قائمة الموقع

لاجئو غزة يواجهون "الأونروا" بالصوت العالي

2013-04-06T15:44:31+03:00
جانب من الإحتجاجات
رفح- الرسالة نت (خاص)

دأبت الخمسينية سوسن جابر على الوصول إلى مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في جنوب قطاع غزة، والمشاركة في الفعاليات المناهضة لتقليص المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين ووقف بعضها.

واكتسبت الفعاليات المناهضة لسياسات الوكالة الدولية التقشفية في قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين مشاركة واسعة من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين اقتحموا مقر "الأونروا" الرئيس في غزة الخميس الماضي.

وبدت علامات الإعياء جلية على ملامح سوسن جابر وتقول بصوتٍ عالٍ ممزوج بالقهر لـ"الرسالة نت" "إحنا بنطالب بحقوقنا..، أنا وأولادي مش بني آدمين مش حيوانات"

والسيدة جابر تعيل أسرة مكونة من تسعه أفراد بينهم زوجها المسن الذي لا يقوى على العمل وصرخت قائلة: "أقولها بالصوت العالي حتى الفتات يريدون أن يوقفوه عنا.. من وين بدنا نعيش .. الفقر لا يرحم أحداً والواحد بالعافية مدبر أمور حياته".

ويقول لاجئون آخرون إنهم لن يتوقفوا عن الاعتصام ورفع أصواتهم عالياً حتى تتراجع الوكالة الدولية عن سياسية تقليص المساعدات ووقف صرف الأموال.

ويؤكد الستيني عودة كباجة -أبدى استعداه التنازع عن مساعدات الأونروا مقابل إعادته إلى منزله في المجدل المحتل- أن "الوكالة أُسست لخدمة الشعب الفلسطيني، ولا يجوز أن تتراجع عن دعمه وخدمته".

وأصبح مقر تموين "بير هاوس" التابع لـ"الأونروا" وسط مدينة رفح قبلة السيدة جابر، التي شاركت مع عشرات اللاجئين الفلسطينيين في إغلاق بوابته الرئيسة مطلع الأسبوع الماضي.  

ويحتج اللاجئون خصوصا على قرار "الأونروا" بوقف ما تقدمه من مساعدات نقدية لعائلات اللاجئين في غزة، واستبدالها بفرص عمل مؤقتة ابتداء من مطلع الشهر الجاري، على أن يستفيد من المشروع نحو عشرة ألاف عائلة.

وقابلت "أونروا" تلك الاحتجاجات بإغلاق مقرات توزيع المساعدات في قطاع غزة حتى إشعار آخر.

ويؤكد نائب رئيس اللجنة الشعبية لللاجئين بمحافظة رفح زياد جرغون أن قرار "الأونروا" مرفوض ويحمل انعكاسات خطيرة على مجمل حياة اللاجئين في القطاع، مشدداً على حق اللاجئين في رفض أي تقليص تقره الوكالة.

ويعتبر جرغون في تصريح لـ"الرسالة نت"، أن قرار "الأونروا" يحمل في طياته مخاطر كبيرة، خاصة أنه يجيء في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ويلحق ضررا كبيرا باللاجئين الفلسطينيين الفقراء.

ويوضح أن وجود وكالة الغوث واستمرارها في تقديم خدماتها، مرتبط بوجود اللاجئين ومشكلتهم، ودورها لا يتوقف مطلقا إلا في حال عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وفق القرارات الدولية.

ويطالب جرغون الوكالة الدولية بالتراجع عن قرار إغلاق مقرات تسليم المساعدات الاغاثية لللاجئين واستئناف توزيع المساعدات بأقصى سرعه. 

في المقابل، طالبت "الأونروا"، بتوفير ما أسمته "بيئة آمنة" لموظفيها في قطاع غزة، من أجل استئناف عمل مراكز التموين التابعة المغلقة منذ يومين.

ويقول المستشار الإعلامي لـ"الأونروا" عدنان أبو حسنة لـ"الرسالة نت"، إن الوكالة تواصل إغلاق مراكز التموين والشؤون الاجتماعية البالغ عددها 22 مركزا في غزة منذ اقتحام المقر الرئيس من قبل متظاهرين محتجين على سياساتها.

ويضيف أن اتصالات تجرى مع الجهات كافة بغرض حل الأزمة واستئناف عمل مراكز المساعدات، غير أنه شدد على أن ذلك لن يتم دون توفير بيئة آمنة للموظفين ووقف حملات العنف والتخوين ضدهم. وفق قوله.

ويشير إلى أن التقليصات الأخيرة التي أقرتها الأونروا ناتجة عن عجز مالي حاد يصل إلى 68 مليون دولار في موازنتها السنوية العامة، وأن الوكالة تعمل بشكل مكثف على محاولة تغطية العجز من خلال الدول المانحة.

ويذكر أبو حسنة أن وقف "الأونروا" للمساعدات النقدية التي تقدمها لعائلات اللاجئين في غزة، جرى تعويضه من خلال برنامج توفير فرص عمل مؤقتة، وأن استئناف المساعدات النقدية يتعلق بوجود تمويل مالي لهذا البرنامج.

ويشدد على أن الأونروا ملتزمة بخداماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وتواصل تقديم مساعدات غذائية مباشرة للأكثر من ثمانمائة وخمسة عشر ألف لاجئ في القطاع الساحلي.

وكانت الأونروا أطلقت الشهر الماضي مناشدة للأطراف الدولية المانحة طارئة بتوفير ثلاثمائة مليون دولار أمريكي لصالح الأراضي الفلسطينية، كما أنها أعلنت سابقاً عن تقليص برنامج فرص العمل لديها في غزة بسبب العجز المالي في موازنتها.

وتغطي خدمات "الأونروا" اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق عملياتها الخمس وهي الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا، والبالغ عددهم 3.8 مليون لاجئ.

اخبار ذات صلة