المرض "ينهش" جسد الأسير "الهمص"

الاسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)
الاسرى في سجون الاحتلال (الأرشيف)

رفح- الرسالة نت (خاص)

زاد استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية من أوجاع الزوجة إيمان الهمص التي تقول إن المرض ينهش جسد زوجها المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ خمس سنوات.

ولا تتوقف السيدة إيمان عن الدعاء من أجل شفاء زوجها التي تخشى أن يكون مصيره مثل مئات الأسرى الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المعتقلات الإسرائيلية وفق ما تقول.

ولفظ أبو حمدية ضابط الأمن الفلسطيني الذي عمل بصفوف كتائب القسام وهو مقيد اليدين ومكبل القدمين وبحالة صحية مزرية في مستشفى "سروكا" في الثاني من الشهر الجاري. وهو ثاني ضحية في المعتقلات الإسرائيلية هذا العام.  

ويرقد الأسير علاء الهمص (35 عاماً) في معتقل "نفحة" الصحراوي، وتقول زوجته إيمان إن زوجها يعيش، ظروفًا صحية سيئة جدًا، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون الإسرائيلية له، بعد إصابته بمرض في عينيه.

وبدت علامات الثبات والحزن على ملامح الزوجة خلال مشاركتها في فعالية تضامنه مع الأسرى المرضى في مدينة رفح نظمت مطلع هذا الأسبوع.

والهمص أب لأربعه أطفال ثلاثة منهم اصطفوا حول صورة عملاقة لوالدهم وسط منزل العائلة بمخيم "يبنا" على الحدود مع مصر. 

وكانت قوات إسرائيلية خاصة اختطفت الهمص شرق مدينة رفح إبان العدوان الإسرائيلي الموسع على قطاع غزة في شتاء العام 2008-2009.

وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكم بالسجن لمدة تسعة وعشرين عاماً بتهمة الانتماء لقيادة شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح", ومحاولة أسر جندي إسرائيلي, والتخطيط لعمليات عسكرية نفذت على نقاط ووحدات للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وكان الهمص قائدًا بكتائب شهداء الأقصى– الوحدات الخاصة في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

وقالت زوجته (30 عاماً) "لقد فقد ثماني بالمئة من بصرة وأصيب بمرض "السل" داخل السجن".

وتضيف وهي تحتطن طفلتها الصغرى لـ"الرسالة نت": "أخشى أن يكون يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو مقيد بالأصفاد مثل زميلة أبو حمدية ".

وأصيب الهمص خلال وجودة في عزل سجن بئر السبع العام الماضي بالتهابات في عينية وزاد داء "السل" من أوجاع الرجل.

وكان الهمص أصيب أيضاً عام 2004 بأسفل العمود الفقري جراء غارة إسرائيلية على مخيم رفح، ويعاني منذ ذلك الوقت من أزمة في الصدر (ربو) يتلقى علاجاً بخصوصها ولديه قولون عصبي.

وقالت زوجته إيمان إنها قدمت عبر محامي نادي الأسير العشرات من الشكاوى ضد سجن "نفحه" من اجل علاجه وتحويله لطبيب عيون، إلا أن إدارة السجن ساومته على إسقاط الالتماس الذي قدمه المحامي مقابل الذهاب لمستشفى الرملة.

وأوضحت أن زوجها عرض في الخريف الماضي على طبيب روسي لكن ذلك جاء بعد فوات الأوان.

ووفاة أي أسير فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية هذه الأيام ممكن أن يزيد من غضب الشارع الفلسطيني الذي أطلق سلسلة فعاليات مساندة لقضية الأسرى هذا الشهر.

وتشير إحصاءات حقوقية فلسطينية ودولية صدرت مطلع هذا الشهر إلى وجود ألف أسير فلسطيني يعانون من أمراض متفاوتة ولا يتلقون سوى مسكن "الأكامول" من قبل أطباء مصلحة السجون الإسرائيلية التي أعلنت مؤخرا أن 25 أسيرا يعانون مرض السرطان. 

ويوجد في المعتقلات الإسرائيلية حوالي خمسة ألاف أسير بينهم العشرات من قطاع غزة.

ويقول مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش، إن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال "يموتون بشكل بطيء وممنهج".

وقال الناشط في كتائب شهداء الأسرى في رفح يوسف عفانه لـ"الرسالة نت" إن الأسير الهمص لم يتلق الرعاية الطبية على مدار ثمانية أشهر مما سبب في تفاقم حالته الصحية.

واتهم عفانة مصلحة السجون الإسرائيلية بتعمد عدم تقديم الرعاية الطبية للأسرى من أجل تصفيتهم داخل معتقلاتها.

وردد "إن الهمص قد يكون الضحية الجديدة التي قد تفجر الأراضي الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

ونقل عفانة عن الأسير المحرر أيمن شعت الذي أطلق سراحه في نهاية شباط/ فبراير من سجون الاحتلال قوله إن الأسير الهمص بدأ يعاني خلال الأشهر الستة الماضية من ألام في رقبته وأن التشخيص الأولي يشير إلى إصابته بـ"سرطان الغدة".

وكان شعت قضى العام الأخير من فترة اعتقاله التي امتدت لعقدين من الزمن في معتقل "نفحة" إلى جانب الهمص وكلاهما من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الذي يرفض المقاومة المسلحة.

البث المباشر