قائمة الموقع

عباس يتفاوض مع "الإسرائيليين" من تحت الطاولة

2010-02-08T11:02:00+02:00

الرسالة نت - رامي خريس

المفاوضات خيار رئيس منتهي الولاية محمود عباس ولا توجد لديه أية خيارات أخرى، ولكنه قد يتجه للتنويع أو للبحث عن شكل آخر لها ، فمن مفاوضات فوق الطاولة إلى أخرى تحتها ومن لقاءات مع سياسيين إسرائيليين في النور إلى اجتماعات في الظلام ، ومن مباحثات علنية إلى تحركات سرية ومبادرات يجري طرحها وراء الكواليس.

 

الأمر لا يبدو غريباً ففريق التسوية الذي يقوده عباس يؤمن أن "الحياة مفاوضات" وتحت هذا العنوان ألف الدكتور صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية كتاباً يعد مرجعاً لمن لا يجيدون سوى الحديث حول المفاوضات لا التفاوض ذاته.

** تغيرت أشكالها

 

ويعد الحديث حول إمكانية العودة إلى المفاوضات أمراً عبثياً فالمفاوضات عملياً لم تتوقف ، وإنما تغيرت أشكالها ، فبعد وقف اللقاءات التي تتم أمام كاميرات التلفزة بين عباس وقادة حكومة الاحتلال أصبحت تجري من خلال الوسطاء وهو الدور الذي يقوم به السيناتور الأمريكي ومبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط جورج ميتشل ، وعملياً فإن ميتشل ينقل مقترحات أمريكية وإسرائيلية إلى عباس ويستمع منه إلى وجهات نظره حولها ، هذا فضلاً عما كشفته مسؤولة كبيرة في الخارجية الأمريكية عن وجود مفاوضات فلسطينية إسرائيلية غير مباشرة برعاية أمريكية , وقالت إن النقاش يجري حول النقاط التي ستبدأ منها المفاوضات ، وهو ما تحدثت حوله محافل أمنية إسرائيلية وسياسية أمريكية التي قالت انه تجري مفاوضات غير مباشرة حول نقاط بدأ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية المبعوث الأمريكي السيناتور جورج ميتشيل .

 

وقال مصدر سياسي كبير في تل أبيب إنه في هذه الأيام تجرى اتصالات بين البيت الأبيض، ومكتب كل من رئيس حكومة الإسرائيلية وعباس عبر  المحامي إسحق مولكو الذي يمثل نتنياهو، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ميتشيل الذي يمثل الرئيس الأمريكي أوباما وصائب عريقات باسم عباس يحاولون الوصول إلى نقطة تفاهم في المسائل السياسية في الطريق إلى استئناف المفاوضات. 

 

** المسار السري

في هذا السياق الأخير ، يرى المراقبون أنه من الصعب تجاهل إمكانية ترتيب مسار سري يتوصل إلى اتفاق نهائي بروحية وثيقة جنيف وملحقها الأمني ، والتي يبدو أنها تحظى بقبول واسع النطاق ، ليس في أوساط السياسيين الكبار في الدولة العبرية ، ومن ورائهم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ، بل أيضا في أوساط كبار السياسيين الأمريكيين ، وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

 

والمفاوضات السرية كانت قد بدأت في عهد ايهود اولمرت ناهيك عن اتفاق أوسلو نفسه الذي أبرم في العاصمة النرويجية في الوقت الذي كان يجلس فيه الوفد المفاوض بقيادة حيدر عبد الشافي في مؤتمر مدريد للسلام .

 

عباس قال للإسرائيليين دعونا نبدأ من النقطة التي وصلنا إليها في عهد أولمرت فرفضوا ذلك وقالوا أن تلك النتائج التي حصلت أو تلك المفاوضات كانت سرية وبحسب مصادر إسرائيلية فإن  المفاوضات السرية كانت منذ عامين  لوضع حل لمسألة الحدود فقط. 

 

إذن المفاوضات مستمرة فلا خيار لفريق التسوية سوى المزيد من اللقاءات وتبادل المقترحات حول التسوية واللجوء إلى الاجتماعات السرية قد يكون إحدى الأشكال المقترحة في محاولة لتمرير تسوية جديدة بدون أي ضجة لاسيما أنه ليس لدى الحكومة الإسرائيلية ما تعطيه للفلسطينيين سوى السلام الاقتصادي حسب مشروع نتنياهو للتسوية.

اخبار ذات صلة