أكد متخصصون في شؤون الأسرى أن إهمال السلطة الفلسطينية قضية الأسير عرفات جرادات جرأ الاحتلال (الإسرائيلي) على قتل الأسير ميسرة أبو حمدة بدم بارد، داعين إلى فضح سياسات الاحتلال بحق الأسرى في المحافل الدولية.
ووصفوا الأوضاع داخل السجون بالبركان، متوقعين انفجارها في أي وقت ردا على استهتار الاحتلال (الإسرائيلي) بأرواح الأسرى.
وحذر المتخصصون من سياسية الاستهتار الطبي بحق الأسرى، فلا يزال هناك 25 أسيرا يصارعون الموت في مستشفيات سجون الاحتلال.
ليس الأخير
واتهم مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش في هذا السياق مؤسسة الرئاسة بالتواطؤ مع الاحتلال في قتل الأسرى بدم بارد، قائلا: "صمت السلطة وعجزها عن تقديم الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية بعد استشهاد الأسير عرفات جرأ الاحتلال على قتل أبو حمدية، لذا فهي متواطئة مع الاحتلال في قتله".
ودعا الخفش إلى ضرورة فضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى في السجون حتى لا يتجرأ على الاعتداء على أي أسير أو قتله.
ونوه إلى أن ما يحدث في السجون الآن ينذر بموجة غضبة قادمة ستحرق الأخضر واليابس، متابعا: "أبو حمدية لن يكون الأخير في قائمة شهداء الحركة الأسيرة في ظل تواصل سياسة الإهمال الطبي التي تستهدف كسر روح الأسير النضالية".
يذكر أن أكثر من 1200 أسير يعانون أمراضا مزمنة منهم 25 يعانون تفشي مرض السرطان في أجسادهم و15 أسيرا يواجهون الموت البطيء في مستشفى سجن الرملة.
الاحتلال يتعمد قتل الأسرى
مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة أكد بدوره أن السكوت على جريمة استشهاد أبو حمدية سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة التي وصلت إلى 204 منذ عام 1967 حتى الشهيد الأخير.
وطالب حمدونة السلطة بتوقيع الاتفاقات الدولية التي تعطينا الحق في محاكمة الاحتلال بصفة أنه مجرم حرب، مشددا على أن الأسرى بحاجة دعم ومساندة من الشارع الفلسطيني بكل أطيافه.
وقال: "الأسرى ليسوا بحاجة استنكار أو تنديد أو دموع بل نصرة قضيتهم عمليا لا نظريا"، منوها إلى أن الأسرى يتعرضون لسياسة إهمال طبي متعمد تهدف إلى قتلهم.
سياسة الاستهتار الطبي
أما الأسير المحرر محمود مرداوي وهو عضو رابطة الأسرى والمحررين فحذر من سياسة الاستهتار الطبي التي تتبعها إدارة السجون (الإسرائيلي) بحق الأسرى، مؤكدا أن تلك السياسة تهدف إلى خنق الأسرى وتفريغ قضيتهم من محتواها.
وقال مرداوي: "الاحتلال يتلذذ في قتل الأسرى مستغلا تهرب السلطة من ملاحقته في المحافل الدولية".
وتوقع استشهاد مزيد من الأسرى خلال الأيام المقبلة "خاصة أن هناك عشرات من الأسرى نهش السرطان أجسادهم".
وحول أوضاع السجون عقب استشهاد أبو حمدية أوضح مرداوي أن الأسرى أعلنوا إضرابا عن الطعام ثلاثة أيام حدادا على روح الشهيد ميسرة، مضيفا: "ما يحدث في السجون الآن ألغام تنذر بانفجار كبير سيزلزل الأرض تحت أقدام الاحتلال".
ودعا المحرر إلى تكثيف الجهود لنصرة الأسرى وتحويل ملفهم من أرقام وأسماء وقصص إلى ملفات قانونية تدين الاحتلال وتجرمه.
واستشهد صباح الثلاثاء الأسير ميسرة أبو حمدية من مدينة الخليل المحتلة، وكان مصابا بمرض سرطان الحنجرة في مستشفى "سوروكا" (الإسرائيلي) داخل مدينة بئر السبع جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.