قائمة الموقع

"عباس" يستجدي المساعدات الغربية

2010-02-08T18:21:00+02:00

قاسم: "عباس" لن يفاوض إلا بقرار عدم أخذ الأموال الغربية

يوسف: تسريعها اقتراح غير عملي وليس لها نتائج

أبو شرخ: يوجد ضغط شديد من المانحين لاستمرار المفاوضات

غزة _ رائد أبو جراد

رأي محللون سياسيون أن دعوة رئيس سلطة فتح المنتهية ولايته محمود عباس لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال عبارة عن استسلام ودليل على ضعفه، مؤكدين أن الحديث عن مفاوضات غير مباشرة في هذا الوقت اقتراح غير عملي ولن يتمخض عن جولات التسوية تلك أية نتائج.

المال الغربي

وأجمع هؤلاء في تصريحات منفصلة لـ"الرسالة نت " على أن "عباس" يتعرض للضغوط الأمريكية المستمرة والتي تمارس عليه بشكل خاص، مبينين أن سلطة فتح لا تستطيع ترك التفاوض إلا إذا قرروا عدم أخذ المال الغربي وإذا أوقفوا كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية البروفسور عبد الستار قاسم يرى من جانبه أن مشروع المفاوضات بكامله مشروع فاشل لأن المفاوضات ليست جادة وهي عبارة عن استسلام، مؤكداً على أن طاولة المفاوضات لا تتم بين طرف قوي وطرف آخر ضعيف.

وتابع: "نصحتهم منذ عدة سنوات وما زلت إذا كان الهدف من المفاوضات هو الاستلام فليستسلم فريق السلطة المفاوض من الآن أفضل له"، موضحاً أن الحديث عن تجدد المفاوضات بكافة أقسامها كلام لغوي ومكرر ولا يقدم ولا يؤخر.

ويوافقه الرأي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بجنين د. أيمن يوسف قائلاً:"الإسراع في المفاوضات غير المباشرة اقتراح غير عملي ولن يتمخض عن هذا الطريق أي نتائج، والذهاب لها جاء نتيجةً للضغوط الأمريكية المفروضة على الفريق المفاوض".

وأشار إلى أن وجود حكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة في دولة الكيان شكل نوعا من الممانعة التفاوضية بين الجانبين، مبيناً أن المفاوضات غير المباشرة ستكون محسومة لعدة عوامل ومتغيرات منها مستقبل المصالحة الفلسطينية وملف الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط ومستقبل الملفات الإقليمية خاصة الملف النووي الإيراني.

لكن المحلل السياسي د. أسعد أبو شرخ يرى أن استمرار مباحثات المفاوضات العبثية مع الاحتلال ضد المصلحة الفلسطينية، وأنها لن تأتي بأي ثمار لان الشعب الفلسطيني يواجه عصابة صهيونية متطرفة وليست حكومة ولا دولة.

وتابع:"استمرار المفاوضات سيؤدي لاستمرار بناء المستوطنات ومزيد من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وسيظهر الاحتلال للعالم بأنه مع المفاوضات ومستمر فيها"، مطالباً بضرورة التركيز على إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة اللحمة والوحدة الوطنية لشطري الوطني.

تنسيق أمني

وعاد قاسم ليؤكد على أن "عباس" لا يستطيع أن يفاوض إلا إذا قرر عدم أخذ أموال من الدول الغربية، متسائلاً باستغراب:" الذي لا يريد أن يفاوض ويطلب مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال أينسق معه أمنياً؟".

ولفت إلى أن وجود سلطة فتح مرتبط بحمايتها وتنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مستطرداً:" كل هذا الحديث لعباس لا يدخل العقل لأنه متورط في المفاوضات وظل متعلقاً بها دون مخرج".

أما يوسف فقال:"عباس لجأ للمفاوضات غير المباشرة بسبب الضغوط الممارسة عليه في هذه المرحلة خاصة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يتحدث دائماً بجاهزيته للتفاوض ويبين أن المشكلة في المفاوض الفلسطيني".

وعاد أبو شرخ ليؤكد على أن المفاوضات لم تجلب أية نتائج أو ثمار جديدة للشعب الفلسطيني، مبيناً وجود ضغط شديد من الدول الغربية المانحة سلطة فتح في رام الله لاستمرار المفاوضات مع "إسرائيل".

وأوضح أنه على فريق السلطة المفاوض العودة لأحضان شعبه والتنسيق مع فصائل المقاومة لمواجهة الضغوط الصهيونية والغربية، داعياً للقضاء على الانقسام وعودة الحوار الفلسطيني والتوحد في مواجهة الاحتلال وأساليبه الاستيطانية.

وفي معرض حديثه عن الضغوطات التي يواجهها عباس قال قاسم:"المسألة لا تحتاج للضغط إنما تحتاج لبعض الإقناع لان عباس لا يعلم أن يسير أمور سلطة فتح إلا بالمال والمساعدات التي تقدمها الدول الغربية له".

وأكد على أن "عباس" لن يوقف المفاوضات مع الاحتلال لان المفاوض الفلسطيني لا ريدي شيئاً ولا يوجد لديه شئ، مستطرداً:" 15 عاماً من المفاوضات دون نتيجة، وهذا الحديث متكرر وعباس سيعود للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال لان رفضه سيؤدي إلى تغيره من منصبه الحالي".

تنافر

وبين قاسم أن المشاريع التي يتحدث عنها رئيس سلطة فتح عباس والأموال التي ترسل للسلطة في رام الله هي مقايضة الموقف بالمال وليست مقايضة فقط بل هناك أشخاص تخلوا عن مواقف سياسية من أجل المال وهناك عمليات بيع وشراء للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.

ويتوقع يوسف أن لا تكون الرؤية الفلسطينية المستمرة في المفاوضات مع الاحتلال واضحة لأنها لا تخرج بنتائج مرجوة، مستطرداً:" هناك تنافر بين الخيار التفاوضي في رام الله والخيار المقاوم في غزة وهذا التناقض بين كلا الجانبين ربما يقوض لنتائج سلبية".

وبين أن المفاوض الفلسطيني لا يمكن له أن يتنازل عن المزيد من الثوابت لأنه لم يتبق لديه شئ يتنازل عنه في ظل استمرار الاستيطان والتقويض الصهيوني وفي ظل حصار غزة المستمر.

وأضاف يوسف:" المفاوضات غير المباشرة التي دعا عباس لها لن تثمر ولن تؤدي لنتائج ولن تؤدي لانفراجات في القضية الفلسطينية".

ويؤكد أبو شرخ على أن المفاوضات في مأزق وأنها لم تقدم شئ، موضحاً أنه كان يجب البدء منذ اليوم الأول في اتفاقية أوسلو وأن الاحتلال ابتلع كل الأرض واستمر في الاستيطان، مبيناً أنه ليس أمام عباس سوي إيقاف المفاوضات وأن يتحمل الكيان كافة المسئولية عن ذلك.

ومضى بالقول:" كل المحاولات القائمة من الدول الغربية على الفريق المفاوض تتمثل في القيام بالمحافظة على استمرار الانقسام والضغط بالمال  لاستمرار المفاوضات، وعباس في مقدوره الرفض المطلق لذلك وعدم الاستمرار في المباحثات مع الاحتلال لأنها أثبتت فشلها".

وكان رئيس سلطة فتح محمود عباس أعلن مؤخراً أنه سيتشاور مع الدول العربية حول المقترح الأميركي القاضي بإجراء محادثات غير مباشرة مع "إسرائيل"، مؤكداً على ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها مع الحكومة الإسرائيلية السابقة.

 

اخبار ذات صلة