جميع الشرائح والنخب السياسية في أوساط الفصائل والأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين.

وأكد عدوان أن المشروع حواري، ويتناول بطريقة نقدية الأسس الفكرية والثقافية والسياسية التي يجب أن يُبنى عليها مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، إضافة إلى "محاولة التأسيس لخطوات مستقبلية على طريق التحرر".

الوطنية طريق وعرة

وبيّن أن العمل الوطني عبارة عن طريق وعرة، تستحق التضحيات، موضحاً أن له علاقة ببناء الإنسان والجامعات، وإنشاء تكنولوجيا قادرة على توقيف أي عدوان على القطاع.

ونوّه عدوان إلى رغبتهم في إيقاف ثقافة "استسهال العمل الوطني، دون التقليل من قيمة أحد".

وطالب رئيس الجمعية، الاعتماد على العمق العربي والإسلامي في تطوير القدرات الفلسطينية، لمواصلة التحرر الوطني، آملاً في استضافة مفكرين عرب، داعمين للعمل الفلسطيني.

المبررات والمراحل

وتتلخص مبررات إطلاق المشروع، بفشل التسوية السياسية، والتحديات التي تواجه خيار المقاومة، والفرص التي تتيحها الثورات العربية، ومن أجل حاجة النظام السياسي الفلسطيني لإعادة تجديد شرعيته، وحاجة البرنامج الوطني إلى إعادة صياغة بما يتلاءم مع التحديات والفرص، وما يبشر بإمكانية تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، على حد قول المنظمين.

وأوضح عدوان أن المشروع سيمر بعدة مراحل، تتمثل بتنفيذ مجموعة من ورش العمل الأسبوعية التحضيرية مع قادة الفصائل، والمثقفين الفلسطينيين، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والتواصل مع الجامعات والأطر الطلابية وشرائح المجتمع، لتنظيم ندوات تستضيف قيادات سياسية ومثقفين وأكاديميين لتفعيل النقاش المجتمعي حول المشروع.

وأعلن عدوان عن عقد مؤتمر علمي بالثالث والرابع من يوليو لعام 2013، يقيّم الحالة الفلسطينية، ويضع خطة إستراتيجية لاستنهاض مشروع التحرر الوطني الفلسطيني.

استنهاض المثقفين

من جهته قال د. نهاد الشيخ خليل، رئيس اللجنة التحضيرية :"إن الدافع لتأسيس هذا المشروع، هو ضعف النقاش بين المثقفين، وغرقهم في التعامل مع تفصيلات لا قيمة لها، ونسوا الاهتمام بالقضايا الكبرى للشعب الفلسطيني".

وأضاف :"قررنا أن نستعيد النقاش للمربعات الحقيقة التي يجب أن نقف عليها للتعامل مع القضايا الكبرى للشعب الفلسطيني".

وأوضح الشيخ خليل، أن الجمعية تحاول خلال مشروعها أن تعلي من أجل التفكير الجماعي، مؤكداً أن الأمر بحاجة لمشاركة في تحمل العبء والكفاح، متابعاً " نحن معنيين باستنهاض المثقفين، وإيجاد ثقافة تؤسس لشيء".

ولفت رئيس اللجنة التحضيرية إلى أن فكرة إطلاق المشروع، بدأت منذ عامين، وانطلقت بعد تجمع الظروف المساعدة في المشروع للتسوية السياسية.

مطالبة بالمشاركة

ودعا الشيخ خليل الإعلاميين -أصحاب القرار في مؤسساتهم-، إلى مرافقة فعاليات المشروع، وتغطيتها، "ومناقشة الفصائل على أرضية نقدية تحفظ للناس حقوقهم"، وفق قوله.

وطالب بالمشاركة النقدية وإبداع البرامج "التي تقودنا نحو التحرير، وإنقاذنا من الغرق الذي يعيق تقدمنا نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني".

واستطرد الشيخ خليل :"نحاول أن نوجد أسلوباً لرفض الوصاية على الناس، فنحن نريد أن نناقش مع الناس والمثقفين ومع جميع شرائح المجتمع، وبعد المناقشة وإثارة القضايا، يستطيع الجميع الحديث، ومعرفة الخلافات، ونريد توضيح الحقائق والمشاركة مع الناس".

مؤامرة تُحاك

بدوره نبه د. أحمد أبو السعيد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى، من مؤامرة تتجسد على الواقع، وتحاك ضد القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن زيارة أوباما لها دور في هذه المؤامرة.

وقال أبو السعيد :"نحتاج لتحريك الداخل والخارج، وتعاون الأطر الفلسطينية، لإيقاف صاحب القرار الذي يلعب في المرحلة القادمة بأمور مشبوهة"، مطالباً بإيجاد باحثين لتحليل المشهد الفلسطيني وأبعاده كافة، وتعريف المواطنين ما الذي يحدث ومن المستفيد من أي عمل.

من جانبه أثنى عماد الإفرنجي مدير فضائية القدس بغزة، على فكرة المشروع، داعياً المثقف إلى أن يكون بوصلة المشروع.

وتمنى إيجاد جهد موازي في مناطق أخرى بالأراضي الفلسطينية، لدعم المشروع، مستبعداً مشاركة الفصائل كافة، في رعاية ومساندة المشروع، خاصة أن من مبررات إطلاقه، فشل مشروع التسوية السياسية.

وطالب الافرنجي بايجاد شبكة أمان إعلامية لتساعد في دفع المشروع التحرري، ومساندة أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية نحو إيصال صوتهم.

ثقافة ومشاركة إعلامية

في حين اقترح ياسر أبو هين، نقيب الصحافيين الفلسطينيين، إعطاء جهد أكبر لإيصال الفكرة بشكل أوسع، داعياً أعضاء الجمعية إلى زيارة المؤسسات الإعلامية، وتقديم فكرة المشروع بشكل أكثر عمقاً.

من ناحيته طالب وسام عفيفة، رئيس تحرير جريدة الرسالة، بإعطاء جرعات من الوعي السياسي للإعلاميين، لتوضيح الصورة السياسية لديهم.

وأوضح أن المشكلة التي تواجه الإعلاميين تتمحور في معرفة طبيعة النظام السياسي وتشكيل الوعي، والقضية الفلسطينية، داعياً القائمين على الفعاليات إلى عقد ورش عمل للصحافيين "حتى يتشكل لديهم موقف".

البث المباشر