الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية، مسيرة حافلة بالنضال والمقاومة بدأت بمعركة جنين، ودعمه للخلايا العسكرية والجهادية، ومدّ يد العون العسكري لها في أشد الظروف شدة، فمن هو الأسير ميسرة أبو حمدية؟
"أبو حمدية" من مواليد مدينة الخليل عام 1948، ضابط متقاعد برتبة لواء، وحاصل على دبلوم في الإلكترونيات من القاهرة.
درس الحقوق في جامعة بيروت و لم يكمل الدراسة بسبب ظروف الملاحقة والإعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ويدرس التاريخ بجامعة الأقصى في غزة بالمراسلة.
انخرط في صفوف الثورة عام 1968, واعتقل مرات عدة بتهمة الانتماء للعمل العسكري والنشاط الفصائلي، كان آخرها في الثامن والعشرين من شهر مايو ليحكم عليه بالسجن المؤبد.
بدء العمل الوطني مع مكتب الشهيد أبو جهاد في الأردن منذ العام 1979، ومن ثم مكتب الانتفاضة منذ العام 1988، وبقي حتى عام 1998، حيث كان برتبة مقدم على سلسلة رتب منظمة التحرير.
عمل في معسكرات حركة فتح في لبنان وسوريا، حيث انتمى إليها في العام 1970م أثناء دراسته في القاهرة.
يعد من أبرز رواد الوحدة الوطنية، فكان يحتفظ بعلاقات قوية وتعاون كبير ومحط توافق من القوى الوطنية والإسلامية كافة.
شارك في دعم عمليات المقاومة في شمال الضفة المحتلة، وساهم في دعم كتائب القسام وباقي الأجنحة العسكرية، وحمّله الاحتلال مسئولية عمليات القائد الكبير محمود أبو هنود أبرزها عملية الشهيد القسامي شادي طوباسي من مخيم طوباس، وقتل فيها 25 عاماً.
وساهم الشهيد برفقة الشهيد المجاهد الملقب بأبو جندل من جنين في تشكيل جبهة معارضة للتوجه الأمني للسلطة، وهو ما جعله مطلوباً بشدة للاحتلال، وحاول اعتقاله مرات عدة.
وتولى الشهيد ملف العلاقات الوطنية في سجون الاحتلال، وساهم في تقريب وجهات النظر بين قواه وفصائله المتنوعة في السجون، وشكل وجهاً حضارياً يعزز العلاقة بين الأسرى في السجون.
أصيب الشهيد بمرض السرطان، نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من قبل قوات الاحتلال، ليعلن عن استشهاده صباح اليوم الثلاثاء.